syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
القومية العربية مجدداً، اللغة العربية ... بقلم : توفيق قربة
مساهمات القراء

في معرض الشرح والتوضيح للأخوة القراء حول موضوع القومية العربية، علينا أن نتوغل أكثر بقليل في مسألة العروبة من خلال اللغة التي يجمع علماء التاريخ حول العالم بأنها أصلح طريقة لتدلنا على ماهية الحضارات ,اصول سكانها وأعراقهم وأسلوب حياتهم!


وهنا ننوه إلى الفرق بين اللغة والكتابة فاللغات حكيت ومورست منذ عهد أقدم بكثير من أقدم الكتابات المعروفة وجوداً أما الكتابة فهي اختراع واع أملته ضرورات التطور لتعبر عن الأحرف الصوتية بطرق عدة منها رسم لحرف صوتي أو رسم لجملة أو فكرة، والتي أثرت بها على حد سواء، كما وتعددت أساليب الكتابة فبدأت بالكتابة التصويرية كالهيروغليفية (وهي ليست لغة بل كتابة تصويرية) ومرت بمراحل منها المسمارية مثلاً...

ولنأخذ مثالاً اللسان القرشي في العربية، فالخط مر بمراحل درسناها وعرفناها، ورسمت الأحرف بعدة طرق، ومنها مثلاً الرسم العثماني الذي خطّ به القرآن الكريم أول مرة، فهذا الخط مثلاً طوّر على عدة مراحل بسبب اللغط الذي حصل بدخول الأعاجم في الإسلام وهم الذين لا يعرفون اللغة وبالتالي ليسوا كقريش والعرب البقية قادرين على التمييز من خلال السليقة، فأدخلت عليه أحرف العلّة (أ و ي) ثم النقاط فالحركات، ومؤخراً رموز وألوان لتسهيل القراءة والتجويد، وهذا التطور مرّ خلال ألف وأربعمائة عام ولكنه لم يعبر عن تغير في لغة القرآن لأنها ثابتة لم تتغير!!

بالعودة إلى اللغة، فهي تقسم إلى لهجات أساسية وفرعية، فلا يصح أن نطلق على اللهجة لغة، ونضرب مثلاً لهجة أهل البادية في الخليج والعراق واليمن ومصر وبلاد الشام وحتى المغرب العربي، الجميع يتكلم اللغة العربية ولكن بلهجات محلية لا تصعّب الفهم أبداً، فأهل الشام قادرين على التخاطب مع أهل اليمن وكذلك أهل الخليج مع أهل المغرب... يعود سر اختلاف اللهجات بالدرجة الأولى إلى الموقع الجغرافي، فبلاد الشام أقرب لأوروبا (تأثرت العربية باللغات اللاتينية بسبب الحروب الصليبية) والعراق أقرب لإيران (تأثرت بالفارسية الإخمينية) والخليج أقرب للهند (تأثر باللغات الهندية) واليمن للسواحل الإفريقية وهلم جراً... ولكن جوهر اللغة العربية بقي موجوداً لدى جميع هذه الشعوب!

وهنا أشبه اللغة ككائن حيّ مؤلف من كلمات، والكلمات هي خلايا حيّة كما نرى تاريخياً، فهي تعيش وتموت من خلال سقوطها من الاستعمال اليومي والتداول بين الناس الناطقين بهذه اللغة لتحل محلها كلمات مجددة أو مستعارة من لغات أخرى، وهنا تكمن أهمية القواميس التي تحفظ لنا هذه الكلمات...

وعلينا أن لا ننسى أن هناك لغات بائدة في التاريخ كاللغة السنسكريتية مثلاً واللغة اللاتينية التي لولا الكنيسة الكاثوليكية اندثرت من زمن بعيد وهي الإبنة الشرعية للغة الإغريق اليونانية القديمة

فإذا هذه المقدمة هي للتفريق بين اللغة المحكية والكتابة التعبيرية وتمييز للفاصل الزمني بين وجود كل منهما...

