syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
الأسلوب الأمثل لعملية الإصلاح الإداري اصلاح تلقائي واصلاح موجه ... بقلم : عبد الرحمن تيشوري
مساهمات القراء

من خلال مراجعة العديد من الأدبيات الخاصة بالإدارة العامة والإصلاح الإداري نلاحظ عدم الإجماع فيما بين المفكرين الإداريين على تحديد مفاهيم ثابتة ومحددة لاختيار الأسلوب الأمثل لعملية الإصلاح الإداري ، إلا أن الغالبية العظمى منهم تجمع على ضرورة التركيز حول مفهومين أثنين :


الاول :  الاعتماد على القدرات الخاصة في إطار أجهزة الإدارة العامة ويفترض هذا المفهوم بأن أجهزة الإدارة العامة في الدولة تتولى عملية القيام بإعداد وتنفيذ برامج الإصلاح الإداري بصورة تلقائية بالاعتماد على الإمكانات الذاتية لعناصر النظم الإدارية ، والتي تستشعر باستمرار بأنها مطالبة بالتطوير والتحسين في أنظمة وأساليب الإدارة من خلال متابعة ومراقبة ومراجعة وتقويم مستويات الأداء ، حيث أن الأجهزة الذاتية يفترض أن تحدد مصادر الخلل والقصور والعجز في أجهزة التخطيط والتنفيذ والمراقبة والإشراف .

ومن أجل الاعتماد على القدرات الخاصة في عملية الإصلاح الإداري لابد من توفير بعض الشروط للوظيفة الإدارية مثل :

*  أهلية النظام الإداري لاستيعاب عمليات التغيير والتطوير التي تحصل في البيئتين الداخلية والخارجية والعمل على إعداد البرنامج الإصلاحي الملائم في الوقت المناسب بما يتماشى مع هذه التطورات من جهة ومصلحة النظام الإداري من جهة ثانية ، والعمل على متابعة تنفيذ هذا البرنامج وتقويم نتائجه واستخلاص العبر منه.

* توفر الإمكانات لدى النظام السياسي على فهم طبيعة التحولات الداخلية والخارجية والعمل على تطوير ذاته تلقائياً بما يتفق وهذه الاستحقاقات في صورة النمو الطبيعي إلى جانب اتخاذ المبادرات التطويرية ومطالبة النظام الإداري بإعداد البرامج الخاصة بنقلها إلى حيز التطبيق (تفاعل إيجابي فيما بين النظامين السياسي والإداري.

إن إمكانية تطبيق مفهوم الإصلاح الإداري التلقائي الذي يعتمد على القدرات الخاصة تتوقف على طبيعة المجتمع ودرجة التقدم فيه ، حيث أن المجتمعات غير المتقدمة بفعل المنظومة السياسية الاجتماعية الإدارية غير قادرة على تطبيق هذا المفهوم نظراً لوجود بعض التناقضات بين مكونات وعناصر عملية الإصلاح.

 

الثاني : الإصلاح الإداري الموجه : إن عملية الإصلاح الإداري بموجب هذا المفهوم تأتي استجابة لقناعات السلطات العليا السياسية والنقابية والمجتمعية نتيجة لشعور هذه الجهات كلياً أو جزئياً بوجود عجز وقصور وخلل في النظام الإداري لا يستطيع ممثلو هذا الأخير اكتشافه ومعالجته ، أو قد يتجاهلونه عن قصد خشية تعريضهم للمساءلة بكافة أشكالها.

والخلل والقصور في النظام الإداري يتم اكتشافه من قبل السلطات المتقدمة نتيجة لعدم قدرة الجهاز الإداري على إعداد البرامج والخطط التنموية وتنفيذها بكفاءة عالية مما ينعكس على مستويات الأداء وتراجع الإنتاجية وانخفاض معدلات النمو الاقتصادي وتدني مستوى معيشة أفراد المجتمع وغير ذلك ، بحيث تتحول المسألة إلى قضية سياسية – اجتماعية لا يمكن السكوت عنها ولا بد من معالجتها.

