حين يتجاوز طالب التعليم المفتوح التكلفة الخيالية لسعر المواد ويتجاوز أيضاً اضطراره إلى دفع نصف سعر المادة عند رسوبه بها! وحين يغض الطرف عن تأخر تسجيل الفصل الثاني من العام على حساب المحاضرات التي أعطيت بدون كتب يخرج طالب التعليم المفتوح من بيته مبكراً أو على الأقل يعتقد ذلك ويصل إلى مركز تسجيل التعليم المفتوح الذي يضم عدداً خيالياً من الطلاب المسجلين لأسباب عدة فبالنسبة للذكور فهم يحتاجونه لتأجيل الخدمة العسكرية أما الإناث فهم ينوون بكل براءة إكمال تعليمهم ولو بشهادات "دايت" أو بالأحرى بدون طعمة!
يقف الطالب على الباب وينظر إلى الحشود آلاف الصفوف التي لا تعرف الانتظام ويتذكر شيئاً مهماً جداً، ماذا أتيت لأفعل هنا وكيف سأفعله؟ الطرفة في موضوع التسجيل هو غياب الناحية الإعلامية من قبل إدارة التعليم المفتوح فلا تعليمات أو مركز استفسار أو حتى منظم رسمي للحشود المتدافعة. وكنت أتساءل هل تكلف طباعة 1000 صفحة من التعليمات كالأوراق المطلوبة، ما يدفعه طالب واحد من التعليم المفتوح ولماذا تبخل إدارة التعليم المفتوح في طرح الحلول للمشاكل والاستفسارات والمآسي التي تحدث هناك وحتى لو غضضنا الطرف عن المسألة فكيف يمكن لبعض الموظفين القيام بخدمة أكثر من 3000 طالب في نفس الوقت، وهل ميزانية التعليم المفتوح لا تسمح بتوظيف عدد أكبر بقليل من الموظفين! أما حين يبدأ الطالب باستيعاب أولى خطوات التسجيل ألا وهي تصوير بعض الأوراق كالعادة والحصول على طلب تسجيل مع العلم أن طلب التسجيل هو عبارة عن ورقتين وطابع مالي بقيمة عشرة ليرات ومع هذا فإن ثمنه 50 ليرة سورية!!!
تخيلو عدد المسجلين واضربوهم بـ50 ليرة سورية. كما لا يجب أن ننسى أن بعض الطلاب سوف يخطئون حتماً وبالتالي سوف يضطرون إلى إعادة الدفع للحصول على أوراق لا تستحق 10 ليرات في أحسن الأحوال! ومع غياب كل بصيص أمل للتسجيل السهل والسريع سألت نفسي سؤالاً وحيداً لو كان التعليم المفتوح خاضعاً للنظام المصري كما كان في السابق، هل كانت مراحل التسجيل سوف تتم بهذه الدرجة من الفشل، أم أن كل ما هو سوري كتبت عليه البيروقراطية!
