يدرك
المتتبع لشؤون المعلوماتية في سورية المكانة التي استطاع الانترنت ان يحتلها في
حياة السوريين وخاصة الشباب منهم ولاسيما في السنوات القليلة الاخيرة. وقد اخذت
اهمية هذه المكانة تكبر وتتعزز واخذت خلال العام المنصرم وتيرة اكثر تسارعا في
تطورها وانتشارها.
يمكننا
القول: ان التطور الذي طرأ على مفهوم الانترنت بشكل عام والنظرة اليه كوسيلة(
اعلامية) اساسية كان قد بدأ بالتبلور منذ عام 2000 فعلى الرغم من ان الجمعية
العلمية السورية للمعلوماتية التي تأسست عام 1989 قد بدات بتقديم خدماتها كمزود
خدمة للانترنت منذ عام 1996 ولكن حصر اشتراكات الانترنت انذاك بفئات معينة( اعضاء
النقابات والاتحادات) حال دون تحقيق الانتشار اللازم لهذه الوسيلة العصرية المهمة
ولكن منذ ذلك الوقت ظهرت ملامح تشير الى اهتمام حكومي بالشأن المعلوماتي تجلى في
ادخال مادتي( المدخل الى المعلوماتية) ومبادئ تشغيل الحاسوب واستثماره الى المرحلة
الثانوية وتزويد كل المدارس بمخابر خاصة للكمبيوترات واستمر الوضع في تطور بطيء الى
ان تم في عام 2000 اتخاذ خطوات عديدة ضمن اطار ترسيخ ثقافة المعلوماتية والانترنت
في سورية واتخذت توجهات مهمة ضمن هذا الاطار مثل تأسيس كليات للهندسة المعلوماتية
في الجامعات الحكومية الاربع والسماح بادخال خدمة الهواتف النقالة وسن عدد من
القوانين التي من شأنها تنظيم الحقل المعلوماتي في سورية وانتهى الامر بحجز النطاقs.y
رسميا باسم الجمهورية العربية السورية. ولكن على الرغم من ذلك فإن موضوع
المعلوماتية وتقانة المعلومات بقي حتى ذلك التاريخ بعيدا عن اي نوع من انواع
التخطيط او الدعم الحكومي الى ان تم في عام 2003 اضافة مهام الاشراف على قطاع
المعلوماتية الى وزارة المواصلات التي اصبح اسمها وزارة الاتصالات والتقانة. حيث
عكفت الاخيرة منذ تسلمها مهامها الجديدة على اعداد استراتيجية وطنية لتنظيم وتخطيط
العمل ضمن قطاعات الاتصالات والتقانة.
لماذا
الإعلام الإلكتروني
وهكذا تشكلت
الارضية اللازمة للمهتمين بالشأن المعلوماتي ليبدؤوا نشاطهم ضمن هذا المجال،
وانفتحت ابواب جديدة ومهمة امام فئات عديدة من المجتمع سواء اقصادية او تجارية او
ثقافية او معلوماتية او تعليمية او اعلامية... وسنركز هنا على الابواب التي شرعها
الانترنت امام قطاع الاعلام.
فالخصائص
التي يتمتع بها الاعلام الالكتروني عديدة فإضافة الى امكانية تضمينه للاخبار
والمقابلات وتناوله للمواضيع المختلفة السياسية والاقتصادية والثقافية واغناء كل
ذلك بالصور والمواد متعددة الوسائط صوت وفيديو فإنه يتميز بانه اكثر تفاعلية من
الاعلام التقليدي حيث يمكنك في كثير من الاحيان من التعليق على الاخبار فلايكون
القارئ مجرد متلق وانما مسهم في صناعة الخبر كما ان الاعلام الالكتروني يخفف من
السلطة الرقابية على المواد المنشورة وذلك اضافة الى ميزات اخرى تجعل كثيرين
يفضلونه عن الاعلام المرئي والاذاعي والورقي كسهولة الارشفة والحفظ والبحث وهذا امر
يفتقد اليه الاعلام التقليدي.
وهنا برز
سؤال ضخم وهو : هل شريحة قراء الاعلام الالكتروني اكبر من شريحة قراء الاعلام
المطبوع؟ وهل يعتبر الاعلام الالكتروني منافسا للاعلام المرئي؟ وهل يمكن طرحه
كاعلام بديل؟ وهنا اجمعت الاراء ـ تقريبا ـ على ان اهمية شريحة قراء الاعلام
الالكترني تكمن في كون ان معظم مستخدمي الانترنت هم من المثقفين وخريجي واساتذة
الجامعات والطلاب، وهي شريحة لايمكن الاستهانة بحجمها اوبدورها في صياغة أفكار
المجتمع والتعبير عنه.
يبقى السؤال
الأهم وهو : ماهو المطلوب، وما الذي علينا القيام به؟ والاجابة تكمن باتخاذ سلسلة
من الاجراءات، الضرورية سواء على الصعيد الفني والتقني او على صعيدين القوانين
اللازمة للاعلام الالكتروني، ونذكر هنا بعض هذه الاجراءات.
1 ـ نشر
الثقافة الحقيقية للانترنت بين جميع فئات المجتمع.
2 ـ دعم
الاعلام الالكتروني الاهلي وتشجيعه من خلال:
أ ـ تطوير
البنية التحتية للانترنت بكل انواعهاadsl-dialup
في سورية
ب ـ سن
القوانين التي تؤمن له ـ على الاقل ـ ماحققه بنفسه حتى الآن... لا أن نسن القوانين
التي تعرقله وتحد من حريته... وهذا ما هو مرجو من قانون الاعلام المرتقب.
ج ـ تأمين
الكوادر اللازمة للنهوض بالاعلام الالكتروني من صحفيي« النت» ومبرمجي المواقع
ومهندسي الاتصالات والكمبيوتر.
3 ـ تطوير
الاعلام الالكتروني الحكومي.
4 ـ التأسيس
لاعلام الكتروني متطور يخاطب الغرب بلغته.
5 ـ العمل
على تأسيس بوابة اعلامية الكترونية لسورية.
حازم كلاس
المصدر : تشرين
