2010-04-21 16:00:43
مشروع عقد جسر الحج .. اين لمسات الأمان ؟؟ ... بقلم : عبد الكريم أنيس

قامت مؤسسة الإسكان العسكرية بالاشتراك مع مجلس مدينة حلب مؤخراً، بتقديم و تنفيذ مشاريع خدمية تفيد الوطن و المواطن في مدينة حلب التي تحتاج الكثير الكثير من العناية و الدراية وهي بذلك تضع على كاهلها مسؤولية جسيمة لا يقدر على حملها إلا من تم تأهيله بشكل علمي سليم و يحمل هماً يعنى بالمصلحة الوطنية فبات قادراً على تولي إتمام مشاريع إنمائية و خدمية بشكل كامل و لائق.


آخر ما تقوم بتنفيذه هذه المؤسسة بفرعها الثالث هو إتمام تنفيذ الأشغال لعقدة جسر الحج الطرقية بقيمة عقدية تقدر بحوالي 243 مليون ليرة سورية و مدة عقدية لا تتجاوز ال12 شهراً بعد إزالة المعيقات المتعلقة بشركات الكهرباء و المياه و الهاتف.

كمواطن بسيط لا أعرف الشيء الكثير عن أمور الهندسة حتى أقيّم مطابقة العمل لمعايير الجودة أو مطابقته لخطة العمل الهدف لكنني سأعتمد على مبدأ الملاحظة لأقول أن العمل يبدو أنه يقوم على قدم و ساق و يضج المكان كخلية نحل بما يوحي أن المدة الزمنية كفيلة بتحقيق المراد لإتمام هذه العقدة الحيوية للمدينة ذات الاكتظاظ المتزايد بالسكان.

 

 

لكن فليتسع صدر القائمين على المشروع على هذه الملاحظات التي أعتقد جازماً أنها كانت لتترك انطباعاً أكبر لدى المواطن البسيط و تجعل من القائمين على المشروع يبدون أكثر احترافية و جدية في حمل عبء و تسهيل حياة المواطن اليومية حين يصبح الموضوع منوطاً بمشاريع طويلة الأمد كما هي الحال في هذا المشروع الحيوي.

فإعداد الدراسات اللازمة الخاصة بتأمين السلامة المهنية بكفاءة من خلال تنظيم حركة مرور الأفراد يجب أن تكون بسلامة وأمن ، والعمل على توفير عناصر السلامة المرورية المختلفة ومتابعة تطبيق أنظمة الطرق وملاحقة التعديات وإعطاء التصاريح اللازمة بشأن قطع الطرق ووضع اللوحات الإعلانية والتنسيق مع المؤسسات المعنية الأخرى هو أمر بديهي لاتخاذ اكبر قدر من الحيطة والحذر والالتزام بالشروط والمعايير التي تحقق السلامة والانسيابية على الطريق للآليات و الأرواح على حد سواء.

إن هذا النوع من المشاريع يحتاج إلى أجهزة ومعدات خاصة, كما يحتاج إلى أجهزة سلامة خاصة تتعامل مع أي حالات مفاجئة أو طارئة بشكل سريع يضمن حماية سلامة المواطنين والبيئة والمشروع المناط القيام بتجهيزه.

 

و بصراحة لم اشهد من معدات السلامة الخاصة بالمشاريع الكبرى سوى هاتين الأداتين التي ستظهران بالصورة المرفقة التالية 

إشارتان وحيدتان في مشروع ضخم و حيوي للسلامة العامة يا للعجب!!!!

 

و قد حزّ في نفسي أن أجد مسارب مرور المواطنين في حالة يرثى لها و كأن إتمام المشروع يجب أن يتم على حساب مشقة أولئك البشر المتنقلين بين طرفي المشروع و هم يحمّلون أنفسهم منيّة أن المشروع يقام لهم و عليهم أن يحتملوا دون تذمر أو حتى شكوى. أليس حرياً أن يحصل المواطن على طريق آمن يتناسب مع كرامته و مع مدة المشروع الطويلة نسبياً مع الأخذ بالاعتبار حالة الطقس المتبدلة خلال فترة المشروع أيضاً؟!

 

الطين معيار ضروري لحياة المواطن المطينة بطين

طريق المارة اليومي كما هو واضح بين طرفي المشروع

 

ألا يتوجب على الجهة القائمة و الراعية و المنفذة أن تقوم بتأمين عناصر الأمان الخاصة و الكفيلة بمنع حدوث أي مشاكل أو طوارئ حتى قبل حدوثها ؟؟؟ و هذا مما لم اشهده على الإطلاق ضمن الحفر الكبيرة المعدة لصب الأعمدة الحاملة للجسر كما هو مبين أيضاً في الصور التالية :

 

حفر عميقة طينية بدون أي ساتر يحمي من الوقوع في كارثة حتى لو كانت بعيدة الوقوع

 

إن ضفتي النهر مكشوفتين بشكل كامل و أيضاً دون أي شاخصة أمان أو حتى سور يحيط بالضفتين الزلقتين للنهر مما يجعله مصدر خطر مباشر للأطفال خاصة و للمارة عامة!

