2006-09-09 10:26:12
ÇáãÓÇåãÇÊ Ýí åÐÇ ÇáÈÇÈ áÇÊÚÈÑ ÈÇáÖÑæÑÉ Úä ÑÃí ÇáãÑßÒ
حين ودع زوجته .... بقلم : خلدون عزام

جلس وحيدا في شقته، يراقب السكون، بعد أن كان ممتلئا بأصوات العائلة، ينظر حوله  فتحزنه التفاصيل الصغيرة التي أبدعتها زوجته، و قد بدأت تتلاشى بسبب الفوضى التي يحدثها...


الزوجة روح البيت ... قال محدثا نفسه... تذكر طفليه، حين دخل الغرفة الصغيرة، جلس القرفصاء ..، أمسك لعبة السيارة دفعها فسارت بخط عشوائي لتصطدم بالكرة ... سمع ضحكت ولده ، إحتضنه، وقبله، لكنه لم يمسك سوى الفراغ والخيالات...

............

 تلاقت العيون بحزن على طاولة العشاء.

هي تذرف دموع الوداع ، كانت تدرك أن هذا هو الحل، تنظر الى وجه زوجها، الذي أعياه هذا الزمن الفارغ.

-ماذا بك يا حياة؟ سألها

-لست جائعة قالت.

ثم نهضت لتراقب طفليها النائمين ... تشد غطاء مجد إلى صدره، وتمسك يد كريم تقبلها ثم تذهب المطبخ لترى زوجها قد أنهى العشاء.

لم تأكلي... قال لها بقلق.

قدرنا أن نعيش هكذا، لماذا؟ قالت وقد اجهشت

إحتضنها.. قبلها ثم قال ، يجب أن تعلمي أني مجبر على هذا، كل الطرق سدت أمامي، أجرة الشقة غالية جدا، أنت لم تحصلين على عمل بعد، والمصروف صار كبيرا... ثم أضاف كطائر مذبوح، سترجعين إلى البلد ريثما أبحث عن عمل لك مرة أخرى.

-سنة أخرى من الفراق، قالت بحرقة.

-قال وهو يهز رأسه، أعرف...

-غدا السفر اذا.

-غدا، أضاف.

حاول أن يصنع ابتسامة على وجهة. ثم قال لها: أتحبيني.

قالت بدلع : لا

قال: اذا أهربي قبل أن أمسك بك

ركضت نحو الغرفة.

لحقها...

أزاح حقائب السفر عن السرير... وأمسك بها.

...........

يقف... يدور في الشقة حائرا، وحيدا... يستلقى على الأريكة تارة، يذهب الى المطبخ، ويخرج ما بقي من عشاء البارحة ، يسخنه ، ثم يتناوله، وصور العائلة لا تفارقه, شعر أنه صار يميل كجدار قديم، سينهار مرة واحد لو خانته الحياة مجددا.

تلك الأحلام التي نسجها قبل أن يسافر نحو الغربة، صارت تذوب وتتبدد، ثلاث سنوات، يحلم ببيت له في الوطن، لكن كل ما بناه الانكسارات، فلا هو قادر أن يعود خاليا، ولا هو قادر أن يعيش مع اسرته في تلك البلاد الحارة.

.................

ساعات الصباح تتساقط في نفسه كالخريف ... هو الوداع اذا... وضع يده على وجه زوجته التي أمالت رأسها ليستلقي فوق كفه، مسح دمعة انسكبت فوق خدها بإبهامه...

ثم قال بحنان

- انتبهي على نفسك والأولاد

- ....(صمت)

- يجب أن تذهبي، هذا النداء الأخير

حضن ولديه... قبلهما

- كونا عاقلين.

ثم رافق زوجته، نحو قاعة المغادرين، رفع يده مودعا « باي ». لم يقل كلمة أخرى ، لأن أي حرف كان سيشعل الحرائق.


أبو النواس 2006-09-10 19:26:16
آرا سوفاليان
يا سيدي لم يتركوا شيئاً فقد أكلو اللقمات العشر والبيضة وقشرتها والجمل بما حمل ولم يتبق لنا سوى رحمة الله فرحمة الله علينا وعليكم
-real syria
باسل حسن 2006-09-10 15:07:56
صديقي العزيز
الله يسلم إيديك على المساهمة الحلوة والله ذكرتني لما ودعت حبيبتي بالمطار من فترة ولما رجعت ودعتها بعد شهر في سورية وحتى الآن لا تمر ليلة دون أن أشعر بالزمن وهو ينهار بانتظار ساعة اللقاء مجدداً آه يا زوجتي الغالية.. ولكن.. هذه المرة سيكون معها شخص لا أعرفه ستعود وبين يديها مخلوق صغير جداً يقول لي أنت أبي!! وتاريخي سيعيد نفسه على صفحات مساهماتك..
دبي
محمود الحسن 2006-09-09 11:54:01
عادي
كلنا لها يا صديقي معليش , ربك كريم
-روسيا
آرا سوفاليان 2006-09-09 10:46:50
المغادرين
عشرة لقمات ورغيف خبز وطاولة يتحلق حولها الجياع فلو ان المشكلة في الرغيف واللقم التسع لما كانت هناك اي مشكلة ولكن المشكلة هي ضياع الرغيف واللقم التسع والحرب لتقاسم اللقمة العاشرة ما بين الحاصلين على الرغيف واللقم التسع وبين البقية ومنهم المغادرين نحو قاعة المغادرين
syria
copy rights © syria-news 2010