2009-11-27 02:12:04
في وقفة عيد الأضحى... طلاب وقفوا على أسوار مدارسهم ورموا حقائبهم على الطرف الآخر معلنين "الهريبة"

طلاب: المدرسة كالسجن بأسوارها، ويوم الوقفة حق لنا بالترويح عن أنفسنا

مدراء مدارس: بدأت نسبة التغيب عن الدوام اليوم بـ50% صباحاً ووصلت إلى 100% الحصة الأخيرة

رموا حقائبهم على الطرف الآخر من المدرسة، ليلحقوا بها بالقفز على السور الذي يفصل بين المدرسة والشارع، هكذا كان لسان حال بعض طلاب المدارس في وقفة عيد الأضحى، فيما كان الأمر أسهل لدى البعض الآخر


حيث أنهم تغيبوا عن المدرسة من بداية الدوام متجمعين صباحاً أمام بابها، وطالبين من أصدقائهم عدم الدخول للمدرسة حتى يكون الغياب جماعياً أملاً بأن لا تعطى الدروس، ومنهم من قدم "رشوة للآذنة حتى يخرج من باب المدرسة مكرماً" قبل نهاية الدوام.

تنوعت الوجهات والهروب واحد، فمنهم من عاد إلى بيته، ومنهم من ذهب للمطعم أو القهوة أو الملعب، ومنهم من جلس في الحدائق أو بقي في الشوارع، تاركين دروسهم خلف ظهورهم "كون يوم غد هو العيد ولا توجد رغبة في الالتزام بالدوام" كما علل بعض الطلاب.

تجولت سيريانيوز صباح يوم وقفة عيد الأضحى في شوارع مركز مدينة دمشق، والتقت بعض الطلاب والطالبات الذين هربوا من مدارسهم وذلك بعد رفض وتمنع شديدين.

كانت سارة في "البكالوريا الأدبي" صريحة في حديثها، وعللت هروبها يوم الوقفة بأنه "للهو مع زميلاتها، وللترويح عن نفسها قبل العيد"، وقالت "المدرسة كالسجن بأسوارها ورقابة أساتذتها ومعاملتهم، لذلك نجد في يوم الوقفة راحة من هذا العناء".

طالبة: حكم علينا الترويح عن نفسنا بالهروب كوننا طلاب مدارس، ونطالب بجعل الوقفة عطلة رسمية

وأضافت "حكم علينا الترويح عن نفسنا بالهروب كوننا طلاب مدارس، ففي حال عدنا إلى المنزل لن يسمح لنا أهلنا بالخروج مساءً مع صديقاتنا، وفي الصباح "نسجن" في الصفوف فترة دوام المدرسة وتكون العقوبات والالتزامات والملل، لذلك أطالب بأن يكون يوم الوقفة عطلة رسمية".

وعن طريقة الهروب قالت سارة" تتعدد طرق الهروب من المدرسة لدى الفتيات، فمنهن من لا يدخلها أبداً في الصباح، ومنهن من يقفز من على السور وهم قلّة".

وأبدت آلاء استياءها في هذا اليوم، وقالت "أرغمونا في المدرسة على الحضور، مخصصين الحصة الأخيرة للمذاكرة ما دفع كل الطلاب إلى الحضور".

وأضافت "أرهقت من المدرسة وتعبت، وانزعجت من طريقة المدرسين لحثنا على الحضور بفرض مذاكرة في الحصة الأخيرة، وأعترف بأنه لولا هذه المذاكرة لما دخلت المدرسة اليوم أبداً، وعدت إلى بيتي لأساعد أمي بأعمالها وتحضيراتها للعيد".

طلاب: لا داعي للحضور من أصله كون الدروس لن تعطى هذا اليوم لقلة الحاضرين

ومن وجهة نظر الطلاب لم يكن الأمر مختلفاً، وقال أحمد في الصف العاشر أنه "اعتدنا في كل يوم يسبق العيد أن لا ندخل المدرسة أنا وأصدقائي، فنقوم بجمع بعضنا البعض أمام بابها قبل الدوام، ومن ثم نخرج إلى الشوارع أو إلى إحدى الساحات للعب كرة القدم".

وعن سبب الهروب من المدرسة قال أحمد "السبب واضح، فاليوم هو الوقفة وغدا العيد ولا يوجد طلاب كثر في المدرسة حتى نأخذ دروساً، ما يسبب لنا الملل والضجر للمدرس، لذلك لا ندخل المدرسة أبداً".

أما فؤاد طالب في الصف الثامن الإعدادي فكان الهروب من المدرسية لديه أمراً اعتيادياً قبل العطل الطويلة أو بين عطلتين، وقال "اعتدت أن أهرب من المدرسة قبل كل عيد كون العطلة طويلة، حتى إن كانت العطلة تشمل أياماً قبل العيد وأياماً بعده، نهرب في اليوم الذي يسبق العطلة، عدا عن ذلك إن وضع الأعياد الرسمية مختلف قليلاً".

