2010-05-14 18:13:46
ألف يوم ويوم في أروقة وزارة التعليم العالي

لا أدري من أين أبدأ قصتي من البداية التي كانت مفرحة ولم أكن أعرف أنها ستنتهي نهاية محزنة أم من النهاية التي هي بحد ذاتها ليست نهاية بل سلسلة محاولات لتأجيل النهاية. وبما أنه لم يبق باب الا وطرقته فإن سيريا نيوز هي آخر محطة أمل بقيت لي .


اسمي يحيى غصون وانا خريج الأول على دفعتي في قسم الهندسة الطبوغرافية دورة عام 2001-2002 من كلية الهندسة المدنية بجامعة تشرين. في عام 2004/2005 تقدمت إلى إعلان البعثات العلمية وحصلت على البعثة رقم /731/ ((الماجستير في استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظام المعلومات الجغرافي في التخطيط الإقليمي والعمراني)) لصالح الهيئة العامة للاستشعار عن بعد. - طلبت مني مديرية البعثات التقدم بقبول دراسي, فقمت بمراسلة الجامعات الألمانية وبعد بحث طويل تبين لي عدم وجود شهادات ماجستير في الاختصاص المطلوب فحصلت على قبول عليه لنيل شهادة الدبلوم الألماني مع شرح واف من الجامعة عن مدة الدراسة وماهية الشهادة التي سأحصل عليها وتأكيد الجامعات الألمانية بأن الدبلوم الألماني يعادل الماجستير في الدول الأخرى. ثم تقدمت بأوراق القبول الى لجنة البعثات العلمية وقامت هذه الأخيرة بدراسة وكانت النتيجة الموافقة عليه بعد موافقة الجهة الموفدة, وأرسلت نسخة منه إلى الهيئة العامة للاستشعار عن بعد, وقد وافقت الهيئة أيضاً على هذا القبول وبموجب الموافقتين حصلت على قرار الإيفاد. - خلال فترة دراستي في ألمانيا كنت حريصاً على إرسال تقارير منتظمة حول سير دراستي وجميع هذه التقارير كانت تؤكد دراستي للدبلوم الألماني (ولم احصل على أي اعتراض من قبل الوزارة). - أنهيت دراستي وحصلت على الشهادة المطلوبة وضمن الاختصاص المطلوب والمدة المحددة للإيفاد ودون تمديد أو تجميد وكانت أطروحتي بعنوان / السكن العشوائي في مدينة اللاذقية, دراسة زمنية باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظام المعلومات الجغرافي/. - بعد حصولي على شهادة الدبلوم وشرح من الجامعة يؤكد بأن الشهادة التي حصلت عليها تعادل شهادة الماجستير في الدول الأنجلو- أمريكية قمت بالتسجيل في الجامعة كطالب دكتوراه وذلك فقط من أجل تمديد إقامتي لإنهاء الترتيبات قبل العودة إلى سورية حيث عدت بتاريخ 21/1/2008,ووضعت نفسي تحت تصرف وزارة التعليم العالي وتقدمت بأوراقي إلى مديرية تعادل الشهادات لتعديل شهادتي حيث طلبت مني ورقة تسوية وضع من مديرية البعثات إلا أن هذه الأخيرة رفضت إعطائي ورقة تسوية وضع إلا بعد حصولهم على رأي مديرية التعادل حول شهادتي إلا أن تعادل الشهادات لم تجب "طلبات" مديرية البعثات إلا بعد "ثلاثة أشهر وهنا تبدأ رحلة معاناتي فكل أسبوع كنت انتظر يوم الأربعاء بفارغ الصبر لأنه في هذا اليوم تجتمع لجنة البعثات العلمية لمناقشة أوضاع الموفدين, وطيلة عامين من الانتظار كنت أسافر كل اسبوع تقريبا من اللاذقية الى دمشق وكلي أمل بأنه في هذه المرة سوف تحل الأمور أخيرا ولكن هذه ((ال-آخر مرة)) لم تأت بعد. - أرسلت بعدها أوراقي إلى جامعة دمشق لبيان الرأي العلمي وبعد أكثر من شهر جاء الرد من جامعة دمشق وأعلمت شفهياً من الموظف المختص في مديرية تعادل الشهادات ومن مديرة البعثات العلمية شخصياً