2009-12-27 01:31:25
إلغاء الأتمتة في كلية الآداب بين القبول والرفض

عميد الآداب: لم تحقق الأتمتة بناء القاعدة المعرفية المتخصصة

طالبة : قرار جائر ولن نستطيع التأقلم معه بسهولة وسيؤثر على علاماتنا

أثار قرار إلغاء نظام الامتحانات المؤتمتة وتحويلها إلى النظام التحريري في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بدمشق الرفض من قبل بعض الطلاب، بينما شجعه عميد الكلية ووجد فيه "حلاً أمثل لتحقيق هدف الجامعة التعليمي".


رصدت سيريانيوز آراء طلاب كلية الآداب حول قرار إلغاء نظام الأتمتة فيها، حيث وجدت طالبة الماجستير في قسم الإعلام (ترفة عبد) بدكاترة جامعة دمشق أنهم "يثبتون فشلهم مرةً بعد مرة بهذه القرارات الجائرة"، وأضافت ان " دكاترة بالجامعة اثبتوا فشلهم عبر قراراتهم الجائرة جاهدين في ذلك لإثبات غباء الطلاب ".

الاتمته تمنع التلاعب..

قالت (ترفة) في تحليلها لسبب العودة للاتمته " استخدم دكاترة الكلية كل أساليب الأسئلة "التعجيزية" في نظام الأتمتة التي تكون في بعض الأحيان غير موجودة في المقرر حتى، لكن الطلاب أثبتوا ذكاءهم وحصلوا على علامات جيدة، والآن نشهد لجوء الدكاترة مجدداً العودة للنظام التحريري لأن دكتور المقرر قادر من خلال هذا النظام على التلاعب بالأوراق الامتحانية، والتصحيح على حسب نفسيته، ومنهم من يستغل ذلك مادياً لاستفزاز الطلاب وسحب المال منهم".

ومن جهتها قالت الطالبة في قسم علم الاجتماع (أمل) إن " معلومات الكتب كبيرة ومكررة، عدا عن ضخامة الكتب ذاتها، فمن المحالة أن نستطيع دراسة كافة ما جاء فيها لتقديم امتحان في النظام التحريري".

وتابعت (أمل) " هذا القرار جائر بحق طلاب كلية الآداب، و خاصة لطلاب السنة الأولى لأننا قد اعتدنا على بعض المواد المقررة بالنظام المؤتمت والآن وفجأة أصبحت تحريرية، فلن نستطيع التأقلم بسهولة مع هذا القرار ما سيؤذي علاماتنا في الامتحانات".

القرار مفاجئ

ووجدت الطالبة في قسم علم الاجتماع (رنا) "أن الأتمتة نظام أثبت نجاحه على العكس من المبررات المقدمة من الكلية لإلغائه" وأضافت أنه " لا يجوز أن يتم تشميل جميع السنوات في القرار فجأة ، لأننا تعودنا على الأتمتة في بعض المواد، فيجب أن يبدأ تطبيق القرار في السنوات الأولى مبدئيا ريثما يتم تقيم التجربة".

وأردفت (رنا) إن " حجة اعتماد الطلاب على الحظ في نظام الأتمتة غير صحيحة لأننا ندرس قبل الامتحانات بجدية بغض النظر عن نظام الامتحان" مضيفة أنه " رغم تنظيم الطلاب في الكلية لمؤتمر ضد قرار إلغاء الأتمتة في إحدى مدرجات الكلية، إلا أنه لا من مستجيب ولم يسمع صوتنا أحد".

الحرية في القرار للكليات

نائب رئيس جامعة دمشق للشؤون الإدارية وشؤون الطلاب( طارق الخير) ، كان له وجهة نظر مخالفة لقرار عميد كلية الآداب، حيث قال إن "رئاسة جامعة دمشق تشجع نظام الأتمتة بحيث تكون كافة المواد في كلياتها مؤتمتة، إلا أن الحرية في هذا الموضوع تعود لأقسام الكليات ومجالسها، فهم من يقرر ضرورة الحاجة لنظام الأتمتة أم لا، فرئاسة الجامعة لا تفرض على أي كلية التقيد بنظام الأتمتة".

