2009-12-20 00:52:49
ترميم داخل ثانوية بحلب يتسبب بالتشويش على 1500 طالب

المتعهد: "طبيعي وجود بعض الفوضى والغبار ولا نستطيع تنظيف كل مقعد"

مسؤول: "التلاميذ يجب أن يكونوا ممنونين لأننا نعيد تأهيل المدرسة بشكل منظم"

بدأ الترميم في مدرسة المأمون التاريخية بحلب قبل نحو خمس سنوات، وتمّ نقل طلابها الـ1500 الى مدرسة دار المعلمات ريثما تنتهي الأعمال، لكن الترميم ليس فقط لم ينته، بل امتد إلى المدرسة التي تمّ نقلهم إليها متسببا في فوضى وضجيج وتأخير في دراسة مناهجهم.


يؤكد التلاميذ أن هذه التصليحات والترميمات في المدرسة التي تم نقلهم إليها (دار المعلمات) تتم أثناء أوقات التدريس الرسمي، لكن مديرية التربية تنفي ذلك مؤكدة أن الأعمال تبدأ بعد ساعات الدوام وداخل الغرف الغير مشغولة من قبل الطلاب.

الترميم وتأخر المنهاج

وصف الطالب في الثالث ثانوي (حمزة) الوضع داخل مدرسة (دار المعلمات) قائلا "المدرسة شبه خرابه والوضع داخلها غير مثالي للدراسة معظم الأبواب مخلوعة أعمال الدهان داخل الصف وفي الممرات، المقاعد عليها أثار أقدام العمال، ومخلفات الورش تبقى في زوايا الغرف هذا عدا عن الضجة التي تصدر أثناء أعطاء الدروس".

وأضاف "في المدرسة يوجد بعض طلاب البكالوريا الفقراء أملهم الوحيد هو في إتمام المنهاج المدرسي وفهمه، ولكن بسبب أعمال التصليحات إلى الآن لم يتم الإنهاء من ربع المنهاج في بعض المواد".

وذكر (حمزة) أن بعض العمال يدخلون إلى الصف أثناء إعطاء الدرس لأخذ بعض القياسات.

هذا ما نفاه متعهد أعمال الصيانة في المدرسة (محمد الخطاب) "لا تقام أعمال في الصباح إطلاقا أنا قبلت وبالاتفاق مع مدير المدرسة والتربية أن تدخل ورشتي بعد الساعة الثانية ظهرا بعد انتهاء دوام الطلاب كل هذا ولم ننته من الشكاوي".

وتابع (الخطاب) "عند وجود أعمال صيانة من الطبيعي أن يخرج غبار وتحصل بعض الفوضى لا أستطيع أن أنظف كل مقعد وضعت عاملين من قبلي يقومون يوميا بالتنظيف بعد انتهاء الأعمال".

هذا الكلام لم يقبله الطالب (محمد.أ) حيث قال "كان وضع المدرسة في أول العام الدراسي مقبولاً ومع بدء أعمال الترميم بدأت الفوضى فمثلا دورات المياه في السابق كان وضعها سيئ ولكن كانت تعمل الآن في كل المدرسة لا يوجد فيها سوى حمام واحد والباقي معطل".

وتابع "يوميا وأثناء الدوام يجري أعمال نقل لمواد و"عتالة" إلى داخل المدرسة عبر الفتحة التي أحدثوها في سور المدرسة أتساءل كيف يمكن مراقبة الدوام والجدار مهدم".

عن الغاية من هذه الفتحة تحدث رئيس دائرة الأبنية المدرسية (ضياء الحجازي) قائلا "أقمنا مدخل خاص بالعمال لتسهيل تنقلاتهم بإجراء فتحة بعيدا عن مدخل المدرسة لتبقى الأعمال معزولة عن الشعب المشغولة في المدرسة وبدأنا بإقامة فاصل حجري وقتي ليتم العزل بشكل كامل بين مناطق العمل وأماكن التدريس".

وأضاف (الحجازي) "لا يوجد أعمال أثناء الدوام الرسمي أصدرنا قرار بذلك وجهاز الأشراف يتابع ذلك الآن أكثر من ثلث الغرف في المدرسة فارغة وهي التي تقوم الأعمال فيها ويتم حاليا التحضير حتى مجيء عطلة الربيع لنبدأ بالقسم المتبقي".

 

مدرسة مهترئة

وعن وضع مدرسة (دار المعلمات) السابق أشار (الحجازي) الى أن "المدرسة قديمة ووضعها سيء نحن ننهض بوضعها يوجد فيها 6 دورات مياه كانت جميعها معطلة الآن جهزنا دورة تحوي على 8 خلايا لتخديم المدرسة حاليا، ونعيد تأهيل المسرح الذي تعرض للحريق منذ ست سنوات".

مؤكداً على أن: "أعمال الصيانة هذه لا تؤثر على الطلاب ولا واحد بالمئة وعلى الإداريين والتلاميذ أن يكونوا ممنونين لأننا نعيد تأهيل المدرسة بشكل منظم".

