2009-10-17 09:26:45
المراهقون

هل تعرفون ذلك الصوص الذي يكبر فجأة ويبيض قسم من جناحيه ويركض مسرعاً ومنبهراً بالدجاجات فيرمي بنفسه عليهن عارضاً الحب مباشرة، هل شاهدتم الدجاجة وهي تنهر الصوص المراهق الذي يريد أن يثبت رجولته للدجاجات؛


فبالتأكيد ستتذكرون كيف يعود الصوص حزيناً إلى قن الدجاج لينام باكراً وحيداً وتعيساً وكئيباً، رغم عدم معرفته إلى هذه اللحظة أنَّ مصيره سيكون فروجاً مشوياً أو بروستد أو مسحب إذا عملوا له قيمة.

والمراهق الإنسان يشبه الصوص المراهق من نواحٍ عدة، ولكنه يفوقه غلاظة إلى درجة أنَّ الأهالي تعودت على ذلك وسمَّته بسنِّ الغلاظة، عندما تخط الشوارب وتبدأ بالبزوغ، عندما يبدأ الاعتداء على أدوات الوالد من شفرات حلاقة وجوارب وبارفان وقمصان إذا كانت عالمقاس، كل هذا من أجل رحلة إثبات الرجولة والبحث عن الحب الذي يكون حباً خالداً في تلك اللحظات، ويبدأ المراهق بالتغالظ على الفتاة التي يحبها، فيلاحقها إلى بيتها على بعد خمسين خطوة منها دائماً ثم يمضي مطمئناً إلى وصولها دون أن ينسى التلويح لها بيده "باي" وهو يعرف بأنها لن ترد له التحية، وفي اليوم التالي تأتي الفتاة إلى موقف الباص للذهاب إلى المدرسة فتجده واقفاً وقد حمم رأسه بالجيل بانتظارها، ثم ينتهي الأمر في مخفر الشرطة وهو يوقّع على تعهد بعدم ملاحقة المعشوقة مع كم كف للذكرى فإنَّ الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان كما كتب على كل دفاتره المدرسية، وما إن يخرج حتى يقع في غرام أول فتاة يصادفها فيتابع ملحمته الخالدة التي تتصدرها الكفوف التربوية من أي كان، إنه المراهق، الباحث عن الحب ولو على حساب كرامته، ولو على رقبته حتى، فكم هو بحاجة إلى الحب إذن؟!!!

فالمراهقون ليسوا بغلظاء هكذا، العشاق كلهم غلظاء لحظات العشق، والمراهقون عشاق بامتياز، سريعو العطب، ومع ذلك يتحملون المصاعب والإهانات التي تدمر شعور الرجولة الذي يسري في عروقهم ، فهم يدعون إلى الحب إذن، وهذا شيء جميل، والمراهقون هم الذين يقودون البسكليتات، والبسكليتات تدخل البهجة إلى القلوب عندما نلمحها تمرُّ مختالة وصوتها الجرسي يرن في الأرجاء، ليس كالزمور المزعج الذي تتشدق به السيارات، كما أن البسكليتات لا تصدر دخان المازوت والبنزين العادي والممتاز والمخلوط فهي صديقة البيئة، فكم هم حضاريون إذن، وهم رواد فن جميل كاد ينقرض لولاهم وهو فن السينما العظيم، فهم الذين يملئون الصالات الآن مع البزر والبوشار وطير وفرقع يا كاره السينما، فهم محبون للفن، فكم هم حساسون، وهم الذين يستخدمون البقع الجميلة المجانية مع أصدقائهم الأطفال كالحدائق، فتراهم يلعبون الشدة على العشب الجميل، وينامون في ظهيرة حارقة تحت الشجرة في سبيل عدم العودة إلى البيت إلا بالليل ، كما أنهم يتواعدون هناك ويستخدمون المقاعد التي يؤلف الكبار عنها أغانيهم وأشعارهم، ويزعجون الفتيات اللواتي يأتين أصلاً للانزعاج، فكم هم رائعون.

مرسل من محمود كلاس

الموضوع منقول من موقع اتحاد شبيبة الثورة


 

Powered By Syria-news IT