syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
أوهام مغترب بالزواج ...بقلم : خلدون عزام
مساهمات القراء

أزمنة الغربة, أزمنة للجنون أو للذكريات...صباح العطلة... خرجت ألملم أحزاني باحثا في طرقات المدينة عن خلاص ما, لكني أتشتت صوب كل الجهات. وفي المساء لم أجد غير مقهى صغير هناك في نهاية الكورنيش على البحر ليضم ألمي ...


جلست غير مكترث لطقطقات النرد.. ودخان النرجيلة. وقد بدأت الشمس تغيب, خيل لي أني أقاوم جدارا أقيم بداخلنا منذ قرون وعند كل ضربة ينهار شيء ما بداخلي ويبقى الجدار.

كانت الأفكار والذكريات ذلك المساء تتحرك كبحر هائج, خمس سنوات من الغربة مضت, ماذا بقي من أشيائي التي هجرتها؟ ماذا اكتسبت ؟ إلى أين تسير بي ضجة هذا التيار؟ حيث لا يستمع أحد للأخر, فنعيش كائنات منفصلة بحواجز شاهقة, الأيام تتسرب من بين أصابعنا كخيط دخان رقيق, فلا تترك ورائها إلا عمرا مثقلا بالهموم ، الانتظار ، والشعور بالوحدة, كنت ما أزال أراقب مشهد الغروب البحري, أحسست أن الزمن مستلق عند الأفق بدون حراك يسخر منا, فأغمضت عيني, أخذت نفسا عميقا من الهواء الثقيل, ودمدمت بلحن شعبي, كنت أتمنى أن لا أفكر هذا المساء, وأترك خيالاتي لتنساب فوق تموجات الماء, لكن الشعور بأني وحيد يثير في نفسي كما هائلا من الحزن, وينبش الدماغ, فتطلق الذاكرة صورها العتيقة.

فجأة... وأنا معلق في هذا الشرود, يرن الهاتف, بيتنا, أستقبل الاتصال, فاسمع صوت أمي, وبعض الفرح حولها, تقول لي: اليوم قابلت عند بيت جيراننا فتاة جميلة ... وقبل أن تكمل كلامها تأخذ أختي السماعة, وتصف روعة الفتاة , ضحكت وقلت لها, لا تتغزلي بالبنت كثيرا, ثم أخذت أمي السماعة وقالت: هذه البنت تصلح أن تكون زوجة لك, هي من عائلة محترمة, وأنا أعرف طبعك, فهي مناسبة لك. ضحكت مرة أخرى من إصرارهما وقلت لأمي كم تدربتم حتى تقنعوني بهذا الكلام.

أجابتني أمي وقد عيل صبرها من تهربي: صرت كبيرا يا ولد.

أجبت: وهل أعتبر كبيرا جدا, إنها ثمانية وعشرون فقط.

