syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
العرب البائدة...بقلم : عبد النبي حجازي
مقالات واراء

ياقوم. دعوا الفضائيات تنقل الحدث من مكان الحدث. دعوها تحلّل تفصل, تقاتل عنا.. فما نحن إلا صمٌّ بكم, عمي لا يفقهون. دعوا وزير خارجية عربي يعتز بصداقة اسرائيل ويذبّل عينيه قائلاً معتدّاً:


( اتصلت بوزيرة الخارجية فما رضيت) أمهلوا رئيسا آخر لعله يأتينا منهم بقبس وتعالوا أقص بدايةً هذه الحكايات:( من كليلة ودمنة): انعقدت صداقة بين حمامتين وسلحفاة يلتقين ويتسامرن يوميا.

فأصيب مرتع السلحفاة بالجفاف وتعرضت للهلاك. جاءت الحمامتان بعود ووضعت كل منهما طرفه في فمها وقالتا:( ضعيه في فمك من وسطه واقبضي عليه جيدا وسنطير بك ننقلك إلى مكان خصيب. ولكن احذري أن تفتحي فمك وأنت في الجوّ) وحلقتا بها في الأعالي. شاهدها مجموعة من الأطفال فقال أحدهما للآخر مستغربا: ( انظر.. سلحفاة طائرة) ففتحت السلحفاة فمها لتسخر منه, وإذا بها تتهاوى على الأرض وتلقى حتفها).‏

 ( حكاية شعبية): أمر السلطان العثماني عبد الحميد بجمع التنابل ووضعهم في بناء واسع ( قاووش) ومنحهم الفرص أن يعدّوا طعامهم بأنفسهم لكن أحدا منهم لم يتحرك. قطعوا عنهم الطعام والشراب فلم يتحركوا. قال السلطان هاتوا كمية من التبن وأحرقوها في زاوية ( القاووش) أحرقوها فملأ الدخان المكان سحائب تتشابك بسحائب, فأُرغم التنابل على السعال العنيف ولم يتحركوا. قال السلطان: دعوهم حتى يختنقوا.‏

( حكاية شعبية): زوجان لايملكان سوى الخبز اليابس. وحان موعد العشاء. فأخذ كل منهما يلحّ على الآخر أن يبلّ الخبز ليأكلا, بلا جدوى. فتراهنا على الصمت ومن يتكلم أولا (عليه البل) ولبثا فترة حتى أخذت الحجارة تتراشق على البيت. ظلا راكنين صامتين. سمعا وقع أقدام في باحة البيت فظلا راكنين صامتين.‏

فخلع اللص باب الغرفة واقتحمها. فصاحت المرأة:( حرامي حرامي) قال الرجل باعتداد وانتصار: ( عليك البلّ).‏

واليهود يمزقون فلسطين. يستبيحونها. يدمرون البيوت فوق رؤوس أصحابها يقتلون النساء والأطفال والشيوخ. حكموا على الضفة والقطاع بالفناء..و.. خطفوا ثمانية وزراء! وأربعة وعشرين نائبا! كل هذا من أجل جندي فلو كان عريفا أو رقيباً أو ضابطا فماذا كانوا سيفعلون ولو كان جنرالاً أيلقون علينا القنبلة الذرية?‏

وماذا بعد? هل ننتظر أن يناموا مع نسائنا وينجبوا الأطفال عنا ليقول بعضنا لبعض:( عليك البل).‏

وصرخت هدى, وصرخ والد محمد الدرة, وصرخت الأرامل واليتامى, وزُجّ عشرات الآلاف من الأسرى في السجون ولم يقل أحد ( عليك البلّ).‏

دمروا العراق, وسخّروا الخونة والجواسيس والعملاء, نصبوا بعضهم مسؤولين وبعضهم الآخر ينتظر, وأذلّوا الشعب, واستباحوا النساء, وبكى الرجال... ولم يقل أحد: ( عليك البلّ).‏

واستخفّتْ إسرائيل بمشروع السلام الذي تقدّمت به القمة العربية في بيروت, ولم تُعرْه أدنى اهتمام. وحاصروا بعضنا وهددوا الآخرين. واحتقرونا, ووصمونا جميعا بالإرهابيين وقرروا إذلالنا وإفناءنا. ولم يقل أحد منا نحن ال ( 312) مليونا من الناس حسب الإحصاءات!!!:( عليك البل).‏

 

وماذا بعد?‏

هل نركع ضارعين للآنسة كونداليزا رايس, وديك تشيني, ووليام رامسفيلد نسألهم أن يتوسّطوا دبليو بوش عساه يطلق علينا رصاصة الرحمة?‏

ترى.. هل في العالم شعب واحد يحترم خنوعنا, وانهيار نفوسنا بعد, ونحن نملك أكبر احتياطي بترولي في العالم, ونملك الثروات الطبيعية والزراعية , والأسواق الاستهلاكية, وأكبر ثروة سياحية في العالم والفائض من العمالة?‏

أترانا آثرنا الصمت متعظين بما أصاب سلحفاة ابن المقفع فلا يجرؤ أحدٌ فينا أن يقول ( عليك البلّ)? أم آثرنا السعال فالاختناق أسوة بتنابل السلطان عبد الحميد?‏

أم ينتظر كل منا أن يضع رأسه في المقصلة مسلّماً بقضاء اللّه وقدره لعلّه جلّ وعلا يقول:( يانار كوني برداً وسلاماً)‏

ألا نعلم أن كلّ يوم يأتي نقول:( سقى اللّه البارحة) ونتحدّر نتحدّر.. حتى يأتي يوم تنعقد فيه ألسنتنا عن قولها, ونلقى في البحر أو مهاجرين إلى القرن الإفريقي مثلا?‏

أين ترانا نخبئ: العزة العربية, والنخوة,و الكرامة, وما تفوه به إذاعاتنا, وما نصبّ به من حبر على صحفنا, فنسم مسؤولينا بألقاب العظمة, ونرفعهم فوق السحاب حتى أصبح لكل منا إلهان واحد أحد في السماء وواحد مصنّعٌ في الأرض استعرنا صفاته من آلهة الإغريق, وصبغناه بها وكلما نبست الآنسة رايس ببنت شفة ارتعدت أوصاله, فأسقط رعبه على ( رعاياه) صبه عليهم نقمة, والرعايا يسقطونها على نسائهم, والنساء يسقطونها على ذراريهم والذراري ينشؤون على القمع والقهر.‏

 

 

المصدر : الثورة


2006-07-06 11:55:45
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
د.وليد حاج حمدي2006-07-07 04:31:05
اه واه والف اه
طرح جميل ياستاذ عبد النبي 0 ولكن لمن توجه حديثك هذا 0 اما قلت صم بكم عمي ومني اضيف لايتعظون 0 هناك اغنية لعبد الوهاب تقول : خايف اقول اللي بقلبي تتثقل وتعند ويايا0 امتي هل لك بين الامم 000000 ولاادري ماذا اكتب بعد 0 جفت الاقلام ورفعت الصحف 0 والله هو الذي يتولى الامور وحسبنا الله ونعم الوكيل0 انظر الي كيف جيرت الامور الى الله
-سوريا العربية