2009-08-26 03:05:25
رافعه وحبل ومراهقين

المدير يؤكد حصوله على ترخيص بأداء اللعبة والمحافظة تنفي

طبيب مختص: هذه اللعبة يمكن ان تقتل لاعبها

رافعة وحبل هذا كل ما احتاجه إحدى الشركات لجذب مئات من الشباب المراهقين وإيقاعهم في شباكها تحت شعار "فقط من أجلك"


حيث التقى نحو 170 شاب وفتاة من مختلف الأعمار في مطعم قرب دمشق قبل عدة اشهر، يجمعهم حبهم للمغامرة وكسر الروتين وتحقيق حلم حياتهم في ممارسة رياضة غير اعتيادية، رياضة القفز في الهواء من ارتفاع 60 متر.

فرصة لن تتكرر

كنان طالب سنة رابعة في كلية الاقتصاد علم بالصدفة من أصدقائه بأمر الشركة فقرر أن يجرب تلك اللعبة ولو لمرة في حياته.

يقول كنان "حلم حياتي أن أقفز بالهواء لذا عندما علمت بأن هناك شركة تقوم برفع الأشخاص إلى علو 60 متر وتركهم يقفزون سارعت للحجز غير آبه بأضرار اللعبة".

وأضاف "ترددت قليلا وبدأ الخوف يسري في أوصالي عند رؤيتي لمنظر الرافعة لكنني ما لبثت أن هدأت من روعي معللا لنفسي أنها فرصة العمر وأنها ربما لن تتكرر".

من جهتها وصفت آلاء تجربة القفز في الهواء بالممتعة والمثيرة فقالت "شعرت بشيء لم أشعر به في حياتي كان إحساسا رائعا".

وأضافت "تمنيت أن أعيد التجربة مرة ثانية ولكن بدون أن أدفع هذا المبلغ الكبير".

ونوهت ألاء إلى أنه "على الرغم من طبيعة الفتاة الأنثوية والناعمة التي فطرت عليها إلا أن أكثر اللاعبين كانوا من الفتيات وليس من الشباب".

عقد يخلي المسؤولية

في ظروف وصفها البعض بـ "مريبة" قامت الشركة بـ "القبض من الراغبين بالقفز مبلغ 3500 ليرة بدون إعلامهم بتوقيت اللعبة ومكانها، وذلك على عكس ما هو متعارف عليه بأنك تدفع نقود لتلعب في وقت محدد"، هذا ما يؤكده احد المشاركين الشاب كنان حيث يقول "فوجئت بصاحب الشركة يسألني عن المكان الذي أجتمع به أنا وأصدقائي ليقوم هو بالمجيء إلينا لتوقيع العقد بيننا".

وأضاف "بدأت مئات الأفكار تراودني وتملكني شعور بالخوف بأن يكون هذا نوع من أنواع النصب والاحتيال لكن ما لبث أن تبدد هذا الشعور بطمأنة صاحب الشركة".

ولكي لا تتحمل الشركة اي مسؤولية قام صاحبها بجعل الراغبين في اللعب يوقعون على عقد تنازل عن المسؤولية في حال حصل أي مكروه يقول كنان "أول ما فعلناه بعد أن دفعنا النقود هو توقيعنا على عقد تنازل عن المسؤولية وبموجبه حمت الشركة نفسها من المسؤولية".

وأضاف "جعلونا نوقع على عقد يبرئ الشركة من أي مسؤولية فهي ليست مسؤولة عن أي ضرر يحدث لنا فنحن بالغين وعاقلين وقادرين على تحمل مسؤولية أنفسنا".

مخاوف الأهل..

استغربت أم أحمد والدة أحد الشباب الذين قاموا بالقفز عن وجود مثل هكذا ألعاب في سورية فقالت "الشباب متهور تدفعه فتوته وشبابه لتجربة هذه اللعبة ولو مرة في حياته دون أن يعي أن هذه اللعبة قد تسبب خطرا يمكن أن يودي بحياته".

وأضافت "من المسؤول إن حدث لهؤلاء المراهقين أي مكروه ومن سيتحمل المسؤولية إن أصيب أحدهم بإعاقة أو عاهة".

وأيد أبو كنان أم أحمد بالرأي فقال "حاولت إقناع كنان أن لا يذهب للمشاركة في اللعبة مبينا له أن هذا يعتبر انتحار عمد لكنه أصر على الذهاب راجيا أن لا أقف في طريقه فهذا هو حلم حياته".