قالت: سأناديك يا ولد حتى لو صرت بالتسعين

قلت لها: كما تريدين, أنا موافق ...بالمناسبة ما اسمها؟

أجابتني: اسمها سندس.... أقفلنا الخط.... سندس... سندس.... سندس... كان للاسم عطرا أبهجني, بقي يتردد صداه, في رأسي, فلم أنساه, غريب هذا السحر الذي لفني لحظة سمعت الاسم؟ تلك الليلة, بقيت صاحيا, ترسم خيالاتي أوهاما, أو حقيقة.....لم أعد أذكر لكن كل ما أذكره إن الاسم بدأ يتسلل إلى قلبي, فصار يطردني من نومي, شغل وحدتي, ومس عقلي فصرت أتصرف كطفل قد أدرك للتو أن له حواسا أخرى غير الاستلقاء, الضجر والعمل, كنت أريد أن اجلس بجوارها, وأتأملها.... سندس... لحروفها لغة, جعلتني في لحظة رجل أحمق, فأصبحت أنشد لها أغاني لم يقلها شاعر عاشق لأنثى, وصرت أرقص بجنون زوربا, وأشعر أنها بجانبي, وأننا نطوف لوحدنا في هذا العالم ، حتى إمتلأت حياتي الوحيدة بسندس، لكن في لحظة ما صرخت بنفسي وقلت:الى أين تمضي أيها الحالم , معقول أن تتوه بسبب اسم لا تعرف صاحبه... عجيب ما تحمله الحروف من أوهام, لماذا شلت عقلي امرأة لا أعرف عنها إلا الاسم وملأت رأسي بخدر الخيالات؟, يجب أن أعود إلى الواقع .. يجب أن أعود ، قلت محدثا نفسي, لأني اخشى من الاحلام, لكني يأست من هذه الواقعية ,فلتتركني آيها المنطق أعيش حياتي بجنون, لقد أثبتت فشلك وأتعبتني, فأية واقعية تقصد... الغربة أم الوحدة, حياتي التي هجرتها, أم رغبتي كبشري.

فليكن...... فليكن لأحلم اليوم, وأفرح, سأرقص حتى الصباح على إيقاع سندس... التي انتشلتني من وحدة جعلت عالمي رتيبا, لا هدف له, ولا حياة.

كنت ازداد, غرقا في الأوهام وسندس, حتى اتصلت مع أهلي بعد أيام, وسألتهم عن الفتاة, لكن أمي أجابت بلهجة عادية: يبدو أن الفتاة مرتبطة.

نعم؟!... أجبتها باستنكار.

قالت: عادي هذا يحصل كثيرا.

لماذا إذا أخبرتني عنها؟ قلت منزعجا.

أجابتني باستغراب, ولماذا الانزعاج, هناك غيرها الكثير.... اليوم أتت موظفة جديدة ... صبية حلوه... اسمها..... غابت كلمات أمي لم أعد اسمعها... اعتذرت منها وأقفلت الخط.


