2009-10-04 01:14:11
انفلونزا الخنازير في المدارس السورية "شائعات" أكبر من الواقع؟

د.الميداني: الشائعات حول تعطيل المدارس كاذبة.. وطلاب أصيبوا ولكنهم شفيوا تماما

عاش الشارع السوري في الفترة الأخيرة حالة قلق نجمت عن الخوف من الإصابة بمرض انفلونزا الخنازير..


وسرت بين الناس بحسبما رصدنا  شائعات كثيرة.. كان آخرها "وجود إصابات بأعداد كبيرة بين طلاب المدارس وتطوير الأمر إلى إغلاق بعض المدارس"، فيما نفى مصدر مسؤول في وزارة الصحة كل الشائعات التي تم تداولها حول الموضوع.

لم يتم إغلاق أي مدرسة أو شعبة صفية

وفي لقاء خاص لسيريانيوز مع رئيس دائرة الأمراض البيئية المزمنة في صحة دمشق د.هيثم الميداني تبين أن كل الشائعات حول استشراء المرض في المدارس كاذبة حيث قال إن "عدد الطلاب في جميع المدارس السورية الذين أصيبوا بالفيروس لا يتجاوز عدد الأصابع وجميع الحالات شفيت, ولم يتم إغلاق أي مدرسة أو حتى شعبة صفية, وفي حال الاشتباه بأي حالة إصابة يتم إعطاء الطالب عطلة لمدة أسبوع أو عشر أيام يعود بعدها للمدرسة بعد شفائه من مرضه", لافتا إلى أن "المدارس ليست السبب في المرض وإنما أغلب المصابين بالفيروس كانوا من المغتربين خارج سوريا في الدول الأوروبية أو القادمين من العمرة".

وحول الحديث الذي يدور بين الناس مؤخرا بتعطيل المدارس وإغلاقها مدة شهر كامل قال د.الميداني "الأمر كله مجرد شائعات وأقاويل تناقلها الناس في الفترة الأخيرة ولا يوجد أي اجتماعات أو مناقشات في هذا الموضوع".

الأهالي: يجب عدم انتظار انتشار المرض لاتخاذ خطوات بشأنه

واختلفت ردة فعل الأهالي بين الخوف من انتقال العدوى وبين ضرورة إرسالهم إلى المدارس, وجاءت ردة فعل البعض مختلفة مثل أم ربحي التي ما أن سمعت باحتمال وجود إصابة في مدرسة ابنتها حيث قالت "سمعت أن المرض مميت وسريع الانتشار بين الطلاب ولذلك قررت نقل ابنتي من مدرستها إلى مدرسة أخرى خوفا من انتقال العدوى إليها".

أما أم نسرين فلم يكن منها إلا أن أجبرت ابنتها على ترك مدرستها خوفا من انتقال المرض إليها مقابل وضعها في المعهد الذي يملكه والد نسرين", وأضافت "المعهد يبقى أضمن من المدرسة وخاصة أن الأعداد تكون أقل والضغط أخف ولن أكون قلقة على ابنتي لأن المعهد تحت إشراف والدها".

من جهته قال السيد عمار والذي لديه أربع طلاب يدرسون في مدارس الدولة إن "من المفروض تأجيل المدارس وإغلاقها لفترة معينة وذلك لعدم جاهزية المدارس على مواجهة الفيروس، وكذلك لغياب التخطيط الكافي والواضح في وزارة التربية والتعليم، إذ يجب عدم انتظار انتشار المرض لاتخاذ خطوات بشأنه".

طلاب: المدرسة مقصرة ويجب اتباع بعض الاجراءات الوقائية

طالبات المدرسة الثانوية في إحدى المدارس الحكومية في الميدان اعتبروا إن المدرسة مقصرة في اتباع الإجراءات الوقائية من المرض حيث قالت الطالبة بشرى ادريس إن "هناك خوف كبير في المدرسة بين الطالبات على أنفسهن من الإصابة بالانفلونزا والمدرسة لم تفعل شيء سوى وضع بعض اللصاقات على الحائط".

وأضافت زميلتها آية الكود "يجب تزويد الطلاب باللقاحات بدلا من الكلام النظري الذي لا يفيد شيء سوى زيادة الرعب من المرض, وخاصة بعد أن سمعت بوجود إصابة مؤكدة بانفلونزا الخنازير في مدرسة شقيقي الابتدائية".

وعلمت سيريانيوز أن تكلفة تحليل الكشف عن وجود فيروس انفلونزا الخنازير فيكلف الدولة حوالي 10 آلاف ليرة سورية لكل تحليل, كما أن هناك محاولات لنشر اللقاح في سوريا بعد تصنيعه في الخارج ويتوقع تطبيقه الشهر القادم على الكادر الطبي للحماية من مضاعفات المرض والحالات عالية الخطورة.