وتساءل أبو كنان بقلب محروق لماذا لا تهتم مثل هذه الشركات بتثقيف الشباب وتوعيتهم وتوفير فرص عمل لهم بدلا من هذه اللعب التي قد تودي بحياتهم".

الخلل واحد بالمليون

وفيما يخص إجراءات الأمان التي وضعتها الشركة للحفاظ على حياة الأشخاص قال مدير الشركة "إننا لسنا بحاجة لأي إجراء أمان فالمشروع آمن 100% ولقد قمنا بهذا النشاط في لبنان 10 مرات وفي فرنسا 120 مرة ولا توجد حوادث إلى الآن ففريقنا يضم أهم الخبراء الذين يحملون شهادات أمان من فرنسا وشهادات السلامة من لندن وأما بالنسبة للمعدات المستخدمة فتقدر نسبة الخلل ب1 من 2و5 مليون حالة والمعدات حائزة على علامة الجودة.

وأضاف "اكتفينا بالاستعانة بجمعية الهلال الأحمر التي بقيت متواجدة طوال مدة الحفل وذلك من أجل وضع خطة لأي حادث يمكن أن يحدث".

شروط للقبول..

يعرض مدير الشركة لإجراءات الأمان المتخذة "تقوم الشركة بتوزيع ورقة مكتوبة باللغة الانكليزية على اللاعبين تتضمن مجموعة من القواعد يجب أن يراعوها أثناء القفز حيث أنه لا يستطيع أي شاب مراهق أن يقوم باللعبة دون شروط، فقد حددنا العمر والوزن للاعب حيث يجب أن يكون العمر محصورا بين 18و45 سنة وكل ما تحت 18 يجب أن يكون ولي أمر موجودا كما حصرنا الوزن بين 35 و120 كغ".

وأضاف "يجب أن لا يكون لديه مشاكل صحية مثل دقات قلب غير اعتيادية، ضغط دم عالي، عملية جراحية قريبة أي الخياطة مازالت موجودة، جرح بالرأس، مشاكل بالقدمين والخصر كالديسك"، دون أن يوضح إن كان هناك أطباء مختصون يخضعون المشتركين إلى تلك الاختبارات الدقيقة.

واشتكى محمد البيطار من أن مشروعه واجه "الكثير من المشاكل والاعتراضات والسبب يكمن في أن هذه اللعبة ستنفذ للمرة الأولى في سورية ولا يوجد ثقة لدى السوريين بتقانة وأمان بمثل هذه اللعبة فمن وجهة نظر الشعب المشروع فاشل وغير محسوب وغير آمن على الرغم من أن الشركة سبق وأن قدمت الكثير من العروض في دول أجنبية وعربية أخرى".

مشيرا إلى أن الشركة تنوي تقديم عروض ورياضات جديدة "إن القفز بالنسبة للشركة التي نمثلها هي واحد من العديد من النشاطات الرياضية كالتسلق على الجبال والنزول – قيادة الزوارق عبر مجرى الأنهار السريع – الغوص إلى أعماق البحار - السقوط الحر من ارتفاع 2000م باستعمال هيلوكوبتر – استكشاف الكهوف بالإضافة لإقامة الحفلات والمؤتمرات".

وأضاف "قريبا نجهز لإقامة أكبر حفل سيحصل في سوريا حيث سيتسع لـعشرة آلاف شخص أو أكثر حيث إننا سوف نبني كل شيء من الصفر" تاركا الأمر مفاجأة على حد تعبيره.

لعبة قد تقتل لاعبيها

وعن خطورة ممارسة تلك اللعبة قال الدكتور منذر سطاس "ليس كل شخص قادر على ممارسة هذه اللعبة فاللعبة تتطلب من الشخص أن يكون سليما من الناحية الصحية وأن يتمتع بقلب سليم من الأمراض وأن يكون وزنه مثاليا وضغطه نظامي وأن يكون اللاعب ممن اعتادوا على ممارسة الرياضة حتى يكون لديه المرونة الكافية وحتى لا تتعرض حياته للخطر".

وفيما قد تسببه اللعبة من أمراض للاعب أضاف الدكتور المختص بأمراض القلب والشرايين "يمكن أن يحدث لدى اللاعب رد فعل عكسي شديد يؤدي إلى إبطاء نبضات القلب وربما إيقافها كليا"، وتابع "بعض الأشخاص قد تصاب بهبوط في الضغط عندما ترتعد هذا يجعل حياة اللاعب في خطر".