2006-08-29 10:28:10
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
maro2006-09-04 12:35:50
lovely
Mr. Khaldoon, the story is great and lovely and belive me it is true... well done great story. thank you
-uae
nasH2006-08-31 14:31:29
اخرسوا
والله نحن العرب ما شاطرين غير بالتعليق و النقد..و بحياتك ما تجزم بشي اذا ما مريت انت فيه...ما في بالدنيا أصعب من الغربة و كل شي حكاه الكاتب صح..يعني كلمةصغيرة ممكن ماتخليك تنام لايام..كل يوم قبل مانام بقضي ساعة او اكتر بس عم فكر بالوطن ولو انو الحقيقة وطننا خالي من كل شي ... بس هي طبيعة البشر..نصر الله المغتربين
-ابو ظبي
SAM2006-08-30 08:16:14
-
سيد خلدون هنن البنات اللي علقو على هالمقال كان اصدون يزكروك بالجانب التاني من الجنس اللطيف. جانب المعلومات العامة وخفت الدم. يعني وحدة طاير عقلها بمنغوليا والتانية تفرجت مبارح على بلب فكشن. والتالتة متل .... لا بدها تنام ولا بدها تخلي حدا ينام. نشان لما المرة الجاية تحلم تعقد ساعة تتغزل بالاسم وساعتين تتطابش معو... هي هي الحياة
-UAE
خلدون.. كاتب القصة2006-08-30 07:55:14
إلى نسرين من سار بدربها
يا جماعة أضحكوتني... الموضوع أن هذه القصة من تأليف خيالي مأخوذة من الواقع الذي يعيشة المغترب فهي ليست بالضرورة تجربة شخصية لي ، إنما فعل القص هو عمل يأخذ مادته من الواقع فأنا أرى كثيرا من الشباب المغتربين يتزوجون بهذه الطريقة ، قصتي طرح للمشكلة لا أكثر و لا أقل ... وشكرا لكم
سوريا
عامر2006-08-30 07:23:23
هذا هو ..
هذا واقع ملموس لدى الكثيرين في الغربة .. و تسليط الضوء عليه عبر هذه القصة القصيرة لهو طرح جريء باسلوب جميل و متقن .. تحياتي للكاتب و اتمنى أن أقرأ لك المزيـد ..خاصة بهذا الاسلوب القريب من الجميع .. وفقك الله
--
جواد2006-08-30 07:17:19
جميل 2
لشرح الحالة النفسية للكاتب الموظفة بشكل كبير في ثنايا القصة .. على كل المقطوعة جيدة وإن كان ينقصها القليل من ( التشذيب ) وأقترح على السيد خلدون إن مكان مقطوعتك هذه ليست هنا وسط مباضع القراء وإنما في مواقع أدبية قد توجه لك النقد البناء الأكثر موضوعية بعيداً غعن استعراض الخبرات والآراء والمواعط ....
UAE
جواد2006-08-30 07:12:27
جميل
هذه مقطوعة قصصية ليست بالضرورة أن تروي تجربة كاتبها وإن أتت بأسلوب المتحدث لذلك يا سادة يامعلقين كان بالأحرى أن توجهوا نقدكم للقطعة باسلوبها وفحواها ومغزاها ومن ناحية إنها قطعة قصصية لا أن تستلموا كاتبها بالنقد والمواعظ واستعراض الخبرات والتجارب واستعراض طرق الزواج وغيرها ... القطعة رائعة فيها نفس قصصي واضح وأسلوب المتحدث هو أقرب الأساليب القصصة لشرح ال
-UAE
France - ليث2006-08-30 03:59:52
الحرية الجنسية
ولماذا خفت وحاولت التبرير ياخلدون وقلت بأنها قصة قصيرة؟ وماالعيب في ذلك ولماذا تبرر؟بوركت والدتك وإن لم تجد سندس فستجد استبرق وامض قدماً ولايرهبنك حديث الجاهلين فوالله منتقدوك لايعرفون من الحضارةالا الاسم فاختارواأسماءهم تضليلاً ..نعيش في وسط الحضارة ونرى ونسمع احاديث الحب والعشق والهيام وطرق الزواج الحديثة ولو عرفوا نتائجها الكارثية لارتدعوا قليلا ولكن
-مثلك واطلب من والدتي ان تجد لي فتاة بهذه الطريقة
j2006-08-30 02:10:04
يا نسرين
الحمد لله واخيرا موضوع بعيد عن السياسه والخطبات الرناننه والتحاليل والتهليل بالنصر والوعيد لمن يعادينا.ياخلدون. يعني انت سمعت اسمها وعشقتها.. طيب كيف لو شفتا?طول بالك..بكره انشاء الله بترجع و بتلاقي نصيبك.وانت يا نسرين على مهلك على خلدون الله يرضى عليك.. يعني على هالاسم الحلو يمكن ابعت امي لعند اهلك ليحكو فيك. ماعم شوف النوم من وقت ما شفت اسمك (-;
-EU