إذن يمكن التأكيد على أن مظاهر ومتطلبات الإصلاح الإداري الموجه تتمثل في الآتي:

* ضعف نظام الإدارة العامة أمام تحقيق الأهداف وتنفيذ البرامج الموضوعة . ‌- عجز أجهزة الإدارة العامة عن قراءة المستقبل واستشراف آفاقه القريبة والبعيدة .  

*  عدم قدرة نظام الإدارة العامة على الاستغلال الأمثل للموارد والإمكانات المادية والبشرية الموضوعة بتصرفه .

من المفيد الإشارة هنا انه قد تنجح أجهزة الإدارة العامة ولو إلى حين في إخفاء عجزها وقد تتوارى خلف بعض الشعارات اللامنطقية متذرعة باعتماد معالجات وإصلاحات محدودة لقضايا معينة ، لكن سرعان ما تتعرى الأجهزة الإدارية أمام القيادات السياسية والاجتماعية ويصبح في هذه الحالة التدخل السياسي من أجل إجراء الإصلاح الإداري مطلباً وطنياً ملحاً .

وهذه الحالة تنطبق إلى حد كبير على واقعنا الإداري في سورية ، حيث تبنت مؤسسة رئاسة الجمهورية أولاً مسؤولية التصدي للواقع الإداري المترهل .

والإصلاح الإداري بحد ذاته يفترض الارتباط بين النظام الإداري والنظام الاجتماعي ، كأن يتم التأكيد على توسيع قاعدة الرقابة الشعبية على أعمال الجهاز الإداري والاشتراك في مناقشة قراراته الأساسية مما يمكن من تطوير هذه القاعدة وتنظيمها بما يساعد في الأجل الطويل على وجود قيم جديدة في المجتمع تؤكد أهمية الثقافة الإدارية .

وهذا يعني أن الإصلاح الإداري يقتضي تفهم كامل لأبعاد التغيير الاجتماعي المطلوب تحقيقه . وإذا أردنا أن نتساءل حول تطبيق المفهوم التلقائي أو الموجه في ظروف الجمهورية العربية السورية لأمكننا القول أنه في ظل الظروف الراهنة لا بديل عن الرعاية الرئاسية والسياسية لبرنامج الإصلاح الإداري الشامل في كافة أجهزة الإدارة العامة وإعطائه الدفع الذي يستحق نظراً للأهمية القصوى لتنفيذ هذا البرنامج .

مما تقدم نستطيع التأكيد على أن استراتيجيه الإصلاح الإداري في أي بلد من البلدان تعتمد على المنطلقات التالية :  

ـ  الكفاءة والفاعلية بمعنى تعظيم العوائد وتقليص التكاليف والارتقاء بمستوى الخدمات إلى الجودة الراقية

ـ  المساءلة المستمرة والشفافية بقصد تحسين مستوى الأداء وترشيد الإنفاق عبر البرامج والخطط المدروسة .

ـ  استخدام الأساليب والطرائق والأدوات و التقانات المتقدمة في النشاطات الإدارية عبر شبكة من المؤهلين تأهيلاً فنياًً وإدارياً راقياً .

ـ  إيلاء الثقافة التنظيمية الاهتمام الذي تستحق وتطويرها بمعنى تغيير المعتقدات التقليدية للخدمة في ميدان الإدارة العامة وتأكيد بناء وتطوير نظم معلومات للوحدات الإدارية عن الأهداف والأنشطة والأولويات والتكاليف ومستوى الأداء والآفاق المستقبلية وغير ذلك .

 

أما الخطوات الأساسية لعملية الإصلاح الإداري فهي :

ـ  اكتشاف الحاجة إلى عملية الإصلاح الإداري .

ـ وضع الإستراتيجية الملائمة للإصلاح الإداري.

ـ تحديد الجهاز المسؤول عن الإصلاح الإداري.

ـ تعيين وسائل تنفيذ عملية الإصلاح الإداري.

ـ تقويم الإصلاح الإداري . لم نتبع هذه الخطوات لذلك فشل الاصلاح ولا بد من اعادة التجربة من جديد مع اخذ هذه الملاحظات بعين الاعتبار.