 

الطرف الأيمن للنهر

الطرف الأيسر للنهر

  

كان يقوم على طرفي ذات المشروع الحيوي مكابس خاصة بالقرميد و مناشر للحجر و مصانع للبلاط و أعتقد أنها كانت مخالفة بشكل أو بآخر سواء كونها كانت متعدية على حرم الرصيف أو حتى من خلال وجودها في بؤر سكانية تدور ضمن فلك المواقع المهمشة في المدينة و التي بات يطلق عليها أحزمة الفقر و لكنها و لسوء الحظ و مع تهديمها إلا أن مخلفات التهديم لا تزال موجودة على طرفي المشروع فلنسأل أنفسنا من هي الجهة المخوّلة بترحيل هذه الأكوام من الأتربة المتهدمة و الأحجار الكبيرة ؟؟؟ و إلى متى سيستمر وجودها بجانب المشروع مما يجعل الشكل العام يوحي كما لو أن زلزالاً ضرب المنطقة ((لا سمح الله ))؟؟؟

 

يرجى ملاحظة المجالي الصالحة للإستخدام و كأن صاحبها تاركها أمانة !!!!

البلاط مرصوص و كأنه جاهز للبيع بعد أن هدم مكتب البيع

 

هل من المعقول أن تكون علامة السلامة العامة من قبيل الصورة التالية و بأي مفهوم عالمي يتم التعامل مع ريجار مفتوح بهذا الشكل الأخرق كي يجتنبه الناس ؟

 

ريجار مفتوح فريد من نوعه

 

هل يجوز أن تستمر آليات العمل برمي الأتربة و الناس في حالة مرورهم اليومي دون تأمين طريق آمن لهم و لأطفالهم؟ ألا يشكل ذلك انتهاكا واضحاً لمعايير السلامة المهنية ؟

 

الشاحنة تقوم بالتفريغ أثناء مرور المارة

 

ختاماً لست بصدد التقليل من جهد و عرق يقوم به أولئك العاملين و لكن لماذا لا نستطيع أن نقوم بمشروع يلتزم باحترافية و مهنية متعلقة بالحجر كما هي يجب أن تكون متلازمة مع أولئك من البشر ؟؟؟ أين هي ثقافة اللمسات النهائية التي تجعلك تشعر أن هناك شركة ليست أقل من عالمية مستأمنة على حياتك و سلامتك ؟

