2009-07-22 02:28:04
أثر ألعاب الشبكات والبلايستيشن على لاعبيها من الشباب

بعض الشباب: أكثر من 7 ساعات نقضيها في اللعب يومياً

خبير: هذه النوعية من الألعاب تؤدي بالفرد إلى اغتراب اجتماعي ونفسي وتوحد مع الشخصيات

"النووي ما في نستعملوا، ما في طيران، يلي بدو يستعمل القنص بدو يطلع لبرا، ما فيها قنابل دخانية.."،


تشعر لأول وهلة أنك في حرب، فعبارات مثل "ما في لطي من على السطوح، يلي بيخورف التاني بيربح الدق كلو" غير معروفة لدى غير المهتمين بألعاب البلاي ستيشن والشبكات، لكن هذه العبارات هي شروط يضعها اللاعبون بهذه الألعاب على بعضهم قبل الدخول إلى مقهى ألعاب الشبكات، أو داخل المنزل حيث يلعب الأطفال.

ففي (عصر التكنولوجيا) و(مجتمع الحاسوب) كما يسميه بعض الباحثون، أخذت الأسرة منه نصيبها، عن طريق دخول كثير من التغيرات في حياة أفرادها، ولعل من أبرز تلك التغيرات اقتحام أجهزة البلايستيشن، وألعاب الشبكات المنازل والمقاهي، حتى أصبحت بحلول فصل الصيف وانتهاء العام الدراسي أداة أساسية من أدوات التسلية والترفيه للأطفال وبعض الكبار.

ألعابي المفضلة هي ألعاب الشبكات والفائز هو القوي..

يلعب شادي حمدي 17 عاماً، يومياً ما لا يقل عن 5 ساعات، وأكثر الألعاب المفضلة لديه حسب قوله هي" العاب الشبكات سواء على الانترنت أو الشبكات الداخلية، مثل الكاونتر سترايك، والتريفيان والواو، والريد أليرت".

وأضاف شادي "عندما ألعب مع أصدقائي وخاصة في العاب الريد أليرت والكاونتر سترياك، نتشاجر لفظيا، وبأصوات مرتفعة، وفي كثير من الأحيان تصل الأمور للقتال فيما بيننا"، لافتاً إلى أنه" إذا خسر في لعبة من الألعاب يظل منزعجاً اسبوعاً كاملا".

بدوره قال محمود 17 عاماً لسيريانيوز إن" لعبة الريد أليرت التي يلعبها تحتاج لذكاء وتكتيك، ومن الطبيعي أن أستهزئ بالخاسرين معي في اللعبة لمدة لا تقل عن يومين، وأحيانا اتهمهم بالغباء لعدم قدرتهم على التكتيك والفوز".

وتابع" نبقى نتحدث عن نتيجة اللعبة السابقة، ويظل الفائز هو القوي والخاسر هو الضعيف حتى نلعب لعبة جديدة".

وأضاف محمود الذي يلعب وأصدقائه 5 ساعات حتى في أوقات الامتحان انه "في حال الخسارة (يلح) الخاسر على إعادة اللعبة حتى يعدل النتيجة ليعيد ماء وجه".

ولعبة الريد أليرت تصنف ضمن الالعاب الاستراتيجية، وتمثل الحرب بين المنظومة الاشتراكية والرأسمالية، عبر حروب تدور بين الطرفين، وذلك بعد بناء كل لاعب البلد الذي أختاره ليحارب به البلد الأخر، عبر مجموعة من الاسلحة، والتي يتميز بها بلد عن بلد في اللعبة، ومن ضمنها الاسلحة النووية.

عدم الغش شرط أولي في لعبة الكاونتر ستريك

أما مؤمن 15 عاماً فيلعب الكاونتر 7 ساعات يوميا مع أصدقائه، أو بطلب متحدي من الموجودين في مقهى الشبكات، مضيفاً لسيريانيوز "أتحدى أي شخص أن يهزمني - طبعاً من دون غش -  فأنا حائز على المرتبة الأولى في مسابقتين للكاونتر في هذا المحل على التوالي".

وتابع مؤمن أنه "لا استطيع أن أتخيل نفسي مهزوماً، وإن حدث هذا الشيء مستقبلاً فأنا متأكد أن ردة فعلي ستكون قوية، خاصة بعد أن حزت على المرتبة الأولى مرتين، وأتوقع أن (ابتلي) بالشخص الذي سيخسرني أو (اتفشش) بجهاز الحاسوب الذي ألعب عليه".

وعن شروط اللعب بهذه اللعبة قال أمين 18 عام إن "الشروط يتفق عليها اللاعبون قبل الولوج لمقهى الألعاب"، مشيراً إلى أن "أهم شرط بالنسبة لي في لعبة الكاونترستريك هو عدم (اللطي) من على السطوح، أي عدم قتلي من الأعلى".

وأضاف أمين الذي يلعب يومياً 3 ساعات أنه "أعترف لكثير من أصدقائي بالمهارة وخصوصاً إذا (خورفني) أحدهم".

و(خورفني) هو مصطلح يستخدمه لاعبوا الكاونترستريك وهو تعبير عن قتل الطرف الأول للثاني باستخدام سكين موجودة ضمن الأسلحة المتاحة للاعب.