وعن حيثيات إلغاء الأتمتة في كلية الآداب قال (الخير) " وردتنا كتب من كلية الآداب نابعة عن قرارات بعض الأقسام فيها ومجالس الكلية، تطالب رئاسة الجامعة بإلغاء الأتمتة في بعض أقسامها وبعض المواد لخصوصيتها، على أن يتم إعلام الطلاب بالإلغاء قبل التنفيذ، لأن دراسة المواد مؤتمتةً يختلف عن دراستها للتقدم لها في النظام التحريري".

وأضاف إن " كلية الآداب وكلية الحقوق طلبتا إلغاء الأتمتة بشكل نهائي، عدا عن بعض الكليات التي طلبت من رئاسة الجامعة الموافقة على إلغاء الأتمتة من بعض موادها".

وعن آلية اتخاذ القرار بإلغاء الأتمتة في قسم معين أو لمادة معينة، قال (الخير) إنه" إذا ارتأت الأقسام أو أساتذة المقررات ومجالس الكلية والأقسام بضرورة إلغاء الأتمتة لديها، فرئاسة جامعة دمشق تترك الحرية لكلياتها، وذلك بعد مناقشة الأسباب والمبررات الموضوعية لاتخاذ القرار المناسب فيها".

عميد الآداب: الجامعات المرموقة تخلو من الأتمتة

وحول اتخاذ كلية الآداب قرارها بإلغاء نظام الأتمتة في الامتحانات التقت سيريانيوز عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية (وهب رومية) الذي قال إن " إلغاء نظام الأتمتة بشكل عام في كلية الآداب بدمشق كان ناتجاً عن حوارات ودراسات كثيرة ومعمقة، استئناساً بما في الجامعات العالمية المرموقة، والتي تخلو من نظام الأتمتة على نحو النظام الذي كان متبعاً في كلية الآداب وهو تظليل المربعات والدوائر".

وعن سبب انتهاج كلية الآداب بدمشق نهج الامتحان التحريري أضاف (رومية) إنه " لم يحقق نظام الأتمتة وظيفتي الجامعة الأساسية وهي بناء القاعدة المعرفية المتخصصة، وتأسيس موقف نقدي من هذه القاعدة، فالطلاب سابقاً كانوا يدرسون المصادر والمراجع والكتب الجامعية والمحاضرات ويكتبون حلقات البحث في كل مقرر، أما في نظام الأتمتة ابتعد الطلاب عن المصادر وذهبت صلتهم بالمراجع والكتب الجامعية والمحاضرات، وألغيت حلقات البحث، حتى أصبح معظم الطلاب يعتمدون على أسئلة الدورات".

وكانت كلية الآداب في جامعة دمشق ألغت نظام الأتمتة في 11 قسم نهائياً وهي أقسام التاريخ والجغرافية والآثار وعلم الاجتماع والفلسفة والمكتبات واللغة الألمانية والإسبانية واليابانية والفارسية، إضافةً إلى قسم الإعلام.، عدا عن ذلك فقد تم إلغاء نظام الأتمتة في السنة الأولى من الأقسام الثلاثة المتبقية وهي اللغة الإنكليزية والعربية والفرنسية.

وفيما يتعلق بالأقسام الثلاثة الكبرى في كلية الآداب بدمشق والتي كان قد الغي نظام الأتمتة فيها بالسنوات الأولى فقط ، قال (رومية) إنه "أقر مجلس الجامعة إلغاء نظام الأتمتة في أقسام اللغة الإنكليزية والعربية والفرنسية، وذلك في السنة الأولى فقط على أن يتم تقويم التجربة في نهاية العام وعلى ضوء هذا التقييم سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، إن كان سيتم إلغاء الأتمتة في باقي السنوات أم لا، وذلك نظراً لعدد طلابها الكبير الذي يزيد عن 30 ألف طالب".

ويعتمد نظام الأتمتة على وضع السؤال الامتحاني متبوعاً بثلاثة أو أربعة حلول أحدها صحيح، بحيث يقوم الطالب بتظليل الدائرة بجانب الحل الذي يراه مناسبا، ثم يقوم مختصون بإدخال الأوراق الامتحانية تباعاً ليتم قراءتها من قبل حاسب يحوي الدوائر الصحيحة، ويتم إعلان النتائج بعد ذلك وخلال ساعات في بعض الأقسام.

حازم عوض- سيريانيوز شباب


Powered By Syria-news IT