2010-04-10 01:36:45
جدار المعهد االتقاني لإدارة الأعمال والتسويق مهدد بالسقوط منذ 3 أشهر والطلاب غير مبالين

إدارة المعهد: لا نعلم سبب تأخر جامعة دمشق بالصيانة رغم قيامنا بالإجراءات المطلوبة

مصدر في جامعة دمشق: لا يمكن المباشرة إلا بعقد مع مهندس وهذا ما يؤخّر التنفيذ

طلاب: يجب إغلاق المعهد إن كان الوضع بهذه الخطورة


يعاني المعهد التقاني لإدارة الأعمال والتسويق منذ قرابة الـ3 أشهر من احتمال سقوط جداره الخلفي كاملاً  بارتفاع 10 أمتر وسماكة نصف متر في أي لحظة ، هذا ما دعى إدارة المعهد لمناشدة جامعة دمشق، وجامعة دمشق استعانت بكلية الهندسة، التي لم تحرك ساكناً حتى الآن، ما أخر إصلاح الجدار حتى اليوم، وعدم اكتراث الطلاب بالتعليمات الوقائية بعد هذه المدة.

ما أخر إصلاح الجدار بحسب رأي بعض طلاب المعهد هو "عجز" الإدارة وعدم قدرتها على تدارك الأمور الخطيرة بسرعة، في حين كانت للإدارة مبرراتها من هذه الناحية كون إصلاح الجدار "ليس من اختصاصها"، وأن المعهد "لا يملك خبراء هندسيين" ما دفعهم للاستعانة بجامعة دمشق التي استعانت بكلية الهندسة المعمارية.

القسم الهندسي بجامعة دمشق "ليس سوى طرفاً تنسيقياً" بين الأطراف ولا يملك سوى "التنفيذ" بعد إعداد الدراسة من كلية الهندسة المعمارية التي تحتاج لعقد "يتطلب وقتاً وفق القانون" لاعتماد أحد المهندسين للمباشرة بالدراسة.

سيريانيوز تابعت الموضوع والتقت بالأطراف المعنية، لمعرفة سبب التأخير، وقال  مدير الشؤون الهندسية في جامعة دمشق، ماجد أسعد إنه "بناءً على الكتاب الذي وردنا من المعهد التقاني لإدارة الأعمال والتسويق خاطبنا كلية الهندسة المدنية ومن جهتهم أرسلوا أستاذا لدراسة واقع الجدار وقاموا بكتابة  تقرير يشرح الوضع".

قيد الدراسة

وتابع أسعد "بناءً على ذلك أعددنا كتاباً بالإجراءات الوقائية السريعة لتدارك الخطر وأرسلناه لإدارة المعهد، وبقي أمر المعالجة  قيد الدراسة لدى كلية الهندسة التي لم تسلمنا حتى الآن نتائجها" مشيراً إلى أن "نوعية  الدراسة  إنشائية، فإما أن نزيل الحائط نهائياً أو نقوم بترميمه، وهذا حسب دراسة كلية الهندسة التي لم تحدد لنا مهلة للمباشرة بالدراسة أو الانتهاء منها".

وأوضح "نحن جهة تنسيقية فقط ولا نملك كادر فني مختص بهذا الجانب، لذلك تمت الاستعانة بكلية الهندسة، فالدراسة من الكلية والتنفيذ  دورنا".

وعن الإجراءات الاحترازية التي أرسلت من جامعة دمشق إلى المعهد لتدارك الخطورة، قال مدير الشؤون الهندسية في جامعة دمشق "تضمن الكتاب الموجه إلى إدارة المعهد اتخاذ بعض الإجراءات السريعة وهنا برأيي نكون قد تجاوزنا مرحلة الخطورة  بحيث تبقى مسؤولية تجازن التعليمات من مسؤولية إدارة المعهد".

وتضمن كتاب الإجراءات الوقائية المرفوع من جامعة دمشق إلى المعهد التقاني لإدارة الأعمال والتسويق أن يقوم المعهد بالسرعة الكلية والمتابعة الشخصية أو بتكليف من يراه المعهد مناسباً، بعدّة أمور هي التأكيد على عدم الاقتراب من السور طلاباً وعاملين، وإغلاق الكافيتيريا الملاصقة للسور فوراً، وإخلاء غرفتي الحرس وغرفة بيع الكتب.

