يتفاخر المسؤولين عن قطاع التعليم الجامعي بما حققووه من نقلات نوعية (على حد تعبيرهم ) في هذا القطاع ولكن مع احترامي الشديد لم نخطوا الى الأمام الى قليل في بعض المجالات وفي بعضها الآخر نتراجع عشرات الخطوات ...

سأذكر لكم حادثة بسيطة تلخص الفكرة .. أنا طالب سنة ثالثة في كلية الهندسة المعلوماتية في جامعة حلب (على أساس من أرقى الكليات ) , لدينا مقرر اسمه مشروع , عبارة عن عمل يشترك عليه أكثر من طالب لإنجاز فكرة برمجية ما , ونحن كطلاب سنة ثالثة لم نأخذ مواد تؤهلنا لانجاز مشاريع عظيمة , عملت مع ثلاثة من زملائي في الكلية على مشروع يهدف الى التعرف على الحروف العربية بعد سحب الصورة من الماسح الضوئي وبدأنا بالعمل منذ بداية العام علماً أن مادة المشروع مقرر فصل ثاني , ووصلنا الى نتائج ممتازة فقد وصلت نسبة التعرف الى أكثر من 85 بالمئة علماً أن الشركة العربية الرائدة في هذا المجال (شركة صخر ) لم تصل الى أكثر من 91 بالمئة , وهي تعمل في هذا المجال منذ عام 1992 , كما توصلنا الى خوارزمية فعالة لاستحصال الأحرف العربية من الكلمة و وصلت نتائجها الى أكثر من 98 بالمئة , وتم تسليم نوطة المشروع للجنة قبل خمسة أيام للاطلاع على المشروع قبل المناقشة . وجاء وقت المناقشة , ناقشنا المهندس خالد صباغ (اختصاص الكترون) والدكتورة هنادي سماق الوكيل العلمي للكلية (اختصاص اتصالات ) بينما العضو الثالث الدكتور محمد الحميد (اختصاص بحوث عمليات) كان غائب لأسباب نجهلها , و بدأنا بالشرح عن المشروع وعن فوائده وما يمكن أن يوفره و تحدثنا عن طبيقاته وبدأنا بشرح الخوارزميات التي استخدمناه وفوجئنا بطلب اللجنة ايقاف الشرح , ولم نكن قد شرحنا أكثر من 35 بالمئة من المشروع , اثنت اللجنة على المشروع حتى أن أحد أعضائها قال (المشروع كبير ليش مشتغلين كل هالشي ) بس ما بعرف ليش حسينا كأنهم ما فهموا شي من اللي حكيناه , ولا كأني مطلعين على المشروع ولا على فكرتوا . وجاء وقت العلامات , أخذ مشروعنا 83 من 100 , قد يقول البعض العلامة جيدة ليش زعلانين , المشكلة أنو في مشاريع ما نشغل فيها 25 بالمئة من مشروعنا وأخذو فوق التسعين لأنو مشاريعم كان المشرف عليها الدكتورة وهالمشاريع معظمها له علاقة بالهاردوير (يعني شي ممكن تفهموا ) ... يعني مو حرام تشتغل وما تلاقي مين يقدر تعبك .... على فكرة في كتير ناس انظلموا بالمشاريع وأخذوا علامات قليلة , والسبب بسيط مافي لجنة اختصاصية قادرة على التقييم . بصراحة نحن ما بنلوم اللجنة لأنهم غير اختصاصين , ولكن نوجه اللوم لوزارة التعليم العالي اللي لحد الآن لم تستطع توفير كوادر اختصاصية لهذه الكلية اللي صار عمرها 8 سنوات ... يعني اذا ما عنا دكاترة اختصاصيين معقول ماعنّّا إمكانية نستقطب دكاترة من الهند وماليزيا مشان يخرجوا مهندسين مثل الخلق , يعني بالله الدولة شو متوقعين من طالب معلوماتية معظم اللي درسوا مالهم علاقة بالمعلوماتية .... بس بدي أوجه سؤال أخير ... ليش عم تفتح كل هالجامعات والكليات الجديدة وما عنا إمكانية ندير الجامعات الموجودة حالياً صح , والدليل الكبير خريجين الجامعات .. اسألهم شو عطتكم الجامعة ... شوفوا شو بيقولوا ...........!!!!!!!

يوسف الصطم