في المقابل قال أحد أساتذة المدرسة (فضل عدم الكشف عن اسمه): "أنا مدرس ولا أستطيع أن أعطي درسي براحة فالوضع غير مريح مع وجود عمال وورشات بناء في بناء المدرسة والممرات".

وتابع "لا مشكلة لو كانت الأعمال صيانة خفيفة للمبنى ولكن ترميم كامل وأثناء الفصل الدراسي هذا غير مقبول لقد سمعت من البعض أن التربية طلبت منهم التأقلم مع الوضع ريثما تنتهي الأعمال".

كما أستغرب الأستاذ "عدم الاستفادة من فترة الصيف علما أنه في أخر الفصل الدراسي من السنة الماضية كانت الأعمال جارية في المدرسة ثم توقفت".

 

التأخير بين المحافظة والتربية

وهذا ما يؤكده كلام أحد طلاب المدرسة (رفض الكشف عن أسمه خوفا من العقاب) "في السنة الماضية بدأت التصليحات ثم نتيجة الشكاوي توقفت الأعمال ذهبت حينها بصفتي كطالب لتقديم شكوى في التربية فهددني أحد الموظفين هناك بمعاقبتي وفصلي من المدرسة في حال أني أكذب فأظهرت له صور التخريب قال أني "فبركتها" على الكمبيوتر ورفض طلبي".

عن هذا الموضوع تحدث رئيس دائرة الأشغال (الحجازي) "العقد القديم الذي بدأت الأعمال فيه وتوقفت ليس بسبب الشكاوي لقد كان من المخطط البدء بالأعمال في الصيفية الماضية ولكن لم يصدق عليه من قبل المحافظ لأسباب قانونية بين المحافظة والتربية ولتسلم محافظ جديد لمهامه فتأخرت الأعمال".

وتابع (الحجازي): "لم يتم توقيع عقد جديد إلا مؤخرا فبدأت الأعمال قبل العيد الأخير الآن لا يمكن تغيير شيء".

وأما عن الحل وبحسب أحد الأساتذة هو العودة إلى مدرسة المأمون القديمة لأن وضعها أفضل من الواقع الحالي الموجود هنا.

 

ترميم المأمون مستمر..

أما عن الترميم الذي بدأ قبل خمس سنوات في مدرسة المأمون التاريخية (الجميلية) ولم ينته لغاية تاريخه، تحدث (الحجازي) قائلا "نحن نعمل على إعادة تأهيلها في البداية أحد المتبرعين هو من قام بالأعمال ومنذ خمسة أشهر تقريبا أنهى أعماله وبقي بعض الأمور الصغيرة تسلمت التربية المبنى وقامت بالدراسات وأدخلنا قبل العيد الإسكان للإنهاء"، موضحا أن مدة التنفيذ للإسكان 180 يوما ويتوقع أن تنتهي الأعمال بـ 120 يوماً للمبنى.

وأكد (الحجازي) أنه "في السنة المقبلة ستعاد مدرسة المأمون إلى مقرها الرئيسي وسيعطى دار المعلمات بعد الانتهاء من تأهيله لمدرسة الباسل للمتفوقين".

حل مشكلة الصيانة أثناء الدوام

تحدث (الحجازي) عن إيجاد حل لمشكلة تزامن أعمال الصيانة مع أوقات الدوام قائلا "نتيجة تكرار قصة الأشغال أثناء الدوام تم تشكيل لجنة وللمرة الأولى ستقوم بدراسة طلبات كل المدارس التي تحتاج لصيانة للسنة القادمة وستنهي أعمالها في وقت قصير ثم تبدأ بتجهيز العقود وتصديقها من قبل المحافظة بحيث تبدأ جميع الأعمال في فترة الصيف حكما وتنتهي فيه".

ونوه على أن العقود الموقعة هذه العام كلها منتهية نتيجة الطريقة الجديدة المتبعة في تنظيم الأمور باستثناء المأمون.

إلا أن متعهد البناء في المدرسة أكّد بأن "الأعمال ستبقى حتى بداية شهر آذار المقبل في أبعد تقدير".

نشير الى ان  قيمة العقد 18 مليون ليرة سورية سيتم فيها طلي كامل الغرف والممرات بالدهان و تجديد الإنارة والأخشاب و جلي الأراضي وتركيب نوافذ ألمنيوم.

جدير ذكره أن مدرسة المأمون تضم 1500 طالب حاليا، تأسست عام 1892 وتعتبر معلم من معالم مدينة حلب قام بالتدريس فيها نخبة من مفكري وأدباء وفنانو سوريا أمثال فاتح المدرس وزكي الأرسوزي وسليمان العيسى ومن الشخصيات التي تخرجت منها عبد السلام العجيلي وعمر دقاق وجورج سالم وغيرهم.

جبرائيل سعود - سيريانيوز شباب - حلب


Powered By Syria-news IT