لنخض الآن في صلب الموضوع، لقد أكد العلم الحديث أن الثورات الحضارية والإنسانية بدأت في بلادنا، ولنسميها بلاد الشام جدلاً، والتي تضم بالإضافة لسورية ولبنان والأردن وفلسطين العراق أيضاً، إن أول ثورة حضارية هي الثورة الزراعية حيث يختلف العلماء على وجه التحديد متى قامت، ولكن الخلاف يحصرها بين الألف الثاني عشر والثامن قبل الميلاد، ومع هذه النقلة النوعية ظهرت عقيدة الخصب وهي أول عقيدة دينية في التاريخ القديم والتي تتألق من ثالوث مقدس هو الأب، الزوجة، الإبن بمعنى آخر: الأرض التي تحتضن البذور وتتعهدها الشمس بالإنماء والرعاية لتفرز الثمار نتاجاً!!

ومن هنا تقدست الأرض – الرحم – الأم التي تجبل منها الحياة والراعي- المخصّب –الأب: فظهرت أسطورة عشتار وتموز في سورية، إيزيس وأوزيريس في وادي النيل، اللات والعزى في شبه الجزيرة

ارتكز السريان الذين تحدثوا السريانية الشرقية في شرق سورية (العراق اليوم) لتسود لهجتهم على كل المناطق التي سيطروا عليها من أطراف السند وحتى غرب سورية مرة باسم الأكادية ومرة باسم البابلية ومرة باسم الآشورية وهي نفسها اللغة التي دعيت خطأ بالكلدانية وهذه الفترة التي استمرت ثلاثة آلاف عام كما يذكر صمويل كريمر صارت الأرض سوريا

أما العموريين (الأموريين) الذين ارتكزوا في الشمال وعمريت على الساحل فقد سيطروا لاحقاً على أغلب مناطق سورية واستلمت سلالات عدة منهم الحكم من أهمهم (أمورابي) المشهور بحمورابي الذي نقل ملك العاصمة إلى بابل، وكما انتشر السريان شرقاً فإن الأموريون انتشروا غرباً تحت مسميات عدة أشهرها الفينيقيين وأسسوا مستوطناتهم في اليونان وفرنسا وإسبانيا ووصلوا إلى سواحل أمريكا الشمالية (صخرة ديكتون الفينيقية الموجودة في أمريكا الشمالية!!) ولا تزال بعض هذه المستعمرات موجودة كمدن حية حتى اليوم وبعضها اندثر واكتشف مؤخراً، وهنا وجب التذكير بأن البحر المتوسط سمي لفترة طويلة ببحر أمورو أو بالبحيرة الفينيقية وهنا نذكر سبب تسمية أوروبا القارة باسم بنت ملك صور الفينيقي وليبيا هو اسم جدتها لأبيها وهو الاسم الذي كان يطلق آنذاك على قارة إفريقيا

أما العرب هي كلمة أطلقت على الأقوام التي سكنت جوف الجزيرة العربية حتى قبل أن يصيبها التصحر، وكان من أشهر مدنهم مدينة (الربة) ولا تزال قائمة جنوب عسير وأطلقت كذلك على الناطقين باللسان العربي ولكن هنا نستفسر عن ماهية اللسان العربي وهل هو حقاً اللسان الذي نتحدث به اليوم، من المعروف أنه وفي وقت البعثة النبوية كان في مكة نفسها وهي معقل قريش ومحج العرب إلى مقر اللات والعزّى كان فيها عدة ألسنة، والمقصود باللسان هنا هو اللهجة وهذا كان أيضاً مثار خلاف بين المسلمين الأوائل حله النبيّ بينهم في تفصيل قادم الذكر، وبالتالي من الخطأ الربط بين اللغة العربية وبين اللسان القرشي على أنه أساسها ، يرى بعض علماء التاريخ أن أول من نطق بالعربية – القرشية إنما هو يعرب بن قحطان ودليلهم هو قول حسان بن ثابت شاعر النبيّ محمد (ص) قوله:

تعلمتم من منطق الشيخ يعرب أبينا فصرتم معربين ذوي نفر

و كنتم قديما ما بكم غير عجمة  كلام، و كنتم كالبهائم في القفر

ولكنهم لم يستطيعوا أن يوفقوا قول بعضهم أن أول من نطق العربية الخالصة الحجازية التي أنزل عليها القرآن والتي اعتمدتها قريش كأحد أهم لهجاتها هو إسماعيل بن إبراهيم العدناني النسب –وهنا نذكر بأوجه المنافسة القحطانية والعدنانية!