وتابع "في وقفة العيد، الأهالي والمعلمين مشغولين بأمور العيد وابتياع حاجياته، لهذا السبب يقوم المدير بصرف ما دخل إلى المدرسة من طلاب بعد الحصة الثانية، ومن وجهة نظري لا داعي للحضور من أصله كون الدروس لن تعطى".

وكان لفوزي نظرة ثابتة في اليوم الذي يسبق الأعياد، وقال "أنا وأصدقائي في المدرسة متعارفين على أمر ثابت بأنه لا يمكن أن نبقى في المدرسة يوم الوقفة أكثر من الحصة الأولى، حيث أننا ندخلها من الباب لنسجل الحضور في الحصة الأولى، ونخرجها بالقفز فوق السور لنلعب "الشدة" في إحدى المقاهي أو بالجلوس بإحدى الحدائق العامة".

مدرسون: لم نستطع ضبط تغيب الطلاب قبل يومين من العيد، ما أثر سلباً على مخططاتنا الدراسية

والتقت سيريانيوز بعض المدرسين للوقوف على هذه الظاهرة وكيفية التعامل معها، وقالت مدرسة الحلقة  الأولى لمى إنه "غالباً ما نحاول تقرير امتحانات معينة يوم الوقفة لإجبار الطلاب على الدوام ومنعهم من الهروب إلى الحدائق العامة، كما أن مدير المدرسة يقوم بجولة على جميع الصفوف ويتوعد الطلاب بعقاب شديد لكل هارب أو مخالف دون جدوى".

وتابعت "يعتقد الطلاب أن يوم الوقفة هو يوم من أيام العيد حيث قد ترى بعض المخالفات باللباس إضافة إلى ظاهرة الهرب" مضيفةً "تقوم الإدارة أحياناً في مثل هذه الأوقات بصرف الطلاب مبكراً إلى منازلهم في حال عدم وجود عدد كاف من الطلاب، وكون لهذا اليوم خصوصية معينة، لكنني ضد هذا الأمر، فإما أن يكون هنالك التزام بالدوام أو ليتركونا نراعي شؤوننا الخاصة أيضاً".

ومن جهتها قالت شادية السعدي مدرسة ثانوي أنه "بدأ عدد الطلاب بالتناقص بشكل ملحوظ قبل يومين من العيد، وحاولنا قدر المستطاع أن نجبر الطلاب على الدوام أول 4 حصص، وفي الفرصة الثانية هرب أغلب الطلاب، أما يوم الوقفة فلم نستطع ضبط الوضع أبداً من الحصة الأولى".

وتابعت "هذا الوضع يؤثر سلباً على مخطط حصصي الدراسية الذي وضعته، فأضطر في هذه الحالة لأن أعيد درس اليوم للجميع بعد العيد هذا إن التزم الطلاب بالدوام فوراً".

مدراء مدارس: وضع الطلاب هذا اليوم خارج عن سيطرتنا، ولا توجد روادع رغم تعليمات الوزارة

وكان الوضع ليس بالأفضل بالنسبة لمدراء المدارس، حيث قال طلعت مدير إحدى المدارس أنه "في مثل هذه الأوقات لا يمكننا ضبط الأمور بشكل كامل، فعدا عن هروب الطلاب من المدارس، يقوم أهالي الطلاب بطلب الأذون لأولادهم حتى يعيدونهم إلى منازلهم لمساعدتهم باستكمال مستلزمات العيد في اليوم التالي".

وتابع "يمكن ضبط الطلاب خلال الحصة الأولى والثانية فقط، وبعدها تصبح الأمور أكثر تعقيداً، فالعدد يأخذ بالتناقص فمنهم من لم يأت أبدا إلى المدرسة، ومنهم من هرب ومنهم من أخذ لهم أهلهم إذناً للخروج".

مدير: لا يمكننا تطبيق عقوبات أو حتى استخدام علامات السلوك كون أغلب طلاب المدرسة مشمولين

ومن جهته قال إبراهيم مدير مدرسة أنه "لا يمكننا ضبط وضع تغيب الطلاب وهروبها أبداً في هذا اليوم، أو ما شابهه، رغم محاولتنا بشتى الوسائل، وعلى الرغم من كتاب وزارة التربية بأن نضبط الوضع، إلا أن عدد الطلاب المتغيبين والهاربين وصل إلى 90%، لهذا لا يمكننا تطبيق أي من عقوبات الإنذار أو التنبيه أو حتى استخدام علامات السلوك كرادع كون أغلب طلاب المدرسة مشمولين في العقوبة".

وتابع "في الدوام الصباحي وصلت نسبة الغياب في أول 4 حصص إلى 60% حتى وصلت في آخر الدوام إلى 100%، أما في الدوام المسائي فكانت النسبة 90% في أول الدوام، وذلك رغم تقريرنا لمذاكرات في هذا اليوم ، لكن الطلاب اعتادوا على الهروب رغم الروادع والوعود، وأصبح الهرب في الأيام التي تسبق العطل وتليها من تقاليدهم، حتى أنهم يعتبرونها من حقهم".

حازم عوض - سيريانيوز شباب


Powered By Syria-news IT