2010-09-14 13:00:40
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
Huda2010-09-15 13:02:21
بكل الود والاحترام
سيدي الفاضل تتكلم عن الادارة مع أناس ثقافتهم مغايرة لها تماماوأنا من الناس الذين يحملون ماجستير في الإدارة العامة وأحس بأنني أعيش في فضائي الخاص البعيد عن الآخرين حيث أعاني لوحدي من سوء المعاملة والتفهم من قبل الآخرين، فهم ضد التغيير. ايماني بأن التغيير الإداري هو مفتاح النجاح ويجب أن يفرض ويطبق بحزم إلى جانب التهيئة له من قبل المناهج التربوية في المدارس والجامعات كافة
-سوريا
عبد الرحمن تيشوري - شهادة عليا بالادارة2010-09-15 09:47:06
اسباب تعثر الاصلاح من وجهة نظرنا
هنا ساجمل اسباب تعثر عملية الاصلاح وعدم تحقيقها للاهداف التي ارادها القائد الاداري الاعلى في الدولة وهي من وجهة نظري : • لم نحدث الوسائل والادوات بشكل كافي ولم نستفيد منها بدليل ان اغلب المراسلات مازالت ورقية • لم نفعل دور الاجهزة الرقابية(الهيئة المركزية والجهاز المالي ) وخاصة الرقابة الداخلية • لم نضع جداول تنفيذية لكل مرحلة من مراحل الاصلاح ولم نقم بتقويم الاصلاح دوريا • لا توجد لدى الجميع رؤية موحدة للاصلاح محدد فيها كل شيء • لم ندعم دور المكتب المركزي للاحصاء وهيئة تخطيط الدولة
سوريا
عبد الرحمن تيشوري2010-09-15 09:37:03
الاخ احمد - يحي - الشيخ عبد القادر
اشكركم واعتز بكم واشكر تهنئتكم وارجو الخير لكل شعب سورية وقائد سورية في العالم توجد اسس معيارية لانتقاء القادة - سلك المديرين - وقد كتبت مقالة عنه ويجب علينا في سورية ان نطبقه بالاضافة الى ازالة كل معوقات الاصلاحات حسب الامكانية ويجب احداث الجهة الدائمة الراعية لان اسلوب اللجان الغير متفرغة غي مجدي
سوريا
حمدان2010-09-15 09:36:35
الصلاح بوجود الفساد متل قلته
الكلام حاو بس اي اصلاح بوجود فاسدين ستكون اهدافه تغيير الاشخاص وطريقة العمل لمنفغة الفاسدين ومن وراءهم الشخصية، ولازالت اللامبالاة كبيرة جدا والتقصير والقصور والعقم الفكري منتشر ، والمسلألة تحتاج لبتر أصول الفساد قبل الاصلاح بخطوة
سوريا
عبد الرحمن تيشوري2010-09-15 09:20:45
الاستاذ الدكتور ملهم - تحية طيبة
حتى الان نحن لم نضع اسس للادارة الناجحة وما زلنا نعمل بالمجاملات والمجاملات مظهر فساد وهناك تجارب اصلاحية كثيرة لدول كانت مثلنا واليوم هي في القمة ولا تملك مثل مواردنا نحن من خلال المعهد الوطني للادارة اصبح لدينا الكثير من المعارف والمهارات عن الاصلاح ومتطلباته لكن ترك المعهد وتجربته لا ليات الفساد القائمة فتم اجهاض التظر التجربة ونحن ننتظر اعادة تقييم للتجربة بالكامل لا سيما استثمار الخريجين وقد ارسلنا مناشدة الى قائد البلاد لانقاذ هذه التجربة الكبيرة
سوريا
الشيخ عبد القادر الخضر 2010-09-15 02:07:29
المدير الناجح المطلوب الأول لادارة ناجحة !!
المدير المطلوب آخر من ينام وأول من يستيقظ ! أول من يدفع وآخر من يستفيد ! أول الداخلين الى الدوام وآخر المنصرفين ! المدير الناجح كل يوم يطور معارفه وكل يوم عنده شيىء جديد !! الشكر الموصول بالدعاء للكاتب !
-سوريا
yaah2010-09-15 00:00:35
شكرا استاذ عبد الرحمن
