وتعتبر هذه المناسبة إنجازاً مهمّاً في زمن تحاول فيه العولمة بسط نفوذها على المنطقة بأسرها ونشر مفهوم صراع الحضارات وغيرها من المصطلحات والنظريات والايديولوجيات الغريبة على ثقافة شعبنا والبعيدة كل البعد عن أخلاقها الحميدة.
هذه ليست المرة الأولى التي تقام فيها هذه الفعاليات. فالاتحاد الوطني لطلبة سورية بالتعاون مع مطرانية الأرمن الأرثوذكس يقيمان هذه المناسبة كلّ سنة في جامعة حلب. ولكن ما ميّز فعاليات الأسبوع الثقافي الأرمني هذا العام عن البقية هو العدد الهائل للحضور. ففي يوم الحفل الغنائي الأرمني الذي قدمت فيه فرقة "كوميداس" باقة من روائع الغناء الأرمني والعربي، قُدِّر عدد الحضور بما يزيد عن الثمانية آلاف طالب وطالبة. أما في بقية أيّام الفعاليات التي شملت عروض فنية لفرقة الرقص الشعبي الأرمني "سارداراباد" وفرقة الصغار "شوشي"، وعروض رياضية لأكاديمية ABBA للحزام الأسود الدولي، وعرض فرقة "مسروب ماشدوتس" الغنائي، والأمسية الشعريّة التي قُدِّم فيها روائع الشعر الأرمني المترجم إلى العربية بمشاركة فرقة العزف الكلاسيكي "بارسيغ كاناتشيان"، وقد كانت صالة الباسل تكاد لا تتسع للحضور.
كما تمّ عرض فيلم "مايريك" ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي الأرمني. وهو فيلم روائي طويل يحكي عن الأم المقدسة لدى كل إنسان وبشكل عام عن قصة أسرة ارمنية هُجِّرت من وطنها أثناء الإبادة العرقية التي قام بها الأتراك واستقرّت في فرنسا. وكلمة "مايريك" تعني الأم بالأرمنية. بهذه الفعاليات جاء الشّباب السوري مرّة أخرى ليؤكّد على أهميّة حوار الحضارات والتعرّف على ثقافات الشعوب وإغناء معارفنا والمضي قدماً نحو مستقبلٍ مشرقٍ لوطننا تتحقق فيه تطلّعات أمّتنا.