وأشار سطاس إن ربط الحبلة على قدمي اللاعب يمكن أن تكسر فقراته وقد تزيحها من مكانها كما أن معدته ربما تصاب بالتشنج وذلك لزيارة الضغط الداخلي في البطن حيث أن وضعية اللاعب مقلوبا رأسه تحت وقدميه فوق يمكن أن تؤثر على معدته.

من أعطاهم الرخصة..!

وكما هو معروف عالمياً إن كل لعبة ترفيهية بحاجة إلى ترخيص من أجل أن تصبح شائعة ومسموح ممارستها من قبل الجميع، فكيف إذا كانت خطرة..!

ولدى سؤال صاحب الشركة عن الترخيص أكد أن لديه ترخيص باللعبة رافضا ذكر الجهة التي قدمته له، مدعيا أنه لا يريد الدخول في تفاصيل "قد تسيء إلى جهات حكومية".

لكن مكتب الرخص في المحافظة نفى إعطاءه ترخيص للشركة المذكورة ولمثل هذا النوع من الألعاب.

وبرر صاحب الشركة لدى مواجهته بنفي المحافظة بأنه يملك "ترخيص ولكنه من نقابة الفنانين وليس من المحافظة".

بالاتصال مع المطعم نفى احد عماله علمهم عن وجود رخصة أم لا، كما نفى بان يكون مدير المطعم له  نسبة من العرض مؤكدا أنه لا يعلم شيئا عن الموضوع  وأن صاحب المطعم هو المسؤول، رافضا تزويدنا برقمه الشخصي للتواصل معه.

غرامات رمزية..

وفيما يخص موضوع الترخيص سألنا المحامية دعد الموسى عن موقف القانون السوري من الترخيص فقالت "أنه وفقا لقانون الملاهي فان الملاهي تنقسم إلى ثلاث فئات دور التمثيل والسينما وتأخذ ترخيصها من نقابة الفنانين والمقاهي وتأخذ ترخيصها من وزارة الثقافة إذا كان بداخلها حكواتي والمباريات والحفلات تأخذ ترخيصها من الاتحاد الرياضي وحسب المادة 7 من القانون فانه يتوجب على من يريد أن يأخذ ترخيص أن يتقدم بطلب خطي للمحافظة ويكتب عليه اسمه ونوع اللهو "اللعبة" وعدد المقاعد أو مساحة المحل ويحدد سعر اللعبة بالإضافة إلى ذكر عدد الحفلات التي ستقام يوميا يقوم بتقديمه بشكل خطي إلى مركز المحافظة بعد دفع رسم مالي".

وعن عدم الالتزام بأخذ ترخيص نوهت المحامية إلى أنه "ليست هناك قوانين صارمة تردع هؤلاء المخالفين فكل المواد تنص على مخالفات رمزية".

وفقا للمادة 23 إذا لم يلتزم الأشخاص بأخذ ترخيص من الجهة المسؤولة يغرم غرامة قدرها 100 ليرة سورية ولا تكون المخالفة إلا إذا تسبب أحد الأشخاص بضرر عندها يصبح صاحب اللعبة مسؤولا وملزما بالتعويض عن الضرر وفقا لجسامة الضرر.

وانتقدت المحامية "تعدد الجهات المخولة بإعطاء التراخيص" مشيرة إلى أن هذا التعدد" يؤدي إلى التشتت والضياع عن الجهة المسؤولة كما يمكن عديمي الضمائر من التذرع بأخذهم تراخيص من جهات أخرى وبالتالي تضيع حقوق الناس وتهدر أرواحهم".

رافعة وفنانين..!

وحول الجهة أو الجهات التي يفترض أن تمنح التراخيص أكدت المحامية دعد أن "الترخيص من نقابة الفنانين لا يعفي صاحب الشركة من أن يأخذ ترخيص من المحافظة أيضا".

ومن ثم تساءلت المحامية إذا كان صاحب الشركة حقا يملك ترخيص من قبل نقابة الفنانين "فما هي علاقة الرافعة وعلاقة هذه اللعبة بالفن حتى يؤخذ ترخيصها من قبل نقابة الفنانين..!"

دانية الدوس – سيريانيوز شباب


Powered By Syria-news IT