إنني طالب في السنة الثانية من قسم الدراسات القانونية بالتعليم المفتوح و أعمل بشركة قدر لي أن يكون دوامي بها من منتصف الليل حتى الصباح.. و مع هذا فأنني قد حاولت أقصى جهد ممكن كي أدرس المواد الباقية لي من هذه السنة كي أترفع للسنة الثالثة و أحصل على مصدقة تسجيل من أجل الخدمة العسكرية..
و يستطيع القارئ الكريم بأن يتخيل الجهد المقدم من شخص يداوم طوال الليل و لا ينام الا بعد انتهاء الفحص المقرر الساعة 11.30 و يحاول أن يدرس أيضا قدر المستطاع ..
ذهبت إلى كلية التربية كوني قد فرزت إلى هناك في تمام الساعة الحادية عشرة و الربع ظهرا,و كباقي الطلاب هناك توجهت الى القاعة المحددة لأفاجئ بعدم وجود ورقة على الباب مذكور بها أرقام الطلاب ممن يتبعون قسم الدراسات القانونية المفروض تقديم موادهم هنا..لا بل لا يوجد أحد من الطلاب أو المراقبين في القاعة و الساعة تشير الى الحادية عشرة و خمس و عشرين دقيقة ... أي قبل خمس دقائق من بداية الامتحان (المزعوم )!!
انتابني بعض الاستغراب و رحت أبحث بين القاعات علي أن أجد رقمي الامتحاني في احدى القاعات ولم أفلح.
بعدها قمت بالذهاب الى أحد( المسؤولين )بكلية التربية الذي أجابني بأنه ليس هناك امتحانات للدراسات القانونية عندنا بهذا الوقت ..!!!!
صعقت بهذا الجواب و بينت له بأنني هنا بناء على رقمي الإمتحاني و توزيع القاعات المعلن بكل الكليات صاحبة العلاقة ..و قال لي : ( اذهب و راجع بكلية الحقوق ) و هنا سيداتي سادتي كانت الساعة تشير الى الحادية عشرة و أربعون دقيقة .. أي بعد بداية الإمتحان بعشر دقائق ...!!
و بدأت تأخذني دوامات التفكير عن الحلول الآنية لهذه المصيبة و بدأ شبح الرسوب بالمادة ( دون تقديمها ) و دون ذنب يتراءى لي .. إلى أن التقيت بفتاتين و إحدى المراقبات و هن يتجادلن بنفس الموضوع .. و هنا تجلت لي القصة واضحة .. هناك خطأ قاتل وقعنا به كلنا ( الطلاب المفروزين الى كلية التربية ) و قمت بسؤال المراقبة فأشارت بأن نذهب الى ( نفس المسؤول ) .. فقلت للطلاب أصحاب العلاقة الذين التفوا حولنا بأننا يجب أن نذهب الى الحقوق كلنا لنرى ما بالإمكان أن نفعل.
و بالفعل ذهبنا الى الحقوق لاهثين و كانت الساعة تشير الى الحادية عشرة و خمسون دقيقة ..و دخلنا بسباق محموم مع الوقت عللنا أن نستطيع تقديم هذه المادة بأسرع وقت ... و بالفعل تكلمنا مع احدى المراقبات بالحقوق التي كانت تكشر عن ( ابتسامتها ) و جاء رئيس المركز فشرحنا له الموضوع أيضا و انتظرنا خمسة دقائق ليضعونا بعدها بإحدى الممرات على طاولات امتحانية و ووزعت لنا الأسئلة .. و علمنا أننا قد قدمنا الفحص على مسؤولية احد الاساتذة.
و هنا أود أن أتوجه الى القائمين على ( ظاهرة ) التعليم المفتوح :
اما آن لنا أن نعامل معاملة التعليم النظامي حتى بأبسط الأمور التنظيمية التي نجدها بأي مدرسة ابتدائية حتى !؟
أليس لنا حق بتقديم المواد دون أن يأخذنا أحد على مسؤوليته طالما أننا تقيدنا باللوائح و الأنظمة الصادرة عنكم؟!
أليس هذا اجحاف بحق الطلاب ( الذين لم يستطيعوا أن يقدموا هذه المادة ) على الأقل ...بأن تكون نتيجة خطأ ما أن يذهب تعبهم طوال شهور ..سدى ؟!
هل هناك من مجيب أو حسيب على هكذا تقصير كي لا يتكرر مرة أخرى ؟؟؟!!
أرجو ذلك ..
جادو