بأن رد جامعة دمشق كان إيجابياً وبأن الأطروحة جيدة وترقى لأن تكون معادلة لشهادة الماجستير السورية. - كذلك طلبت مديرية البعثات من خلال السفارة السورية في برلين إرسال شرح حول شهادات الدبلوم الألمانية وكان الجواب بأن هذه الشهادات تعادل الماجستير ويحق للطلاب الحاصلين عليها التسجيل في الدكتوراه مباشرة. وبعد ذلك عرضت أوراقي على لجنة تعادل الشهادات ولم يتخذ أي قرار رسمي وتم تحويل الموضوع إلى مجلس التعليم العالي وبعد أكثر من شهر من المراجعة اكتشفت بأن أوراقي ما تزال في مديرية تعادل الشهادات وبأنها لم تحول إلى مجلس التعليم العالي لعدم اختصاصه بهذا النوع من المواضيع, بعدها أعيد عرض الأوراق مرة أخرى على لجنة التعادل وقررت بأن هذه الشهادة لا تعادل الماجستير السوري. - وصل القرار إلى مديرية البعثات ومنها تم عرضه على مجلس التعليم العالي حيث تبين أن قرار لجنة التعادل استند إلى قرار مجلس التعليم العالي رقم 36 لعام 2007 التي تنص المادة 20 من فصله السابع على أن " تعتبر شهادات الدبلوم (أو الماجستير) التي تمنحها الجامعات و الجامعات التكنولوجية في ألمانيا الاتحادية معادلة للدرجة الجامعية الأولى التي تمنحها جامعات الجمهورية العربية السورية". - طلبت لجنة البعثات العلمية من الشؤون القانونية إيجاد حل لموضوعي وبعد فترة تم إعلامي بأن الشؤون القانونية اقترحت نقلي وتعييني لدى الجهة الموفدة استنادا إلى الإجازة الجامعية السورية وعدم مطالبتي بالتبعات المالية. (وهذا إقرار غير مباشر بالظلم الذي أوقعته وزارة التعليم بحقي, لكن من جهة أخرى يريدون إنزال ظلم أكبر من خلال هذا الاقتراح). - بعدها تم تشكيل لجنة جديدة فقط لحل هذه المعضلة وبعد عدة أسابيع قررت إرسال كتاب إلى السفارة الألمانية لموفاة الوزارة بدراسة حول نظام الدراسة في ألمانيا وفيما إذا كان الدبلوم الألماني يعادل الماجستير ويؤهل حامله التسجيل في الدكتوراه مباشرة (أي أن جميع الوثائق التي تقدمت بها والتي تقدم بها زملائي الذين يعانون نفس الوضع لم تؤخذ بعين الاعتبار). - ثم حصلت الوزارة على الرد منذ أسبوعين إلا أنه وحتى هذه اللحظة لم يرشح عن الوزارة شيء. - مع الأخذ بالعلم بأن هذه المشكلة ليست خاصة وأن هناك مجموعة من الطلاب السوريين الموفدين في ألمانيا يعانون نفس الوضع ويعيشون على نفس الأمل القادم من وزراة التعليم العالي بأنه ستفرج أخيرا. ونحن على هذه الحال من الانتظار منذ سنتين دون نتيجة مع كل ما يشكله هذا الانتظار من ضغط نفسي ومادي يؤثر علي وعلى زملائي سلبا. لذلك قام الغالبية من الطلاب الموجودين في ألمانيا الذين تشملهم هذه القضية بالتسجيل كطلاب دكتوراه و لذلك لتفادي ضياع الوقت بانتظار حسم الموضوع من قبل الوزراة بالاضافة الى المشاكل في المتعلقة بالإقامة وغير ذلك. السيد وزير التعليم العالي, السيد معاون وزير التعليم العالي, السادة اعضاء لجنة البعثات العلمية المحترمين, و كل ما يقرأ هذه القصة ويملك القدرة على اتخاذ قرار في وزارة التعليم العالي... نتمنى ان يتم ايجاد حل لهذه القضية في القريب العاجل وذلك بأن تتاح لنا الفرصة بمنحي وزملائي بمتابعة الدراسة والحصول على الدكتوراه وألا يتم تحويل قضيتنا مرة جديدة من لجنة الى أخرى و هكذا دواليك.

و لكم جزيل الشكر


Powered By Syria-news IT