المرض ليس مخيف بدليل أن منظمة الصحة العالمية صنفته ضمن الأمراض الخفيفة أو المتوسطة

وحول تسبب المرض بالموت المحتم لحامله أوضح د. الميداني (رئيس دائرة الأمراض البيئية المزمنة في صحة دمشق) أن "المرض ليس مخيف إلى هذا الحد وإنما كثرة الشائعات في الإعلام المغرض بتسبب المرض بالموت المحتم وقلة الوعي بين الناس هي السبب في البلبلات والتخوف الزائد من المرض, والدليل أن منظمة الصحة العالمية صنفت المرض ضمن الأمراض الخفيفة والمتوسطة, وهناك عوامل تساعد على أن تكون الأعراض اشد خطورة مثل السمنة المفرطة وأمراض الربو والتنفس والقلب, والسرطان والقصور الكلوي (نقص المناعة) إضافة على أمراض السكري والضغط".

وتابع في شرحه لطبيعة المرض "انفلونزا الخنازير يعتبر من الأمراض سريعة الخطورة وليس سريعة الانتشار, ونسبة الشفاء منه تعتبر عالية جدا، تأخذ بين 6 إلى 7 أيام في حال المتابعة واتخاذ وسائل الوقاية الفردية مع الدواء الملائم الذي يخفف من فوعة الفيروس وكثافته ويحد تكاثره في الجسم".

يجب أن يأخذ المجتمع المحلي دوره في التوعية

وفي جولة لسيريانيوز على المدارس للتعرف على الاحتياطات المتخذة للوقاية من المرض التقينا مديرة إحدى المدارس الابتدائية نجاح العموري التي اتفقت مع رأي د.الميداني حول "كثرة الشائعات بين الناس حول وجود إصابات بالمدارس" نافية وجود أي "إصابة في مدرستها والمدارس المجاورة لها".

وأضافت إن "المدرسة اتخذت كافة الاحتياطات اللازمة للوقاية من المرض مثل توزيع نشرات صحية على الطلاب تشرح طبيعة المرض وكيفية انتقاله إضافة لمجلة حائط متكاملة حول مرض الانفلونزا فضلا عن الاجتماعات الدورية مع طاقم الصحة المدرسية", مشيرة إلى أن "هناك تخوف من المرض ولكن بالحد المعقول مع محاولة تخفيف الاحتكاك والاختلاط بين الطلاب مؤكدة دور الأسرة والمجتمع المحلي في التوعية".

"شقيقي خائف من الموت ويضع الكمامة ليل نهار"

أما محمد أبو حميدة طالب في الجامعة فلم يخف قلق أخوه في حلقة التعليم الأساسي من المرض واعتباره مميت لافتا إلى أن "أخيه يضع الكمامة ليل نهار, وألقى أبو حميدة اللوم في خوف الطلاب من المرض على الأساتذة لمبالغتهم في تخويف الطلاب من المرض", وأضاف "أنا شخصيا لم آخذ كل موضوع الانفلونزا على محمل الجد فكل سنة يظهر وباء جديد فمن جنون البقر إلى انفلونزا الطيور ومن ثم الخنازير ولم نسمع عن أحد تضرر من كل تلك الأوبئة في بلدنا".

البائع أمام أحد المدارس الابتدائية موفق حسان قال إن "إقبال الطلاب على شراء الكمامات كبير وتبلغ سعر الواحدة منها 10 ليرات سورية والعديد من الطلاب يضعون الكمامات للوقاية من المرض".

وأضاف حسان "حسب مشاهداتي هناك تخوف كبير من قبل الأهالي من انتقال العدوى إلى أولادهم وهناك إشاعات جديدة تظهر في كل يوم حول إصابة إحدى الطلاب في المدارس".

وكالة الغوث: هناك استجابة كبيرة من الأهالي والطلاب في اتباع التعليمات الوقائية

المسؤولة عن الصحة المدرسية بمدارس وكالة الغوث ابتسام فالوجي نفت وجود أي إصابة بانفلونزا الخنازير بين الطلاب في جميع المدارس التابعة لوكالة الغوث, لافتة إلى أن "اغلب الإصابات تراوحت بين زكام أو رشح عادي".

وأضافت فالوجي "كان هناك استجابة كبيرة من قبل الطلاب والأهالي في إتباع التعليمات الوقائية ووضع الكمامات وشراء المناشف الخاصة والصابون واتخاذ كافة احتياطات النظافة للوقاية من المرض, فضلا عن توزيع النشرات الصحية على الطلاب من قبل المدرسة بشكل دوري".

تم تسجيل 54 حالة تراوحت بين الرشح الشديد والزكام في سابقة هي الأولى منذ سنوات

العامل في أحد مستوصفات الصحة المدرسية في مخيم اليرموك والذي لم يفضل ذكر اسمه قال إنه "حسب سجل الصحة المدرسية في مدرسة البنات الثانوية التي يعمل فيها فإنه تم تسجيل 54 إصابة منذ تاريخ 7/9 وحتى الآن, تراوحت بين الرشح الحاد والزكام وهذه أول مرة تكون فيها عدد الحالات التي يتم مراجعة المستوصف بها مرتفعة إلى هذا الحد".

وأكد بأنه "في حال الاشتباه بانتقال العدوى إلى احد الطلاب يتم عرضه فورا على الصحة المدرسية والمستوصف الوقائي ومن ثم الإرسال إلى مشفى ابن النفيس لإجراء التحليل".

أروى الباشا - سيريانيوز شباب


Powered By Syria-news IT