 مواطن بسيط


شهداء الطرقات و مشاريع التطوير في العالم الثالث 2010-04-26 11:13:54
إلى الشهيد أبو عبدو
المشكلة هنا هي إما: نفاق أو جهل. في الحقيقة هذه الورشة ليست حرباً ضد الشعب, بل هي لخدمة الشعب. هي خدمة لفئة معينة دون أخرى, حيث من يمشي على قدميه أو يسكن جواره هو المتضرر الأول, في حين متخذي القرار في أرضهم يمرحون. خلاصة القول: يهون الشعب عندما يصبح بلا قيمة(أعني لا يأخذ بالحسبان عند إتخاذ القرارات) فهو في عداد الموتى بالنسبة لمتخذي القرارات. ما أدعو إليه هو الإحساس يكوننا سواسية و نحمل صفة البشر. في بلدان أخرى هناك جمعيات فاعلة لحماية الحيوان و النبات , بينما نحن هنا ختى البشر فهم أرخص و أه
-سوريا
أبو عبدو 2010-04-25 08:00:41
معك 100%
ليك يا حبيب. أنا معك مية بالمية بكل يلي قلتو. بس أنا عندي وجهة نظر تانية أنا عندي استعداد موت، أو يصرلي شي لإلي أو لأحد أفراد اسرتي بسبب هالمشروع بس المهم انو بالأخير نشوف البلد عم تعمر وتكبر ونصير أحسن من غيرنا يلي برا المفروض انو رواحنا فدا للوطن وشكرا
-سوريا
عابد 2010-04-23 06:03:53
هندسة الأمان
ادارة الأمان safety management هي اختصاص تعطى فيه درجات الماجستير في الجامعات الأمريكية ولا يزالون يقولون بأن هناك نقص في المهندسين الذين يحملون اختصاصات في هذا المجال. أتمنى على جامعاتنا السورية أن تدخل هذا المجال كخطوة بداية و يمكن أن يدرس ضمن الهندسة الصناعية، الادارة الهندسية، وكافة فروع الهندسة المدنية. أعتقد أن نقابة المهندسين تستطيع البدء بتحديد معايير معينة كحد أدنى لاجراءات الأمان التي يجب تطبيقها وكذلك يجب أن يكون هناك معايير لوزارة الصناعةو وزارة المواصلات وزارة التعمير وغيرها
-الولايات المتحدة
مهندس 2010-04-23 01:19:46
ما هي قيمة الفرد في دول العالم الثالث
هذه هي إحدى الفوارق بين الدول المتقدمة و الدول (المتخلفة). هو نفس الفارق بين قيمة المواطن في كل من البلدين. و هو أيضا نفس الفارق بين قيمة الجندي في أرض المعركة و هو أيضا قيمة المفاوض على طاولة المفاوضات ...... هذه هي نظرتنا للحضارة و التطور وقيمة الفرد الذي نبني له أم الذي نبني عليه!!! إن قيمة الدول و كرامتها تقاس بمدى الإحترام المتبادل بين الدول و شعوبها. فإن هانت الشعوب هانت الدول و حكامها.
-سوريا
وحيد كامل 2010-04-22 18:16:34
التنفيذ حسب الأصول
يجب أن تكون المخططات و التصاميم النهائية المعتمدة لأي مشروع ذات مواصفات فنية عالية. على الإستشاري متابعة حسن التنفيذ من قبل المقاول الرئيسي المنفذ للمشروع حسب التصاميم المخططات و المواصفات المتفق عليها. في حال الإخلال في شروط و مواصفات التنفيذ يجب على الاستشاري عدم استلام المشروع أو المراحل المنفذة منه ، وعدم صرف أي مستحقات مالية للمقاول حتى يتم التنفيذ حسب الأصول ، و إلا يجب تغريم المقاول و استبداله. شكرا لك أخ عبد الكريم.
-سوريا
fatima 2010-04-22 14:25:53
الأمان بلله
لا أعلم إلى متى سنفتقد إلى أبسط وسائل الحماية و الأمان والكفيلة بمنع كارثة محتملة ،سيما في مثل هذه المشاريع الضخمة و التي يصرف عليها الكثير من الجهد و المال ، ونستهين او نستكثر على أنفسنا تأمين وسائل الأمان وهي متاحة لناو لكن هو الإستهتار الذي لن نشعر بمدى فداحته و خطئه إلا بعد وقوع المصيبة أو الحادثة ،وساعة لا ينفع قول أو ندم .
-سوريا
رغداء 2010-04-22 14:36:07
مفيد
تحقيق جيد ومهم أرجو ان يجد آذاناً مصغية
-سوريا
NAJJAR 2010-04-22 13:58:10
Civilized nation
Welcome to syria Country of moderntity
-سوريا
سوبر مكولك 2010-04-22 09:48:10
رائع يا فنان
مساهمة أكثر من رائعة، تمتزج فيها الخبرة مع الموهبة مع الشباب، يا سلام ضروب سلام
-سوريا
GhaSsan SaLameh 2010-04-21 22:53:07
great article friend
thank you Abed Anees
الأردن
وليد صالح 2010-04-21 21:07:46
تعبير صادق عن مرارة الواقع
ماذا نقول ؟ مرارتنا تكاد تنفجر ... تقريرك يا أخ عبدالكريم من أكثر المقالات التصاقا بالواقع، فكم نحن بحاجة لتعرية واقعنا المتخلف بأن ننبش كل تلك الوحول، لا  أن نرش سكرا على الموات ......أشد على يديك .
سوريا
عصام حداد 2010-04-21 19:30:50
مع الشكر والتقدير لجهودك
مع تقديري لجهدك المبذول إلا أن هذه المسألة مرتبطة بنوعية العمال ومدى ثقافتهم المهنية ورواتبهم العالمية , ياسيد تلك الشركة تجلب أكثرعمالها على مبدأ ( بتعرفلك شي واحد بيشتغل بالصحية أو الطينة أو أو ) ويأتي العامل دون فحص لخبراته ويوقع العقد براتب أقل من رمزي في كل تلك الظروف القاسية فلا خبرة عالمية ولا رواتب عالمية كي ترى اللمسات النهائية العالمية .. ومع هذا تشكر تلك الشركة على الكثير من المشاريع التي قامت بها بجهود استثنائية من عمالها ومهندسوها الجبارين .
-سوريا
BEAUTY SOUL 2010-04-20 15:22:00
شكرا لك دوما
هل يجوز ؟؟ هل من المعقول ؟؟ ألا يتوجب ؟؟ أسئلة بالفعل حائرة و لكن أين الأجوبة ؟ ريجار مفتوح و أتربة ترمى يوميا و نقص في وسائل الأمان .. من سيعوض الشعب بذلك ؟؟ أرجو الاهتمام بهذا الموضوع المهم و نحن شاكرين سلفا حرصكم على بلادنا لتحسينها ...فسوريا أجمل البلاد و أروعها و تستحق كل الاهتمام من الجهات المعنية و من الشعب .... شكرا أخ عبد الكريم
-سوريا
م.ياسر بكداش 2010-04-20 13:51:39
السلامة أولا
تحقيق صحفي هندسي مهني بعين دقيقة الملاحظه مع توثيق مميز وحرص شديد على سلامة الانسان والممتلكات وهذا الدور الريادي بجهد فردي تستحق عليه كل الشكر والاحترام علما ان هذه المهمه تقع على عاتق الاستشاري-مثل الجهة المالكة للمشروع-البلديه في متابعة المتعهد لتنفيذ بنود العقد بشكل دقيق والتي منها السلامه وهي تشمل امور كثيره الهدف منها سلامة العاملين بالمشروع وسلامة الاخرين
-سوريا
copy rights © syria-news 2010