شكرا استاذ عبد الرحمن والى المزيد اعتقد ان المقال شامل وإذا أردنا أن نتساءل حول تطبيق المفهوم التلقائي أو الموجه في ظروف الجمهورية العربية السورية لأمكننا القول أنه في ظل الظروف الراهنة لا بديل عن الرعاية الرئاسية والسياسية لبرنامج الإصلاح الإداري الشامل في كافة أجهزة الإدارة العامة وإعطائه الدفع الذي يستحق نظراً للأهمية القصوى لتنفيذ هذا البرنامج . والشكر دوما للقائد بشار للفتته الكريمة بزيارة الشركة السورية للاتصالات
سوريا
yaah112010-09-14 23:34:59
شكرا استاذ عبد الرحمن
شكرا استاذ عبد الرحمن والى المزيد اعتقد ان المقال شامل وإذا أردنا أن نتساءل حول تطبيق المفهوم التلقائي أو الموجه في ظروف الجمهورية العربية السورية لأمكننا القول أنه في ظل الظروف الراهنة لا بديل عن الرعاية الرئاسية والسياسية لبرنامج الإصلاح الإداري الشامل في كافة أجهزة الإدارة العامة وإعطائه الدفع الذي يستحق نظراً للأهمية القصوى لتنفيذ هذا البرنامج . والشكر دوما للقائد بشار للفتته الكريمة بزيارة الشركة السورية للاتصالات
سوريا
د. جدعان طحبوش2010-09-14 19:43:22
تحويل الأفكار إلى واقع
الباحث الأستاذ تيشوري مواضيعك من الجدير أن تعرض على أصحاب القرار ليتم الأخذ بها. و أستفهم من خلال عملكم كباحث إداراي في أحد الوزرات لماذا لا تحولوا الأفكار إلى واقع و تبدؤوا العمل أتمنى أن أعرف في أية وزارة و إلى أي فريق تنتمي.
-سوريا
أحمد2010-09-14 18:16:26
هل ستثمر الجهود الإصلاحية؟
تشكر على هذا المقال؛ وأحب أن أؤكد على أن الإصلاح ينطلق من اعتماد الخبرة والنزاهة قبل الانتماء ، وأي محاولات إصلاحية لا تعتمد هذا ستكون مكياج لن ينفع....كثير من المسؤولين يضع أمامه لاب توب لا يعرف استخدامه، ويتحدث علناً عن التطوير والشفافية والعلم...وهو آخر من يؤمن بهذه الأمور...فقوته تأتي من صلات خاصة ومالية واجتماعية وسياسية ... وبقية الأمور كالإصلاح والتطوير....مجرد مكياج يزور به الحقيقة....ولذلك لن تثمر جهود الإصلاح ..! .. حتى محاسبة حقيقية لهؤلاء ترسخ أولوية الكفاءة.
-سوريا
الشيخ عبد القادر الخضر 2010-09-14 17:01:57
الادارة فن ومثابرة وأمانة
الشكر الجزيل للكاتب مقرون بالتهاني بالعيد وبأنه دؤوب على تحديد أفضل الوسائل للنهوض بأمة ممثلة بعصا الرحى فبقوتها تسطع شمس الشرق من جديد ! ولا أفضل من الإدارة الناجحة للمديرين وللمال العام بالدولة ! يستحق الدكتور عبد الرحمن نجمة من كل غيور على هذا الوطن الغالي على جميع كتاباته فهو بحق مجتهد ولا يحرم الله من جهوده كل محب !
-سوريا
د. م ملهم حسن شيخ السوق2010-09-14 15:26:55
شكرا
السيد عبد الرحمن..منذ فترة و انا متابع صامت و معجب بمواضيعك..بالنسبة للتغير..و حسب لوين..بان التغيير يتم بثلاثة مراحل..و هي defreezing و فيها يتم تحديد القوى المعيقة و كذلك الدافعة للتغير..و من ثم يتم التغيير من خلال جعل القوى الدافعة اكبر او اقوى من القوى المعيقة لاحداث التغيير و اخيرا نأتي الى المرحلة الاخير و هي اعادة التجميد للوضع الجديد..اظن ان اهم نقطة هي تحديد القوى سواء الدافعة ام المعيقة و كذلك تحديد طريقة الانتقال السلس..و لابد لنا و كبلد لا يهتم بالتطوير الاقتصادي ان يراعي ذلك
الإمارات