حل المشكلة "حبياً"

وبعد اتصال هاتفي قام به مدير الشؤون الهندسية في جامعة دمشق ماجد أسعد مع المهندس الذي كشف خطورة الجدار، تبين لسيريانيوز أن الدراسة لم تبدأ بعد وتحتاج لعقد بين الشؤون الهندسية بجامعة دمشق والمهندس المرشح من كلية الهندسة، وقال الأسعد "طلبنا من المهندس الذي أرسلته كلية الهندسة للكشف على خطورة الجدار  بمباشرة الدراسة (حبياً) ريثما ننظم العقد بيننا وبينه، بحيث تسير الأمور بشكل موازي (الدراسة والعقد) وذلك لاختصار الوقت كون الموضوع مستعجل".

من جهته قال مصدر في جامعة دمشق فضل عدم الكشف عن اسمه إن " التعليمات تنص على أن لا يباشر أي مهندس بالدراسة حتى يبرم عقد بين الطرفين، وعلى حجم العمل المطلوب والقيمة المالية المتوقعة يمكن للجامعة أن تنفذ الإصلاحات بشكل مباشر أو توكله لمتعهد عن طريق مناقصة وذلك وفق الشروط الناظمة للعمل".

وعن العقد المطلوب إبرامه بين الطرفين، تابع المصدر إن "الجامعة لا يمكنها البدء بالتنفيذ حتى تسمي كلية الهندسة المدنية أحد المهندسين للقيام بالدراسة وبدورنا نقوم بإجراء عقد مع هذا المهندس، يحدد مدة وقيمة الدراسة والإنجاز، وهذا يتطلب وقت كبير وهو ما أخر ترميم الحائط حتى الآن، لذلك رأت جامعة دمشق أن يتم اعتماد ذات الدكتور الذي كلفته كلية الهندسة بالكشف على هذا الحائط، تداركاً للوقت".

وفي زيارة سيريانيوز للمعهد للإطلاع على واقع الحائط والإجراءات الوقائية التي قام بها بناءً على كتاب جامعة دمشق، كانت هناك 4 لوحات معدنية موزعة في باحة الكلية كتب عليها تحذيرات عن احتمال سقوط الجدار وعدم الاقتراب منه، إضافة إلى وضع سور من المقاعد على بعد عدة أمتار من الجدار لضمان عدم مرور الطلاب إليه، إلا أن غرفة الحرس لم تكن خالية والطلاب يجلسون بالقرب من الحائط المهدد بالسقوط  متجاوزين سور المقاعد.

عملنا اللي علينا

وعلى هذا التقت سيريانيوز مدير المعهد التقاني لإدارة الأعمال والتسويق ابراهيم العدي، وقال "قام المعهد بالإجراءات المطلوبة منه من قبل جامعة دمشق، حيث قمنا بوضع 4 لوحات معدنية تحذر من خطورة الاقتراب من الحائط لاحتمال سقوطه، ووضعنا سور من المقاعد لمنع الاقتراب، وتم إغلاق المقصف بعد عدة محاولات مع المستثمر تجنباً للخطر لأنه يقع بجانب الجدار، إضافة إلى وضع غرفة أخرى للحرس".

وتابع "للأسف هناك بعض الطلاب الغير ملتزمين ومن المفترض أننا نخاطب طلاب مثقفين واعين، ويجب عليهم عدم الاقتراب من الجدار فهم يعرضون أنفسهم للخطر، ولا يمكن للمعهد أن يضع كادر مختص لحرس المنطقة كلها" مشيراً إلى أن "حراس المعهد لا يخلون الغرفة صباحاً رغم إنذاراتنا المتكررة لهم".

وعن الكتب المرسلة من وإلى جامعة دمشق قال العدي إنه "بتاريخ 26 كانون الثاني هذا العام أعلمنا جامعة دمشق بأن الحائط الشمالي للمعهد والذي يبلغ ارتفاعه 10 أمتار وعرض 40 سم قابل للسقوط نتيجة تساقط كتل بيتونية وأحجار وتآكل الحديد فيه، وطلبنا منهم إرسال لجنة فنية لتقييم مدى الخطورة".

وأردف "بتاريخ 7 شباط أرسلت الجامعة لجنة فنية من كلية الهندسة المدنية لتقييم حال الحائط وإعداد دراسة للحلول الإنشائية المقترحة، وبدورها خاطبت اللجنة الفنية جامعة دمشق، وأخبرتهم أن التقييم العام للجدار سيء جداً من الناحية الفنية وهو بحاجة لمعالجة وتدعيم عاجل".

