syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
ثمانية قصص قصيرة جدا...بقلم: خلدون عزام
مساهمات القراء

1 - الى منى

امرأة الصباحات , و القهوة المستلقية هناك في ذاكرتي تهرب أحيانا لتكون رواية , أو لوحة,  فتجعل في ليلي أرقاً يمسح النوم عن جفوني.


إنها امرأة صاخبة تحب العبث و الرحيل في شعاب خواطري , لا أدري أين رأيتها أول مرة لكن ذاكرتي ترسم صوراً كثيرة .. مطر خفيف ... معرض .. أزهار .. نهر بردى .. و مقاهي دمشق, خطوط عشوائية لا تلتقي إلا بك و لا تفترق إلا بك.

منى اسمك يلح عليّ أن أكتب و هذه المرة لن أرمي أوراقي سأجمعها في باقات صغيرة , واقف عند بابك منتظرا أن تكملي أنت السطور الأخيرة .

 

 2- اكتشاف

اكتشفت مؤخرا أن تلك الجدران و المتاريس التي نصبت حولي لم تكن إلا ديكورات و رقية, انهارت عندما رفعت رأسي بعناد مطالبا أن يفتحوا الأبواب لأني مللت حياة القاع وأرغب أن أعيش كالمنتصرين.

 

 3- صديقي

في ذلك اليوم رمى صديقي في نفسي, من حصى التوجع ما يعكر بحرا حين أخبرني أنه مصاب بالسرطان.

 

4- جدار

لملمت أحزاني و خرجت أسير, كأي عربي يبحث في الطريق عن خلاصه فيتشتت صوب كل الجهات الممكنة و المستحيلة لكنه يسقط في المنعطفات المثقلة بركام التاريخ فيخسر و يكسب الزمن مرة أخرى.

وفي المساء  لم أجد غير مقهى صغير هناك في نهاية الكورنيش على البحر ليضم ألمي ... جلست غير مكترث لطقطقات النرد.. ودخان النرجيلة. وقد بدأت الشمس تغيب خيل لي أني أقاوم جدارا أقيم بداخلنا منذ قرون و عند كل ضربة ينهار شيء ما بداخلي و يبقى الجدار.

 

5- فلم

بدأت المشاهد تتسارع و الأحداث تجري بعنف, موت ... وحياة... حب ... وخوف , نظرت إلى وجهها كانت جميلة تابعت النظر إليها حتى نسيت الفلم وأخذت أرقب أحداثه الغامضة من بين أجفانها المنفعلة.

 

6- وهم

نظرت نحوه بحب, حركت شفتيها, خيل إليه أنها تقول أحبك, ثم أغمضت عينيها, وابتسمت بحنان.. تمنى لو يتوقف الزمن, لكنها عبرت الشارع مبتعدة , وبقي من مكانه يراقبها , و أحلامه ترسم أطيافا و دوائر مبهمه.

 

7- مكالمة

لم تكن المكالمة إلا بضع دقائق, تصورها أسامة نهرا جارفا أو إعصارا عصف بقلبه فبدأ يخفق بسرعة حتى  شعر أن أضلاعه سوف تتحطم عندما سمع صوتها  .. فاختنقت كلمات الحب و الغزل في صدره ولم تخرج كما خطط لها .... قالت مرة أخرى ألو.. استجمع نفسه وسألها عن أخوها.. لم يكن بالبيت ...فأقفل الخط... وجلس على كرسي الخيزان ... ألاصق صدغه على الحائط.... حزن عميق دوى في أعماقه.... أنب نفسه, ووصفها بالجبانة و المتخاذلة.... يوم كامل من التفكير ولم تخرج إلا بالسؤال عن أخوها .

ثم نهض و رمى جسده على السرير كما يرمي الأشياء عندما يفرغ منها, سكن كجثة, لكن بقيت عيناه تابعان صورا عجيبة ترسمها الستارة على الحائط المقابل, تتراقص فتخلق عالما هفهافا ما يلبث أن يزول بدون أثر ...قال في نفسه وهكذا أنا سأزول بدون حب, ووطن, سأندس في العفن وأضيع... ولن يكتب على شاهدتي شيئا...سوى خطوط عشوائية تركتها أفعى أو أثار عابر و حوافر خيول ... 

 

8- عالم يتعفن

عالم يتعفن ... تحكمه يد الفوضى , عالم نزق يتقوقع في الخنادق ويشهر البندقية في وجه الحياة, الإنسانية صارت مرعبة وجهها من طين و أصابعها متوحشة, صيحاتها مخيفة تحمل الموت و الدمار لبيوت حارتنا الصغيرة.

لا شيء يتحرك . الكل ينظر بعيون صامته,  وينتظر الفوضى لتنظم الأشياء من جديد أو تبعثرها, فالحقيقة لم تعد ضرورية إنها تفرض , تفصل و تلبس باردة.

باطل كل شيء باطل الإنسان وكل ما يدب على الأرض, سأصعد الجبل لأعيد صياغة العالم. صحت ضحك صديقي وقال : الشعراء لا يصنعون العالم, فلعبة التاريخ في وطني تدار من القمة أما نحن فأحجار شطرنج.


2006-05-15 22:49:55
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
رؤى2006-05-16 23:25:26
أحجار شطرنج تلعب في القمة
أعجبتني القصص كلها و خاصة الأخيرة لكن لماذا نحن نرضى أن نكون أحجار شطرنج؟ ما الذي ينقصنا كي نبلغ القمة و نحركها بأيدينا؟هل ستنجلي الحقيقة يوماً؟
-دمشق
باسل حسن2006-05-16 13:52:05
مغترب
تحية كبيرة للصديق العزيز خلدون وعزام وأعتقد بحق أن عليه أن يبحث عن ناشر لقصصه كي يشاركنا إبداعاته التي ترسم في أنفسنا الإحترام لموهبة لا نريدها أن تضيع في طيات النسيان ومع كل قصة جديدة نرى في روحه تطوراً أكبر وأسرع من أي وقت مضى نحو الإبداع.. لو كان لعُشر الناس ما لصديقنا من أخلاق وإحساس لكان العالم بألف خير بصراحة وبدون جاملة ونشكر الموقع على نشر قصصه
دبي