syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
أوهام من الذاكرة... بقلم : خلدون عزام
مساهمات القراء

إنتهى وقت العمل والعلاقات بين الناس ، وقع خروجه، ثم تمشى نحو غرفته، جلس فيها وحيدا، حاصرته الذكريات ، فانتفض عليها، الغربة تقتل الزمن الطبيعي، وتحاصر الإنسان بجدران كثيرة ، فيمسي وحيدا ،،


الود يختفي رويدا رويدا ، وروحه اليابسة تبحث عن إمرأه ليرمي نفسه بين ذراعيها ، ليقول لها كل عبارات الغزل ، ويذوبان ، فلا يجد غير الوحدة والشخص الذي يدعوه الى السهر, والعاهرة ترمي نفسها في حضنه فيبعدها، يفكر ثم يحضنها، أليست إمرأه يقول في نفسه، ثم يحتج قلبه .... يصيح به والحب، يضحك الشخص بسخرية .. والحب! يردد الكلمة باشمئزاز ...يقهقه، ويقول ادفع أكثر وأحبب كما تريد .....، دخن سجائره ، أدار التلفاز ، أطفأه، تناول الكتاب قرأ صفحة ثم رماه،صفق بكفيه ، دار في غرفته حائرا،روتين الأيام ينحر حياته ، وهو لم يجد المرأة بعد.

ايه.. زفرها بيأس، الشعور أنك مبتور من ذاكرتك، الفرار نحو مستقبل ما، الذهاب المستمر إلى العمل ، الغرق فيه ، الزملاء، وجومهم، تكدسهم في المظاهر، اصطناع الصداقة، النفاق، الاجتماعات، والمرأة، .. خلص، نهر أفكاره وأمرها أن تتسلل بعيدا عنه، قرر أن يخلع الأرق، حاول الاتصال بالناس الذين يعرفهم، لم يجد أحدا يرغب بالكلام جميعهم مشغولون أو لا يردون ، بعضهم متعبين مصابين بالإهتراء ، تكنلوجيا، موبايل وأنترنت ...لكل واحد صومعة لا يحب الخروج منها .. قال مستنكرا، استل نفسه من الغرفة وخرج نحو المقهى ، صوت النرد ، قرقعة الأراكيل والجو العابق حمله على الهرب لم يكن يقصد وجهته ، ترك الاختيار للطريق تارة وللصدفة تارة أخرى، جميع الأماكن مألوفة متكررة، أناس من كل الأرض، يمشون متقاربين، لكن لا يجمعهم غير المال.

مشى بمحاذاة المحال التجارية راقب الواجهات، مدينة لا تنام ، تفتن القلب ، ثم تطعنه، قال محدثا روحه، وفي غمرة التفكير أثناء سيره المهموم.. رأى حلما عبر الزجاج.. توقف مندهشا ، نظر ... أمعن...فنعنعت روحه امرأة في داخل متجر الملابس، أتت من عمق الذاكرة، لتصطدم بها فتقويها وتوقظها من سباتها القسري، إميليا.. متى أتت، متأكد أنها هي.. قال بحبور، كيف انساها؟ مازلت في قلبي ، ودفاتر الشعر، مقصف الكلية، وحارات دمشق القديمة تردد خطواتنا المسروقة ، المدينة الجامعية ، خطوط تفترق لتلتقي بك، شعر بسعادة الأيام الماضية تتدفق في دمه، سينتظرها حتى تخرج ، ثم يتكلم معها، قد يدعوها الى العشاء ويحدثها، لم يكن يدري ماذا سيقول لها؟و كيف سيبرر انقطاع السنوات الخمس؟ لم يتركها لكن الزمن الفاحش ارداه بعيدا كفوارغ الرصاصات في سهول زرقاء ؟ سيقول لها كم يشتاق لطقطقات كعبها حين كانت تعبر الرواق!,كم حلم بها.. وناجاها .. بدأ الماضي ينسحب الى لحظته، ويندمجان ، في آن واحد، كان يرغب أن يستعيد حبيبته التي ظهرت كالسحر، لن يوافق أن ينفصلا، سيصلح ما خربه عجز الماضي، فقد وجد المرأة.

وقف ينتظرها أن تخرج، كانت تقيس الثياب، قال في نفسه ستشتري هذا الثوب ، هو يعرف ما تحب... كان يتحسسها يرافقها بعيونه، قبل أن تغيب في غرفة القياس... تخرج ، تتحدث إلى البائعة، تبتسم، بعدها قررت ما ستشتري, دفعت، ثم طلبت أن تلف ما اشترته بورق الهدايا، أخذت الكيس ,و خرجت، نادها باسمها، فتطلعت نحوه، وهي تحاول أن تلملم ذاكرتها، ارتبكت ، لفظت اسمه باستغراب، لكنها استجابت لنداء طفل نزل من السيارة... بشكل غريزي احتضنت طفلها ... قبلته..حملته... نظرت نحو الغريب، قبل أن تركب السيارة، شيعته بعيون فارغة، ثم انطلقت بعيدا.


2006-09-01 10:25:47
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
خلدون.. كاتب القصة2006-09-02 15:48:24
أهلا باسل
القصص التي أكتبها أخذ مادتها الخام من الواقع من الكلام مع الأصدقاء من الهواتف بيننا ... طيب برأيك بكرا بس اتزوج ما راح يكون عندي وقت إكتب فيه قصص ؟ سلامي إليك ألقاك في منتصف هذا الشهر
-سوريا
باسل حسن2006-09-02 14:14:32
مسكين يا خلدون..!
يا عمي خلص الحكي اللي بحكيه معك عالهاتف بشوفو تاني يوم ع الشبكة.. خلصني حاسس لازم تتزوج اتزوج وريحنا..! ع كل حال القصة حلوة كثير كثير ويا ريت بعرف أكتب قد نصك.. بس يمكن المشكلة إنني من الجماعة إياهم تبع الإنترنت ومرتي مو مخلايتني لحق حك راسي لحتى حك راسك؟؟ وبعدين أنت بأبو ظبي وأنا بدبي يعني بعيد عنك حياتي عذاب.
سورية