وحول المناشدات بالعجلة، قال مدير المعهد "طالبنا الجامعة بالعجلة، إلا أن الموضوع مازال قيد الدراسة منذ قرابة الـ3 شهور، ولا نعلم سبب التأخير على الرغم من قيامنا بالإجراءات المطلوبة، فالمشكلة لا تتعلق بالمعهد فحسب لأن الجدار يطل على الشارع من الخلف ومن المحتمل أن يسقط بالاتجاه الآخر عدا عن أزمة السير وإزعاج الجيران لخروج الطلاب في الفرص خارج باحة المعهد".

المشكلة مشكلة بناء كامل

وأضاف العدي إن "المشكلة ليست مشكلة حائط فقط، بل مشكلة بناء كامل، لأن مبنى المعهد قديم وعلى شكل بناء مدرسي، فهو غير مؤهل لاستيعاب أعداد الطلاب الكبيرة ولا يليق بمضمونه وطلابه" مشيراً إلى أن "جامعة دمشق وعدتنا بالبناء المجاور للمعهد وهو حالياً قيد الترميم، وكان من المقرر تسليمه أيار الماضي إلا انه لم يتم ذلك ما يضطرنا إلى الاستعانة بكافة المدارس المجاورة أيام الامتحانات".

وكان المعهد التقاني لإدارة الأعمال والتسويق الذي يحوي حالياً 464 طالب ضمنهم 1000 طالب موازي، معهداً للسكرتارية واستبدل بالأعمال الإدارية، بعد تغيير الخطة الدرسية 2007/2008،  حيث كان يمنح لخريجيه شهادة اختصاص عامة تسمى "الأعمال الإدارية"، إلا أنه وبعد تغيير الخطة الدرسية تمت إضافة  3 اختصاصات جديدة.

استطلعت سيريانيوز آراء طلاب المعهد بالإجراءات التي قامت بها الإدارة، وسبب عدم التزامهم بالتعليمات، وقال الطالب مهند جعلوك سنة ثانية إن "عمر الجدار أكثر من 30 عاماً وهو على ذات الحالة منذ دخولي للمعهد، وما يتساقط منه هو عبارة عن قشرة الجدار القديمة، وأعتقد بأن مشكلة الجدار هي إشاعة للتخلص من المدير".

إجراءات تثبت الفشل

بدوره قال محمد بدر الدين باشا في السنة الثانية إن "إدارة المعهد لم تقم بتوعية الطلاب بشكل كاف، فالإجراءات التي قامت بها غير كاملة، وكان من المفروض أن تقوم الإدارة بإغلاق المعهد ريثما تتم الصيانة وتجنباً لأي خطر يقع على الطلاب فلماذا تم إخلاء المقصف ولم يتم إغلاق المعهد بما أن الوضع بهذه الخطورة؟؟".

وقال طالب آخر سنة ثانية إن "معاناة الطلاب كبيرة لا توصف فلا يوجد مكان آخر غير الباحة للجلوس فيها، والجدار يهددها بأكملها لأنه عالي جدا وفي حال سقوطه سيهدم البناء بالتأكيد وستغطى الباحة، أما عن منع الاقتراب من الجدار فهو إثبات لفشل الجامعة وإدارة المعهد وهذا ليس قراراً ينم عن قدرة دكاترة الجامعة والمعهد بل إثبات لفشلهم، ومن المفروض أن يعلّق الدوام حتى ينجز الجدار".

وعن إغلاق المعهد رد المدير بقوله "لا نستطيع إخلاء المعهد فلدينا حوالي 464 آلاف فأين سنذهب بهم؟، فنحن لا نملك بديلاً عن المعهد أو مساحة كافية" وهنا يجب التنويه إلى أن التشققات ليست ناتجة عن عدد الطلاب بل ناتجة عن تآكل الحديد وسوء تنفيذ البناء من أصله إضافةً إلى قدمه".

من جهته قال راشد طالب في السنة الثانية "من المفروض أن تقوم الإدارة بتوعية الطلاب لخطورة الجدار، ولا تكفي هذه اللوائح، بل يجب أن  يتم توظيف بعض عناصر الحراسة أو الأمن لمراقبة الطلاب ومنعهم من الاقتراب لأن الجدار يهدد حياتهم، فالطلاب غير مبالين في هذه النواحي وعليهم الكثير من الحق لعدم الالتزام".

حازم عوض - سيريانيوز شباب


Powered By Syria-news IT