2010-04-26 02:09:17
طلبة الإعلام يعترضون.. وأستاذ المقرر يكشف عن وجود شكاوى مخبأة تتهم "رموز القسم" بالفساد

طلاب: نطالب بإعادة النظر بنتائج مقرر مناهج البحث

أستاذ المقرر: هناك من يحرض الطلبة لأسباب كيدية وخلافات شخصية

اعترض  نحو 94 طالبا من قسم الإعلام- السنة الثانية - بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة دمشق، على نتائج مقرر مناهج البحث والذي يدرسه الدكتور عطالله الرمحين، مطالبين رئاسة جامعة دمشق بإعادة النظر في النتائج التي لم تتجاوز نسبة النجاح فيها 16%.


بالمقابل ردّ الرمحين متهما "رموز من قسم الإعلام" بتحريض الطلبة على تقديم شكاوي ضده، واستغرب "الاحتجاج بعد انتهاء مدة الاعتراض" وكشف عن "انتقائية" في التعامل مع الشكاوى، لافتا الى وجود "اعتراضات مخبأة" بحق الأساتذة المحرضين لم تتم مناقشتها" تقارير ذات طابع جنسي وتقارير رشاوى، وتقارير لإعادة تصحيح بعض المواد".

 

الطلبة: طفح الكليل

تتحدث الطالبة (أ- ع) من طلبة السنة الثانية لسيريانيوز شباب عن معاناتها مع مقرر مناهج البحث -موضوع الشكوى- بقولها "هذه المرة الثانية التي أتقدم بها للمقرر، إضافة إلى تقدّمي لامتحان مقرر الصحافة العالمية والذي يدرسه الأستاذ ذاته، في السنة الأولى 6 مرات ولكن دون نجاح".

وتساءلت الطالبة "لماذا كل نتائج مقرر الأستاذ الرمحين منخفضة جداً ولماذا لا يقدم الأستاذ تبريراته لكي نفهم أين أخطأنا"، لافتةً إلى أن "الطلبة لم يوقعوا هذه العريضة بحقه إلا بعد أن طفح الكليل".

وقالت للطالبة (أ-ح) إن "الدكتور يعشق العلامة 48 ففي كل مرة من تقدمي لمادة مناهج البحث أو الصحافة العالمية أحصل على العلامة نفسها"، مشيرةً إلى أن "على رئاسة جامعة دمشق أن تنظر بالأمر، لأن ما يحصل غير مقبول".

فيما تحدث طالبة أخرى (رفضت ذكر اسمها) أنه "وفي كل دورة امتحانيه يعطي أستاذ المقرر 4 أسئلة، وفي كل دورة أُجيب على هذه الأسئلة، ولكن دون أن أنجح"، مضيفةً أنه "في إحدى الدورات بعد أن حذف لنا أستاذ المقرر قسماً من الكتاب، أتى بسؤال من القسم الذي قرر حذفه، فارتبك الطلاب جميعهم".

جدير ذكره ان الدكتور الرمحين يدرس في قسم الإعلام بجامعة دمشق 3 مواد دراسية، حيث بلغت نسبة النجاح في مقرر مناهج البحث والذي يدرس لطلبة السنة الثانية 16%، حيث تقدم للامتحان المقرر 265 طالب، ونجح منهم 42 طالب.

فيما نجح في مقرر الصحافة العالمية -يدرسه الرمحين- في السنة الأولى 30 طالب من أصل 255 طالب تقدموا للمادة، اي ما نسبته 11%، اما المقرر الثالث الذي يدرسه  لطلبة السنة الثالثة "دعاية ودعاية مضادة"، نجح 24 طالب من أصل 133 طالب تقدموا للمادة، بنسبة نجاح وصلت إلى الـ 18%.

واعتبر الطلبة في عريضتهم المرفوعة إلى رئيس جامعة دمشق وائل معلا "إننا تعرضنا لظلم كبير في درجتنا حيث تراوحت علامات الناجحين ما بين الـ50 والـ65، مع علامة حلقة البحث"، مضيفين أنه "حتى الطلبة الأوائل لم يسلموا من هذا الظلم البيّن".