المختصر هو وجود ثلاثة لهجات هي السريانية والأمورية والعربية، طبعاً اعتبارهم لهجات وليسوا لغات يعود إلى سبب رئيسي هو أن الجذر الذي انحدرت منه هذه اللهجات هو جذر واحد، مثال الدكتور أحمد داوود على ذلك أن كلمة (جملٌ) كانت تقرأ في اللهجة السريانية الشرقية (جمْلو) وفي الغربية (غملا)، فحينما يريد أحد سكان بابل أن يقول بلهجته الشرقية ما يقال في العربية (الجمل يرعى العشب) كان يقول(جملو روعي عسبو) بينما كان الأموريين يقولون ( غملا روعي عسبا) فالفرق الأساسي بين الأمورية والسريانية والعربية هي الأحرف المؤلفة منها:

أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت (إثنان وعشرون حرفاً وإثنان وعشرون علامة احتوتهم الأمورية) بالشكل التالي: ألفا (ثور) بيتا (بيت) جاما (جمل) دلتا (باب الخيمة)

في حين أضافت العربية العرباء (النقية) ستة أجرف إلى الأحرف السابقة (ثخذ ضظغ) لتتميز عن شقيقتيها بالضاد، وهنا دعى العرب لهجتي السريانية والعمورية بأنهما أعجميتين بمعنى أنهما صعبتين على الفهم لأنع حسب القاموس: عجم واستعجم هو ما صعب فهمه حتى لو كان عربياً!!

أما المستشرقون فيرون البحث في كتابات الآشوريين والبابليين واليونان وغيرهم ويستدلون بأشخاص مثل "أخيلوس" وهيرودوت وقد وجد هؤلاء أن أقدم ورود للكلمة في نص آشوري كتب أيام الملك "شلمنصرالثالث" ويصف فيها بدواً حكموا إمارة في بادية الشام توسع حكمها وتقلص تبعاً للظروف السياسية ولقوة وشخصية أميرها وأقدم أمير ذكر في تلك الوثائق (جنديبو) أي جندب

أما الفرس فقد أوردوا الكلمة إلى البلاد التي تقع غرب نهر الفرات والممتدة إلى تخوم بلاد الشام!!

وبهذا المعنى فإن النصوص الفارسية أو الرومية أو حتى المصرية –وادي النيل- فقط أطلقت لفظ العرب أو الأعراب وحتى في التوراة على القبائل التي استوطنت بادية الشام وجنوبها وهو لا يختلف عما ذكره آخرون ومنهم الدكتور أحمد داوود الذي ذكرنا بعضاً من آراءه أعلاه!!

وبهذا المعنى لم يكن من تمايز كبير بين الناس الذين عاشوا في سورية أو في وادي النيل (على اعتبار أن تسمية مصر لاحقة لهذا الزمن) أم في الجزيرة بما فيها اليمن..

 

وهذه العربية العرباء قسمت بدورها إلى عدة ألسنة ولهجات تبعاً لأنساب العرب يرى الباحثون صعوبة في البحث فيها لما تضعه بعض الدول من عراقيل أمام هذه البحوث خوفاً على عقلية الناس الجديدة التي تبنوها بعد الإسلام، وبالتالي فإن قسماً كبيراً من حضارة العرب لا يزال موؤداً تحت رمال الصحراء التي ابتلعتها ليصبح تاريخ العرب العاربة والمتعربة والمستعربة على حد سواء والمتصل بتاريخ الشمال الذي يبأ بالحجاز وينتهي ببلاد الشام والجنوب اليمني (ويضاف إليه عمان) وفي تاريخهم ضعف وشح في المعلومات ويعوزه التحقيق والتدقيق ومن خلال هذه الحلقة وبتواطؤ مباشر وغير مباشر من المتأسلمين العرب يتغلغل المفكرون الاستعماريون والباحثون الصهاينة ليزرعوا بذرة لكيان لهم في تاريخنا القديم، فقد عمد شلونسر اللاهوتي النمساوي اليهودي إلى تأليف أول كتاب يذكر أن لغة عبرية وجدت على وكانت شقيقة للغة السوريين ما لبث أن تلقفها أترابه مثل المستشرق الألماني اليهودي أبراهام جيجر وجوزيف ديرنبورغ ولويس سبرنجر ودانيال شلوسون وغيرهم من اليهود المتحمسين لفكرة وجود وطن قومي وتاريخي لليهود في جنوب سورية...

