2010-02-13 02:14:43
مشروع القرية الهدف مستمر في دمشق.. وطرح تجارب معوقين لدفع طلاب المدارس نحو النجاح

امين رابطة شبيبة الميدان: يعتبر هذا النشاط بداية لعدة نشاطات أخرى في ذات المنحى

معوقون: عملنا على زرع الأمل بالنجاح لدى الطلاب

لم تتوقف نشاطات مشروع القرية الهدف في دمشق عند حد التنظيف وتأهيل مدينة"القدم"، بل تخطى ذلك إلى محاولة دمج المعوقين بالمجتمع المحلي، وطرح تجارب نجاح ذوي الإحتياجات الخاصة أمام طلاب المدارس" لتحفيزهم نحو النجاح واستغلال قدراتهم وطاقاتهم بشكل منظم وواعي.


وقال أمين رابطة الميدان أمثل النواوي لسيريانيوز إن "فكرة عرض قصص نجاح ذوي الإحتياجات الخاصة أمام طلاب المدارس انطلقت من فكرة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع، والخروج من فكرة الدمج الشكلية التي اعتمدت على إشراك "المعوق"  بالنشاطات دون أي تفاعل".

 

وأردف " يكون المعوق  المحور الأساسي في النشاط الذي نقوم به، بحيث يتفاعل مع طلاب المدرسة ويجيب على أسئلتهم، بعد أن يقص عليهم كيفية تغلبه على إعاقته ونجاحه في حياته", لافتاً إلى أن "رابطة الميدان ستعمم هذا النشاط على كافة مدارسها ضمن مشروع القرية الهدف".

 

جرعة أمل

 

وعن هدف النشاط, قال النواوي إن "هذا النشاط يعتبر بداية لعدة نشاطات أخرى، تهدف إلى دمج ذوي الإحتياجات الخاصة بالمجتمع عبر  تغير النظرة السلبية والناقصة  لذوي الإحتياجات الخاصة الشائعة في المجتمع، وإتاحة  الفرصة لهم للظهور والتعبير عن قدراتهم", مضيفاً أن "عرض قصص نجاح ذوي الإحتياجات الخاصة أمام طلاب المدارس يهدف إلى تحفيزهم نحو النجاح  واستغلال قدراتهم وطاقاتهم بشكل منظم وواعي وإعطائهم جرعة من الأمل".

 

وحول استكمال نشاط دمج ذوي الإحتياجات الخاصة بالمجتمع, قال أمين رابطة الميدان " نحضر حالياً لنشاطات مشابهة في شهر آذار القادم لعرض مواهب ذوي الإحتياجات الخاصة على المجتمع بجميع شرائحه، كعرض مسرحي مقدم من المعوقين أنفسهم أو أمسيات شعرية وما شابه، وذلك لتفجير الطاقات الكامنة لديهم ودفع المجتمع نحو  تغير نظرته القديمة لذوي الإحتياجات الخاصة".

 

وكانت رابطة الميدان لإتحاد شبيبة الثورة كلّفت بتنفيذ مشروع القرية الهدف حيث تم اختيار مدينة القدم لإعادة تأهيلها، وأعلنت الرابطة ان مشروع القرية لن يقف عند هذا الحد بحيث سيكون المشوع مستمراً ليطال مناطق أخرى ونشاطات تفاعلية مختلفة.

 

من جهته, قال أحد المشرفين على النشاط محمد حنش إن "اختيار شريحة الشباب لدمج ذوي الإحتياجات الخاصة معهم كان نتيجة تقدير اتحاد الشبيبة لأهمية شريحة الشباب واتساعها، وذلك لكسر الحاجز بينهم وإزالة النظرة الدونية للمعاقين لدى بعض الشباب، وجعلهم أكثر حرصاً على مستقبلهم وإشعارهم بأهمية الصحة التي ينعمون بها، واستغلال طاقاتهم في الجد والنجاح".

 

وأضاف "قامت الرابطة باختيار عينة  مميزة وناجحة من ذوي الإحتياجات الخاصة، حيث تم استقطاب 12 معوق وتوزيعهم على صفوف دراسية لطلاب الثانوي، ليقوموا بالإجابة على تساؤلات الطلاب حول تجاربهم الشخصية وكيفية نجاحهم في حياتهم وتغلبهم على إعاقتهم".