والكاونتر سترايك لعبة تلعب عبر مجموعة من الافراد كل منهم  يجلس على جهاز حاسوب، وكل من هذه الأجهزة موصول على الشبكة الداخلية، وينقسم اللاعبون لفريقين على مبدأ اللعبة المعروفة (شرطة حرمية)، لكن هذا التقسيم يكون مجموعة إرهابيين ومجموعة اف بي آي، وفي نسخة محدثة للكاونتر سترايك تم ضم شخصيات عربية لمجموعة الإرهابيين ليتم الاختيار من بينها.

يشار إلى أن لعبة الكاونتر سترايك توافق لعبة الريد أليرت في اظهار دول المنظومة الاشتراكية بأنهم إرهابيين وأمريكا ودول أوروبة من مكافحي الإرهاب.

أفضل اللعب بألعاب البلايستيشين بدل اللعب بالشارع

أما محمد مراد 16 عاماً فهو يفضل ألعاب "البلايستيشن" مشيراً إلى أنه "كثيرا ما ألعب وأصدقائي لساعات طويلة ومتواصلة دون تقدير الوقت، وخصوصاً اذا كنا نلعب كرة القدم كتحد بين فرق"، مضيفاً أنه "عند خسارتي أنزعج جداً، حتى أنني اتحاشى رؤية صديقي الذي غلبني كي لا يهزأ بي أمام أصدقائي الآخرين وخاصة من يلعب (البلايستيشن) منهم".

وتابع" في بعض الأحيان أضطر إلى الشجار مع الموجودين في محل اللعب إن تسبب أحدهم في خسارتي بسبب استهزائه بي أثناء اللعب".

وعن ممارسة الاناث لهذه الألعاب أكدت نور 13 عام أن "ألعاب البلايستيشين هي المفضلة لدي"، مشيرة إلى أنه "أفضل اللعب بهذه الألعاب بدل أن ألعب في الشارع".

أحد الآباء: اختار الألعاب لأولادي بنفسي

وحول تعامل الاباء مع هذا النوع من الالعاب قال معتصم 47 عاما ووالد لطفلين إن "جهاز البلايستشين اشتريته لأطفالي بعد نجاحهم في التعليم الأساسي"، لافتاً إلى أن "اختيار الألعاب التي يلعبونها، أقوم بشرائها لهم بنفسي ودون أية ممانعة منهما".

وأضاف معتصم "أحدد لأطفالي يومياً ساعتين فقط ليلعبوا بالجهاز، وفي حال تشاجروا أثناء اللعب أطفئ لهم الجهاز".

فيما قال نضال (40) عاما "اصبح البلايستيشن جزءا من حياة طلفي البالغ من العمر 8 سنوات فقط، لا اعتقد بانه يوجد ضرر في ممارسة هذا النوع من الالعاب في اوقات الفراغ، طبعا باعتدال وتحت اشراف الاهل ومراقبتهم".

واضاف نضال "مثل هذه الالعاب في هذا الزمن ليست خيار وان تمنعها عن ابنك تشبه فعلة منع الاولاد من اللعب بالكرة في زماننا عندما كنا صغار".

"الاغتراب والتوحد والعنف سلبيات لهذه الألعاب"

وعن تأثير هذه الألعاب على لاعبيها التقت سيريانيوز الخبير النفسي والإجتماعي أسامة خليفة، الذي أكد أن "ألعاب الفيديو مفيدة نوعاً ما إن لم تزيد عن حدها بحيث تطغى على الإلتزامات الاجتماعية لدى الأفراد وفي حال طغيانها سيكون هناك خلل اجتماعي في المجتمع".

وتابع خليفه أن "الطفل أو الشاب يكون فاعلاً في هذه الألعاب من خلال تحريكه للشخصيات داخل اللعبة، مما يعلمه كيفية التعامل مع المواقف الطارئة، وكيفية استعمال الحواس كاملة والتركيز، كما ان بعض الألعاب تزيد من الانتباه".

ونوه خليفة إلى أهمية دور الأهل في توجيه الأطفال للألعاب المناسبة مشيراً إلى أنه "يجب عدم منع المراهقين منعا كاملاً من لعب هذه الألعاب".

أما عن الناحية السلبية لهذه الألعاب قال خليفة إن "هناك ألعاب ضارة بحد ذاتها مثل لعبة (جي تي أي) والتي تستخدم والكثير من مثيلاتها ايحاءات جنسية، ما يخلق الكثير من المشاكل الاجتماعية كحالات العنف والاغتصاب"، لافتاً إلى أن "هناك الكثير من الألعاب تقوم بالتحفيز على السلوك العدواني وزيادة العنف لدى الشباب والأطفال".

وأكد خليفة أن "هذه النوعية من الألعاب تؤدي بالفرد إلى اغتراب اجتماعي من حيث أنها تعكس ثقافة وعادات وتقاليد غربية غير مقبولة في مجتمعاتنا، وتؤدي أيضا الى إغتراب نفسي ما يؤدي إلى اصطدام الفرد الذي يلعب هذه الألعاب مع واقعه المختلف".

وأضاف خليفة سلبية أخرى لهذه الألعاب وهي "التوحد" بقوله "يصل بعض لاعبي هذه الألعاب  إلى مرحلة التوحد مع شخصيات اللعبة وخاصة الأطفال والمراهقين، ما يعزله عن واقعه الحقيقي ويزيد من المشاكل الاجتماعية".

براء البوشي، حازم عوض- سيريانيوز شباب


Powered By Syria-news IT