وفي بحث سيريانيوز شباب عن أحد الطلبة الأوائل للتحقق من دعوى الطلاب، قالت طالبة من الأوائل (تحفظت على ذكر اسمها) إنني "حصلت في مقرر الصحافة العالمية والذي يدرسه الدكتور في السنة الأولى على 90 درجة"، مضيفة أنه "مع تقدمي لمقرر مناهج البحث كانت الصدمة، حيث كانت هذه المرة الأولى التي ارسب بها في مادة في حياتي الجامعية".

وأشارت الطالبة إلى إن "مقرر الصحافة العالمية أصعب من مقرر مناهج البحث، علماً ان لكلا المقررين حلقتي بحث"، مشككة "في عدم فتح أستاذ المقرر للأوراق الامتحانية لتصليحها".

 

أستاذ المقرر: عدم الدقة وحلقات البحث

وللوقوف على الاعتراض المقدم التقت سيريانيوز شباب الدكتور عطا الله الرمحين حيث أوضح بان "انخفاض نسبة النجاح لدى الطلبة في مقرر ما مسألة تحدث لدى كل أساتذة جامعة دمشق، فأعتقد أنه ما من أستاذ إلا وقع بهذه الحالة"، مضيفاً أن "تصحيح المقرر كان دقيقاً، فكون المقرر يتعلق بمنهج البحث كان على الطلاب أن يكونوا دقيقين في استخدام المصطلح بسياقه الصحيح، ولكن هذا لم يكن".

وتابع الرمحين في تبرير انخفاض نسبة النجاح في مقرراته بقوله إن "المقررات التي أدرسها تحوي حلقات بحث، لأستاذ أخر"، لافتاً إلى أن "هناك نسبة عالية من الطلبة مضروبين بحلقات البحث، حيث لم تتجاوز درجات بعضهم الأربع أو الخمس درجات، فضلاً عن أن هناك نسبة عالية من الطلبة لم يتقدموا بحلقات بحث وبالتالي أصبحت علامتهم من 80".

وتساءل الدكتور الرمحين "عن خلو المدرجات في حصته الدراسية من الطلاب الراغبين بأن تكون علاماتهم عالية، فكيف سيرفع الطلاب من درجاتهم إن لم يحضروا ويفهموا المصطلحات الواردة بالمقرر، ويفهمونها في سياقها الصحيح، وليس كما يكتبون بالامتحان".

وفي زيارة سيريانيوز شباب للحصة الدراسية التي يدرسها الدكتور الرمحين وجدت أن الحصة تقدم لأربعة طلاب فقط.

ولفت أستاذ المقرر إلى أن "هناك أجوبة في الامتحان لم تكن كاملة، إضافة إلى أن هناك أسئلة كاملة لم يتم الإجابة عليها من قبل الطلاب".

وحسب قانون الجامعة فإن على كل أستاذ مقرر إن ارتفعت نسبة النجاح في مقرره عن الـ80%، او انخفضت عن 20% عليه أن يقدم تبريرات –الارتفاع أو الانخفاض- لعمادة الكلية وحول تبريراته التي قدمها لعمادة كلية الآداب، أشار الدكتور الرمحين إلى أن "التبريرات التي قدمتها تمحورت حول أن للمادة حلقة بحث، وأن كتابة الطلبة تحوي شيئاً من الضعف، فهناك عدم التزام من الطلاب في وضع المصطلحات في سياقها الصحيح، فضلاً عن غياب الطلبة عن محاضراتهم"، مضيفاً أن "هذه المبررات تكفي لتكون نسبة النجاح في المواد قليلة".

 

تحريض وتقارير "مخبأة"

وتساءل الرمحين "عن مئات الأساتذة الذين كانت نسبة نجاح طلبتهم في مقرراتهم أقل من 20%، ولم تشكل لجان لإعادة تصحيح موادهم رغم أن هناك الكثير من الاعتراضات على هؤلاء مخبأة"، مستدركاً أنه "إن كان الأمر انتقائي فهذا أمر مختلف".

