وذكرت صحيفة تشرين الرسمية، في
عددها الصادر يوم الخميس، أن "المشروع يهدف لإقامة مدرسة مسائية مجهزة بكل ما يلزم
ووفق الإمكانيات المتاحة لتقديم الخدمات التعليمية والتربوية الداعمة لأطفال الأسر
النازحة والمقيمة حالياً في المدينة الرياضية وخاصة للشريحة العمرية بين 5-14 سنة،
والتي تغطي المراحل الدراسية من الصف الأول وحتى الصف التاسع تبعاً للمناهج التي
تقدمها وزارة التربية".
وعن فكرة المشروع قالت مديرة
المكتبة عدوية ديوب إنه "ومع توافد الأسر النازحة إلى مدينة اللاذقية قامت مكتبة
الأطفال العمومية بالتعاون مع شبكة أخبار اللاذقية ولأكثر من مرة بمجموعة من
الأنشطة الميدانية للأطفال منها مكتبة متنقلة تضم مجموعة من الكتب والقصص إضافة إلى
الأنشطة الفنية والتطبيقية رافقتها حلقات لقراءة القصص للأطفال وعرض للأفلام
الموجهة للأطفال، ومن خلال الإقبال الشديد والرغبة بالقراءة والتعلم ظهرت فكرة
إقامة المدرسة المسائية".
ويقوم بالعملية التعليمية فريق
من المتطوعين وهم مدرسون اختصاصيون وأشخاص مختلفون ويتجاوز عددهم الأربعين متطوعاً،
و يلتزم هؤلاء بالحضور بشكل شبه يومي، ويقدمون جهوداً مخلصةً تلبيةً لمشاعرهم
الوطنية والإنسانية، وبعضهم تبرّع بإحضار كتب مدرسية، أو بتأمين كمية من القرطاسية،
وغيرها من المستلزمات.
وأوضحت المتطوعة وصال يونس من
الكادر الإداري للمشروع أن " إدارة المشروع تهتم بتقديم كل الخدمات التعليمية
والاجتماعية والتربوية، وتعمل جاهدة لتذليل كل العقبات التي تواجه استمرار المشروع،
مع التركيز الجاد على العناية بالجانب المعنوي النفسي وتأهيل الطلاب ما أمكن
اجتماعياً ونفسياً، حيث –كواقعٍ- واجهتنا مشكلات عديدة تعود لتركيبة نفسية
واجتماعية خاصة إلى حدٍّ ما للعائلات الوافدة، تعود لاختلاف البيئات التي جاء منها
هؤلاء الأهالي، ويصعب التعامل معها نتيجة أوضاعهم المستجدة التي أفرزها تهجيرهم من
بيوته.
وبينت يونس أن "من المشكلات
الحقيقية التي واجهتنا عدم التعاون بشكل كافٍ من بعض المؤسسات الحكومية المعنية،
فمشروعنا يندرج في إطار العمل الأهلي والنشاط التطوعي تحت اسم المكتبة العمومية
للأطفال، ويأتي اختيار مكان المدرسة ضمن جغرافية وجود الأهالي في المدينة الرياضية
في اللاذقية، تلبية لضرورة وجود الأطفال في حيّزٍ قريب من مكان إقامتهم، إضافة إلى
ذلك ونتيجة للإحصاء وجدنا أن الأهالي لم يبادروا إلى إرسال أطفالهم خارج المكان،
ناهيك بصعوبة إرساء آلية مقبولة من قبل الأهالي لاحتواء أطفالهم في مدارس رسمية".
وأضافت يونس أن "اهتمامنا
بالعملية التعليمية يتداخل مع العملية التربوية والاهتمام بالحالة المجتمعية
والترفيهية لهؤلاء الأطفال المسجلّين والذين لاحظنا كواقع، أن عدداً منهم لا بأس به
في عداد المتسربّين من المدارس الحكومية في مناطقهم السابقة، أو أنهم متأخرون أو
متمنّعون عن الالتحاق بالتعليم الإلزامي، الأمر الذي شجعنا أكثر على المضي بإقامة
المشروع خدمة للمجتمع في تأهيل هذه الأعداد للعلم، أو في حالات ما لمحو الأمية".
ومن جهته، قال أحد أعضاء فريق
شبكة أخبار اللاذقية "نحن شركاء في الفكرة والتنفيذ من خلال الإعلان عن المتطوعين
أو الإعلان عن أي خدمة لمكتبة الأطفال وتغطية جميع نشاطات المكتبة إضافة إلى
مساعدتهم في عمليات الإحصاء والجداول كعمل طوعي وقمنا بالمساهمة في تحضير و تأهيل
المكان والمساهمة في تلبية حاجات المدرسين وحاجات الطلاب".
ومن الجهات الحكومية التي
تعاونت وقدمت الجهد أو التسهيلات للفكرة، إدارة المدينة الرياضية بتأمين كل ما
طلبناه منها من بناء وتجهيزات، وشركة الموارد المائية التي قدمت وسيلة النقل
العامة، والهلال الأحمر السوري الذي ساهم بخاصة في توزيع حقائب مجانية لكل
المسجّلين.
ولاقى نشاط المدرسة إقبالاً
كبيراً لدى الأهالي والطلاب حيث بلغ عدد المسجلين في المدرسة حاليا أكثر من 700
طالب وطالبة، أغلبهم في الصف الأول، وعملية التسجيل التي بدأت قبل أيام من إطلاق
المدرسة شهدت ازدياداً ملحوظاً بعد التزامنا بإعطاء الدروس منذ اليوم الأول لإطلاق
المشروع.
يذكر أن عدة مدن سورية تشهد منذ
أكثر من 18 شهرا احتجاجات مناهضة للحكومة, ما لبثت أن تطورت الأمور إلى مواجهات
عسكرية حادة بين الجيش ومعارضين مسلحين أسفرت عن سقوط ألاف الضحايا ونزوح مئات
الآلاف داخل وخارج سورية.
سيريانيوز شباب
اقرا أيضاً:
مديرية التربية في الحسكة: نسبة الدوام تجاوزت 85% منذ بداية
العام الدراسي