 

طموح للنجاح

 

والتقت سيريانيوز بعض الطلاب في ثانوية  بهجت البيطار، لمعرفة رأيهم بالنشاط، وقالت الطالبة دانة شباط "استطعنا من خلال هذا النشاط أن نكسر الحاجز الوهمي مع ذوي الإحتياجات الخاصة، حتى  شعرنا بأننا مقصرين  في حياتنا رغم صحتنا، وذلك بعد سماعنا لقصص نجاحهم في حياتهم رغم إعاقتهم، ما حرّك فينا الأمل بالنجاح".

 

من جهتها, قالت مرام الحلبي في الصف العاشر "هذا اللقاء أعاد لي الطموح لأكمل مشروعي الذي توقف دون أن  يشجعني عليه أحد، وهو نشر شعارات تصحيح لأفكار شباب الجيل الجديد في الشوارع، إلا أنني وبعد سماعي لقصص ذوي الإحتياجات الخاصة، شعرت بتقصيري كوني  أتمتع بالصحة والعافية ولم أتابع مشروعي بينما كان المعوقين أنجح مني في حياتي".

 

واشترك بالنشاط حوالي 23 شبيبي من رابطة الميدان  ليشرفوا ويرافقوا ذوي الإحتياجات الخاصة في الصفوف التي وزعوا عليها للتفاعل مع الطلاب.

 

بالمقابل, قالت مديرة مدرسة بهجت البيطار ثناء المهايني إن "نشاط دمج ذوي الإحتياجات الخاصة مع طلاب المدارس  رسالة إنسانية عظيمة قدمتها شبيبة الثورة، فقد منح هذا النشاط طلاب المدرسة الهمّة والسعي الأكبر  لتحقيق النجاح، وفي ذات الوقت أشعرهم بتقصيرهم في الحياة والدراسة، وأهمية النعم التي يحظون بها".

 

وتابعت "ما أضافته رابطة الميدان لاتحاد شبيبة الثورة هو التفاعلية بالنشاط بين المعوقين والطلاب بعملية ذات فائدة كبيرة عادت على الطرفين وأثّرت بي بشكل شخصي".

 

فائدة وإفادة

 

وللوقوف على رأي ذوي الإحتياجات الخاصة في هذا النشاط، قالت ولادة شعبو ( من ذوي الإحتياجات الخاصة) وطالبة في علم الإجتماع سنة 2 إن "هذا النشاط حقق حلمي في إلقاء محاضرة تفاعلية مع الآخرين، وأن أكون محور لجلسة  معينة، وبدوري  عملت على زرع التفاؤل والأمل لدى طلاب المدرسة، عن طريق عرض قصة حياتي عليهم  بأدق تفاصيلها دون انزعاجي من أسألتهم".

 

وتابعت "عرضت على الطلاب ظروفي الصعبة التي مررت بها وكيفية تغلبي عليها، لأصل لهذه المرحلة من حياتي".

 

بدورها, قالت سوزان عنترة( من ذوي الإحتياجات الخاصة) وموظفة في الإتصالات "حاولت أن امنح الطلاب الأمل بالنجاح، وذلك  من خلال نقاط ضعفهم السلبية  وعاطفتهم نحوي", لافتةً إلى أن "النشاط منحني الشعور بأن لي دور فاعل بالمجتمع  وأن هناك من يهتم بنا ويحترمنا".

 

وقال إياد عويص, ( ضرير) موظف في وزارة السياحة ونائب مدير جمعية بسمة الفرح, إن "هذه التجربة كانت جميلة وممتعة, أفادتني   

الكثير وجعلتني أرتاح لمن حولي وأن أكسر الحاجز الذي خلقه البعض، وحاولت أن أكون عنصرا فعالاً يحفز الطلاب نحو الجد والنجاح في حياتهم ودراستهم".

 

وكان  مشروع القرية الهدف بدأ بالتزامن مع بدء العطلة الانتصافية ليشمل 13 قرية من مختلف المحافظات السورية، تم اختيارها عن طريق فروع اتحاد شبيبة الثورة في المحافظات.

 

ويهدف مشروع القرية الهدف إلى زيادة الوعي العلمي والمعرفي وحماية البيئة المحيطة والممتلكات العامة وتعميق ثقافة التطوع لدى الشباب والأهالي وتجميل القرى من خلال صيانة عدد من المرافق العامة فيها ومتابعة تنفيذ دورات محو الأمية بعد انتهاء المشروع.

حازم عوض - سيريانيوز شباب


Powered By Syria-news IT