واتهم الرمحين بشدة "رموز في قسم الإعلام يحرضون الطلبة للكتابة في هذا الموضوع رغم أنني أذكر أنه في تاريخ حياة القسم كانت الكثير من نتائج المواد تقل عن الـ20% لدى بعض الأساتذة، ورغم ذلك لم يعد التصحيح"، متسائلاً بغرابة "لماذا لم يكتب بمثل أولئك أي اعتراضات ولماذا لم تعاد أوراقهم للتصحيح؟".

وفي سؤال عن مبررات (الرموز) ليفعلوا مثل هذا الأمر شدد الرمحين على أن "هناك مجموعة من الخلافات الشخصية، مع هذه الرموز، حيث أنهم يريدون الوصول على أكتاف الآخرين" مضيفاً أن "هناك مسائل كيدية لدى هذه الرموز وهناك محاولة منهم لإهانة أستاذة القسم".

وكان الدكتور عطالله الرمحين توقف قبل عامين عن التدريس في قسم الإعلام وحول ذلك التوقيف قال "توقفت بمؤامرة من هؤلاء وإن ما يثبت على أن تقاريرهم التي قدمت ضدي كانت غير صحيحة هو عودتي للتدريس في قسم الإعلام من جديد".

وأشار الرمحين إلى أن "هناك بعض من الأساتذة المحرضين يوجد ضدهم تقارير متنوعة، ومن مختلف الاتجاهات، فهناك تقارير ذات طابع جنسي وتقارير رشاوى، وتقارير لإعادة تصحيح بعض المواد، فلماذا لم يتم مناقشة هذه التقارير، ولماذا هذه الانتقائية، فالقانون يجب أن يطبق على الجميع".

وفيما يخص إعادة تصحيح المقرر قال الرمحين "إن إعادة التصحيح مرتبطة برئيس الجامعة، فإن قرر ذلك فليعد التصحيح".

رئاسة القسم: سنعالج الموضوع

بدوره قال الدكتور محمد العمر رئيس قسم الإعلام إنه "من غير الطبيعي أن تكون نسبة النجاح في جميع مواد مقررات الأستاذ منخفضة لهذا الحد"، مضيفاً أن "القسم سيعمل على معالجة الموضوع بالتنسيق مع عمادة الكلية".

فيما علّق عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية وهب رومية بالقول إن "عمادة الكلية ستدرس أمر العريضة ثم تناقشه، حيث سينظر إلى الأسباب التي قدمها أستاذ المقرر لانخفاض نسبة النجاح"، مضيفاً أنه "إن كانت الأسباب مقنعة فمن الممكن أن لا يتم إعادة النظر بالنتائج، وإن كانت الأسباب مقنعة، فستتم دراسة الموضوع".

وشدد رومية على أنه "ومن حيث المبدأ أنا شخصياً مع عدم إعادة تصحيح المادة، إن لم تكن هناك أمور ملحة، وواضحة وجوهرية، جداً جداً"، مضيفاً أنه "لو أن كل طالب أراد أن يعيد تصحيح مادة معينة فهذه مشكلة".

وفيما يخص زمن انقضاء مدة إعادة النظر في نتائج المواد حيث أن امتحان المقرر جرى منذ 3 شهور قال عميد كلية الآداب إن "زمن الاعتراض يأخذ بعين الحسبان فهناك وقت محدد تحدده الكلية للاعتراض على نتائج المواد"، متسائلاً "لماذا تجاوز الطلاب هذا التوقيت؟".

واستدرك رومية قوله بأنه "ولكن نظراً لعدد الطلاب الكبير فسنعمل على دراسة الموضوع، فهناك ركائز وقواعد عامة لدى عمادة الكلية، وكل طالب من حقه أن يعترض فقد يكون هناك أخطاء بالجمع وقد يكون الأستاذ نسي سؤلاً ولم يصححه"، مشدداً على أن "إعادة تصحيح الورقة أمر غير جائز إلا في حالات الضرورة القصوى".

براء البوشي- سيريانيوز شباب


Powered By Syria-news IT