syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
اصلاح الادارة العامة مدخل لازم لحل المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ... بقلم : عبد الرحمن تيشوري
مساهمات القراء

•: إصلاح الإدارة العامة: الحكم الرشيد، التطوير المؤسساتي،

1.خلفيـة


إن التحدي الذي تواجهه عملية التنمية في سورية يتمثل أساساً في إدارة الموارد والتسيير والتطوير المؤسسي وفي ضرورة ربط التخطيط للإصلاح الاقتصادي بالإصلاح الإداري، حيث أن ذلك وحده يمكن أن يوفر إدارة عامة، منتجة، كفؤة، شفافة، مبادرة، ذات رؤية تنموية مستقبلية، ومسؤولة وفاعلة ومنفتحة على قوى المجتمع ومتوجهة نحو خدمة المواطن ودعم الاقتصاد الوطني، إذ أن مفهوم تقديم سلع وخدمات النفع العام لم يعد مقتصراً على الدولة، بل هو مجهود تشاركي يساهم فيه بالإضافة إلى الحكومة كل من القطاعين الخاص والأهلي، ويشكل مثل هذا النهج الجديد ترجمة للتحول نحو اقتصاد السوق الاجتماعي.

في الوقت الحاضر تعاني أجهزة الدولة وقطاع الخدمة المدنية من تضخم واضح لا يتناسب مع قاعدة الموارد الاقتصادية المتجددة (غير النفطية)، وإن النتيجة الحاصلة لمثل هذا التضخم هي تدني مستوى الأجور الحقيقة، وبالتالي ضعف الدافعية في الأداء وفي إنتاجية العاملين، ومن ثم تدني القدرات الإدارية ونوعية الخدمات المقدمة.

ومن خلال استعراض البيانات المتاحة، يتضح أن إجمالي العاملين في أجهزة الخدمة العامة قد وصل عام 2004 إلى نحو 909 ألف موظف وموظفة، أي بمعنى أن حوالي 7% من السكان يعملون لدى الدولة.(حاليا مليون وربع واكثر )

ويتضح هذا التضخم الحاد إذا ما تمت مقارنته بالنسب العالمية، فهي لا تتعدى بالمعدل لدى دول القارة الإفريقية أكثر من 2% ولدى دول شرقي وجنوب آسيا 2.6 %، ودول أمريكا اللاتينية 3%.  ولا تتجاوز كذلك لدى دول أوربا الشرقية التي ورثت قوانين التشغيل الكامل أكثر من 5.7 %.

وبالمقارنة مع بعض الدول العربية التي تتوفر عنها بيانات، يلاحظ أن نسبة العاملين في الخدمة العامة بين السكان لا تتعدى في الأردن 1.6%، وفي المغرب 2.75، وفي تونس 3%، وفي مصر التي ما زالت تلتزم بقوانين توفير الوظيفة العامة لكل خريج وخريجة لا تتجاوز النسبة 5.7 %.

وفي الواقع فإن مشكلات الإدارة العامة في سورية تعود إلى طبيعة التوجه التنموي الذي ساد خلال العقود القريبة الماضية، حيث تركز العمل على تحقيق دولة الرفاه والاهتمام بالدرجة الأولى بمشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والاستثمار في القطاعات الإنتاجية والخدمية، مع عدم إعطاء الأهمية  الكافية للنهوض  بالتنمية الإدارية وبإدارة التنمية، في حين أن الرهان الأساسي في بلد محدود الموارد كسورية كان يجب أن يكون رهاناً على تنمية القدرات الإدارية من أجل ضمان التوظيف الأمثل والتسيير الكفء للموارد، من خلال الربط بين التنمية الاقتصادية – الاجتماعية والتنمية المؤسسية والنهوض بأداء قطاع الخدمة المدنية.  وعليه، فإن الضعف السائد حالياً في الإنجاز الاقتصادي هو انعكاس ذو دلالة على ضعف مؤسسات الخدمة المدنية.

ولقد كان من مضاعفات غياب عملية الربط بين التنمية الاقتصادية والتنمية الإدارية أنه تم النظر إلى قطاع الخدمة المدنية باعتباره خزاناً لامتصاص البطالة وتوفير فرص التشغيل للداخلين الجدد لسوق العمل.  ونتيجة لذلك، لم يكن التوظيف مبنياً على معايير الطلب والحسابات الاقتصادية للجدارة والإنتاجية، بل غلب عليه الطابع الاجتماعي والريعي، مما أدى إلى تراجع مبدأ الحرفية في عمل البيروقراطية.

من جانب آخر، إن عدم التواصل بين التخطيط الاقتصادي والتخطيط الإداري هو الذي كان وراء إحباط جميع محاولات وضع خطط وطنية فاعلة للقوى العاملة، وتوفير قاعدة معلومات عن خريطة قطاع الخدمة المدنية يتم على ضوءها رسم الخيارات والبدائل وإرساء نظام واضح لإدارة وتطوير الموارد البشرية واعتماد ملاك وظيفي محكم ومعايير دقيقة للاختيار والتعويض، واتباع خطة وطنية للتطوير المهني والأخذ بنظم الحوافز والإثابة المبنية على معايير الإنتاجية والعوائد.


2010-06-17 13:00:43
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
عبد الرحمن تيشوري2010-06-19 07:43:10
اشكرك فاطمة - ارجو ان يصل صوتنا
سيدتي قد يعرقلون التطوير شهر سنة سنتين لكن بالنهاية سينتصر مشروع الرئيس التطويري واي اصلاح حقيقي وجدي سينصف خريجي الادارة وسيستفيد من مهاراتهم وخبراتهم وسيلفظ المنافقين غير المؤهلين وهذا قريب باذن الله وبالنتيجة ينتصر العلم والتأهيل ومن الطبيعي ان يعادي الاقل تأهيلا من هو ارفع منه علما وتأهيلا ومعرفة لكن هنا يأتي دور الدولة لحماية الكوادر والاستفادة منها **
سوريا
fatima2010-06-18 00:06:18
وسنظل نكتب ونضرب الطين بالحيط حتى يلزق
سيدي الكريم لا شك أننا معك متفقون أن التنمية الإدارية و اصلاح الإدارة العامة باتت من الأمور الأساسية و الضرورية للنهضة بمؤسساتنا،و يكفي أن تكتشف ذلك مجرد أن تدخل لدفع فاتورة مثلا في قطاع خاص و فاتورة في قطاع عام، علما أن القطاع العام لا يشكو قلة موارد او كوادر فنية عالية المستوى ، ما يشكوه فقط هو سوء ادارة واضحة للعيان وووضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب ( وعلى عينك يا تاجر كمان).. و أتمنى من الله أن يمنحني من العمر حتى أرى الطين لزق على الحيط..شكرا لك
-سوريا