2015-02-09 15:57:07
«التحالف» على المحك .. صحيفة الوطن السورية

بعد أن أعاد تنظيم «الدولة الإسلامية - داعش» انتشاره في ريف حلب الشمالي الشرقي على خلفية إخفاقه في السيطرة على مدينة عين العرب وانحسار نفوذه تدريجياً في ريفها، كثرت التكهنات عن وجهته المقبلة في ظل ورود أنباء عن انسحاب بعض مقاتليه من غير السوريين باتجاه الرقة.


والحال أنه ليس بإمكان أحد التنبؤ بوجهة التنظيم بعد تلقيه ضربة موجعة على يد قوات الحماية الشعبية ذات الأغلبية الكردية وقوات «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن وخسارته لموقع بالغ الأهمية والحيوية يفترض أن يغير حساباته المستقبلية في التعاطي مع ملفه السوري الذي افترض أنه غير متشابك أو شائك ومختلف في تشعباته عن الملف العراقي على اعتبار أن «داعش» هناك غير «داعش» هنا، كما روج بعضهم في بداية عهد بناء إستراتيجية التحالف ضده.
ولا يخفى على أي مراقب أن التنظيم قائم عل التوسع والتمدد مهما تبدلت معطيات معاركه ونتائجه لأنها عقيدة عسكرية تتيح له عوامل إطالة عمره أكبر قدر ممكن وتمنحه زيادة سلطته والحصول على موارد جديدة أفقدته بعضها حرب احتوائه وتحجيمه في سبيل القضاء عليه نهائياً.
التحالف نجح ظاهرياً في وقف تمدد التنظيم إلى مناطق جديدة لكنه ما زال في بداية حرب طويلة الأمد لا يمكن ضمان نتائجها في مواقع أخرى يسيطر عليها التنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي وعلى مساحة واسعة تمثل مدناً مهمة مثل جرابلس والباب ومنبج وأخترين مركز ثقل سكاني فيها.
والأرجح أن انسحاب قوات «داعش» تكتيكياً من بعض المواقع في الريف الحلبي يمهد لمفاجأة يحضر لها قد تكون انزياحه إلى ريف المحافظة الشرقي لترسيخ وجوده فيه بشكل أكبر وسعيه لاقتطاع مساحات فيه تعوضه عن هزيمة عين العرب ولاسيما إثر تكشف نواياه بعدم إغضاب التحالف الدولي بالتقدم نحو مناطق جديدة تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة ومنها التي تصنفها واشنطن وأنقرة بـ«المعتدلة».
التنظيم الإرهابي أوقف عملياته في قرى وبلدات الريف الشمالي الشرقي لحلب بموجب هدنة غير معلنة مع الفصائل المنتشرة فيه وعينه على الريف الشرقي حيث خطوط التماس مع الجيش العربي السوري في دير حافر ومسكنة والسفيرة ومحيط المحطة الحرارية ومحيط مطار كويرس العسكري الذي لم يكلف التحالف الدولي نفسه سوى مرة واحدة في ضرب أهداف لـ«داعش» فيه تاركاً المهمة للجيش للقيام بها.
نوايا التحالف الدولي ستغدو على المحك في حال اتجهت عمليات «داعش» نحو الريف الشرقي لحلب لمواجهة الجيش العربي السوري من دون أن تتحرك قواته الضاربة لوقف تمدده أسوة بمناطق هيمنة فصائل المعارضة المسلحة على الرغم من أن الجيش أحبط أكثر من مرة محاولات التنظيم مد نفوذه لمناطق جديدة وحرمه من السيطرة على مواقع إستراتيجية كما في مطار كويرس العسكري.
ومن المؤكد أن «التحالف الدولي» في المرحلة المقبلة أمام مسؤولية أخلاقية تثبت جديته ونواياه الحقيقية في حربه ضد التنظيم الذي يهدد الجميع أينما تواجد وكيفما أراد التوجه.


copy rights © syria-news 2010