محمود الحسن2006-08-30 00:12:39
شوي شوي
شوي شوي عالزلمة يا جماعة , أخي كاتب المقال شكراً لك شعرتُ بكلماتك الرقيقة وأحاسيسك الجميلة
-روسيا
عبد الرحمن2006-08-29 23:50:58
قصة جميلة والمعنى واضح
وشكرا لك .. وكل انسان حر يتزوج بالطريقة التي يريد والتي تريحه وهذه احتلافات تعود لطبيعة الأشخاص ومزاجيتهم ولا داعي لأن ننظر على بعض ... من يعيش في الغرب ويشاهد الحرية بالعين المجردة يفكر بالارتباط بفتاة شرقية ولو عبر الحاسة السادسة وليس فقط عبر التلفون.. شكرا لك على المقالة
-المانيا
مغترب أعزب في العقد الثال2006-08-29 22:41:14
محاولة زواج المغترب
ياصديقي خلدون حميد الله على ارتباطها لأنو لو استمريت بمشروع سندس كنت لقيت لائحة طويلة بطلباتها وطلبات أهلهابقى كون الموضوع وقف من أولو أحسن مايوقف بالأخير وببقى الحلم هو أحلى شي بالواقع
-مغترب في الخليج
مغترب أعزب في العقد الثال2006-08-29 22:28:26
محاولة زواج المغترب
ياصديقي خلدون حميد الله واشكره على ارتباطها لأنو لو استمريت بمشروع سندس كنت لح تلاقي لائحة طويلة بطلباتها وطلبات اهلهابقى الموضوع كونوا وقف من أولوا أحسن مايوقف بالأخير والخير فيمااختاره الله
-
نسرين بدور2006-08-29 22:34:27
زواج بالتلفون
يا سيد خلدون. عمرك 28 سنة. أنت في الغربة من خمس سنوات. وتريد الزواج بالتلفون أو بالمراسلة أيضا. الا يوجد عندك تحليل وخيار. ألا تريد الزواج من فتاة تحبها وتختارها أنت, بدلا من أن تختار لك أمك وأختك. إخرج من هذا المنطق العشائري التقليدي وتطلع إلى الحياة الحقيقية الواقعية.هذه حياتك أنت وليست حياة أمك وأختك. متى يستيقظ مجتمعنا يا ناس؟؟؟
-
yasmin2006-08-29 21:36:40
about a girl
I dont know how ture and real those feelings are.. when you're far away you only remember the heaven home.. finally romance is our creation, it's rare,good but still more like a FICTION... maybe meating a real girl in a real way is harder but surely better.. good luck cuz we all need it
-Syria
l.h.k2006-08-29 20:17:00
بدنا نتجوز
هدا الي شاطرين في..صار معنا شوية مصاري. بدنا نتجوز.. ياخلدون يعني ما ناقصك شي بالغربه الا الزواج ?? الله ييسر امورك .. , no hard feeling please
-بلاد الغربه من 18سنه
Caroline2006-08-29 20:14:12
إلى خلدون
لماذا هذا الحساسية يا صديقي، إنها مجرد تعبير عاطفي مع فكاهة صغيرة، أتمنى عدم المشاحنة، كما اتمنى لك لقاء ودي وحماسي ورقيق المشاعر مع سندس!!!، وللعلم بان زواج الطريقة المنغولية من اشهر الطرق وامتعها إذا كنت تجهل الامر
-سوريا
أنس .... المواطن الصالح2006-08-29 17:54:22
أوجعتنا....
مقاله رائعه لا يفهمها الا المقيمين ببلاد الغربه.... سلمت يداك يا خلدون
USA.... Connecticut
غريب2006-08-29 17:43:56
اشعر بك
اشعر بك ايها الكاتب المغترب عندما تعبر عن حلمك بالزواج والاستقرار في غربتك المجنونة , واشعر بكل المغتربين عن اوطانهم الذين خرجوا لتحقيق ذاتهم فحطمتهم الغربة كما حطمهم شوق الوطن و الاستقرار فيه , لكنك ستلتقي بسندس ثانية فعش في احلامك وتخيل صورة اخرى لسندس جديدة لانك لو لم تفعل ذلك فإن نار الغربة ستزيد اشتعالا في داخلك المرهف .
سوريا
خلدون عزام2006-08-29 17:38:54
To Caroline
عندما أكتب قصة قصيرة بصيغة المتكلم يعني ( الأنا ) فلا يعني هذا أني أدون مذكراتي و أنشرها كل ما في الأمر أنه أسلوب من أساليب كتابة القصص القصيرة ، فأنا عندما أكتب قصة ما أخذ من الواقع مادتي الخام، من الناس و قصصهم، من الشارع، من الأصدقاء الذين أعيش معهم في الغربة... وشكرا
syria my home
Caroline2006-08-29 15:18:30
غريب هذا الزواج
ربما زواجك سيتم على الطريقة المنغولية
-سوريا