2009-06-29 00:57:19
كرة القدم وتأثيرها على الدراسة

عندما يكون الإهتمام بما يفيد الجسم السليم مضراً بالعقل السليم

تنتشر بين الجيل الشاب بشكل خاص والغالبية بشكل عام موجة متابعة مباريات كرة القدم، فلكل شخص فريقه الذي يشجعه، وبطريقته الخاصة، وان كان منتخباً وطنياً ام عالمياً.


وبدأ منذ فترة ليست بالبعيدة دوري أبطال القارات، والذي تشارك فيه أغلب فرق كرة القدم المعروفة والمشهورة، والتي تضم بعض اللاعبين الذين يلقون تشجيعاً حاشداً بين عشاق كرة القدم من الشباب.

وتزامن كأس القارات مع امتحانات الشهادة الثانوية العامة والأساسية والامتحانات الجامعية، ما أدى في بعض الأحيان إلى تفضيل قضاء الوقت في متابعة المباريات، على الجهد الفكري الذي يجب أن يبذل على الكتب الدراسية "المملة" بعكس كرة القدم بحسب احد مشجعي الفريق الايطالي.

التجمعات الطلابية في المقاهي لمشاهدة مباريات كرة القدم..

يحتشد الطلاب في أماكن مختلف مثل "القهاوي" والمطاعم أو في أماكن تجمع الطلاب كما يحدث في مقصف المدينة الجامعية، فيجتمع الطلاب حول الشاشات قادمين من المكتبة المركزية او من غرفهم، وذلك في أكثر الأوقات حساسية بالنسبة للإمتحانات الجامعية.

ووسط الحشد الطلابي في مباراة لاسبانيا في مقصف المدينة الجامعية، التقينا "محمد" طالب اعلام سنة ثالثة، والذي كان منشداً للمباراة بطريقة عجيبة، لكنه رفض التحدث إلينا حتى انتهاء المباراة  قائلاً إنه "ربما يضيع هدف وأنا أحدثكم".

"كرة القدم جزء أساسي من حياتي"

واعتبر محمد حبوش كرة القدم جزءاً أساسياً من حياته، لا يمكن التخلي عنه وقال إنه "لم يفوت أية مباراة من الدوري الإسباني ولن يفوت مباريات دوري القارات "ان شاء الله" وخاصة تلك التي يراها بالهامة".

وتابع "ان صدقت توقعاتي، وكانت المباراة النهائية بين اسبانية والبرازيل، سأدفع عمري وليست دراستي فقط لأشاهدها بثاً مباشراً" مضيفاً "كرة القدم في دمي ولا يمكنني أن أفوت مباريات هامة حتى لو تزامنت مع امتحاناتي فكثير من الأحيان غلبت كرة القدم عليها".

"اختصرت الامتحان لمشاهد مباراة للأرجنتين"

وأكمل حبوش "اذكر أنني في كأس العالم عام 2002 الذي كان في كوريا الجنوبية واليابان، متزامناً مع امتحاناتي في الصف التاسع، اضطررت في امتحان مادة الاجتماعيات أن أخرج باكراً  لمشاهدة مباراة الأرجنتين، فتوقيت المباراة كان مختلفاً عن توقيت سوريا لذلك عرضت المباراة باكرا أثناء تقديمي الامتحان النهائي، ما دفعني إلى عدم رسم "المصور" لأنه سيأخذ وقت كثيراً ربما يجعل المباراة تفوتني".

"أتخلى عن أهلي مقابل مشاهدة مباراة لريال مدريد"

أما محمد مراد وهو مشجع لفريق ريال مدريد، كان رأيه متطرفاً أكثر فقد استعد "للتخلي عن أهله مقابل مباراة لريال مديرد وليست دراستي فحسب".

وقال مراد وهو طالب حادي عشر "انا مستعد للتغيب عن المدرسة في سبيل حضور مباراة، أو لعب مباراة مهمة مع أصدقائي، فأنا اطمح لأكون لاعب كرة قدم متميز، ما يدفعني في كثير من الأحيان للهروب من المدرسة".

وتابع "حتى لو كان عندي امتحان بكالوريا، فلن أغير شيئاً من تصرفاتي ولو تحت الضغط، فأنا أعشق الرياضة بشكل عام، وكرة القدم على وجه الخصوص".

"تغيبت عن الجامعة كي لا يواجهونني بخسارة فريقي"

من جهته لم يختلف عبد الرحيم كثيراً عن غيره من "مدمني" كرة القدم، فقد اضطر عبد للتغيب عن إحدى المحاضرات المهمة في قسم علم الإجتماع، وذلك في اليوم التالي لمباراة خسر فيها ريال مدريد، قائلاً "تغيبت عن إحدى المحاضرات الهامة كي لا يراني زملائي ويواجهونني بخسارة فريقي".

وتابع "انا اثق بأنه لو كان عندي في اليوم التالي امتحان لتغيبت عنه دون تردد، كي لا أضع نفسي في موقف حرج مع مشجعي الفريق الآخر من زملائي في الكلية، ولأنني لن أكون قد درست طبعاً في هذا المزاج التعيس".

الضغوط المدرسية والجامعية والاجتماعية والأسرية هي السبب

وتحدثت المرشدة النفسية عبيرعوض عن أسباب متابعة الشباب والمراهقين لكرة القدم "بنهم" وتفضيلها عن أي شيئ آخر بما فيها الدراسة، وقالت لسيريانيوز إن "اللعب شيئ أساسي لدى الأطفال، وعندما يشبون يتضاءل الوقت المتاح للعب، اما للدراسة او لاية التزامات أخرى، يؤدي ذلك الى تفريغ هذه الرغبة في المشاهدة للمباريات والرياضة التي يشعر في نفسه فاعلاً بها".

وتابعت "تلعب الضغوط المدرسية والجامعية والإجتماعية والأسرية، دوراً كبيراً في دفع الشاب إلى الهروب من الشعور بالضيق، ومن ثم تركيزه على نمط واحد من أمور التسلية، فإذا كان محباً لكرة القدم سوف يفضلها عن هذه الضغوط، ويسرف الوقت في مشاهدة المباريات دون الشعور بالندم احياناً، لأنه يرى في تصرفه هذا المتعة البديلة عن بذل الجهد في الدراسة وشعوره بالملل والضيق".

الشعور بالفشل الدراسي سبب آخر...

وأضافت عوض "في بعض الأحيان يشعر الشاب بأنه غير نافع في دراسته، وأنه لن يحصل منزلة علمية مرموقة من الدراسة، وفي المقابل يجد في نفسه محباً لأمر ما آخر، وليكن كرة القدم، فيسعى للجد في هذا المجال الذي يحبه أملاً في حصوله على الشهرة أو المرتبة الإجتماعية المرموقة، نظراً لما يراه من شهرة لاعبي كرة القدم في المجتمع".

وأكملت "يصبح هم الشاب الأول في هذه الحالة هو متابعة أخبار المباريات والفرق واللاعبين والتعصب لقدوته منها، وغالباً ما يصبح لديه القدرة على التحليل الرياضي ومعرفة قوانين لعبة كرة القدم، نتيجة الاهتمام المفرط، ويستعد للتضحية بوقته وماله في سبيل كرة القدم على حساب دراسته وتحصيله الثقافي".

حازم عوض - سيريانيوز شباب


Powered By Syria-news IT