لنعود إلى العرب فقد قال عدد من العلماء أن العدنانيون وبدءاً بجدهم إسماعيل بدؤا بتكلم العربية لسان القحطانيين بعد أن تخلوا عن لسان جدهم إبراهيم وهي الآرامية في حين بقي بنو إسرائيل (وإسرائيل تعني في الكلدانية الآرامية "عبد الله" من كلمة أسر –عبد استعبد- إيل وهو الجذر اللغوي لاسم الله عزّ وجل لغة) وللعودة إلى أنساب العرب العاربة والمستعربة والمتعربة أنصح بالعودة إلى تاريخ الأمم والملوك للطبري... والذي ذكر أنساباً وقبائل للعرب العاربة ومنهم ما ورد ذكره في القرآن الكريم...

 

أخيراً أدعوكم إلى قراءة المصادر التاريخية كجزء من الرواية ومنها تاريخ الأمم والملوك للطبري

العرب واليهود والساميين وبنو إسرائيل للدكتور أحمد داوود

المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام — د. جواد علي


2006-11-19 09:25:30
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
ساندهان2006-11-19 20:03:53
الدكتور داوود و القومية العربية
شخصيا ارى في الدكتور داوود منظر تاريخي غير موضوعي تقوم نظريته على إثبات النتائج المقررة مسبقا، لا يضير بلغة أن تكون لغة أخرى سابقة لها أو شبيهة بها و على كل حال علم أصول اللغات يستطيع أن يخبرنا أكثر، القضية عاطفية هنا، النتائج العليمة للأصول و اللغويات لن تعجب الكثيرين،اعتقد الافضل التصالح مع الذات و التخلص من شعور التفوق على اساس عرقي
-...
عبد الحميد شاكر2006-11-19 15:40:00
النظريات القومية
متعددة ولايمكن الركون الى عامل اللغة لإثبات وحدة الانتماء, لايمكن أن تقول للبلجيكي بأنه فرنسي بالرغم من أن الفرنسية هي لغته الأم، وإذا كانت بعض اللغات القديمة ذات أصول مشتركة فهذا ليس دليل لاثبات وحدة العنصر القومي لدى الشعوب
Syria
المهندس سعد الله جبري2006-11-19 13:43:46
العنوان الخطأ، والقومية العربية 2
إن عاملي اللغة (بما وصلت إليه) والمصالح المشتركة يشكلان السبب الغالب للقومية العربية في العصر الحالي. إن دولة اتحادية واحدة تضم جميع العرب أصبحت تشكل حاجة ومصلحة سياسية واقتصادية ودفاعية مشتركة عظمى، وتشكل دولة هي الأغنى والأقوى وذات الموقع الجغرافي الأفضل طرّا، في وقت أصبحت الدول الكبرى وحدها هي المسيطرة على العالم وهي التي تتحكم فيه وتملي قراراتها وثق
أمريكا
المهندس سعد الله جبري2006-11-19 13:41:32
العنوان الخطأ، والقومية العربية 1
كان الأصح أن يعنون المقال بعنوان آخر مثل " أصول اللغة العربية واللغات القديمة الأخرى) أما ربطه بالقومية العربية فلم يكن موفقا. إن القومية عامة تعتمد على أسس عديدة أهمها اللغة المشتركة، ويضاف إليها عوامل أخرى مثل التاريخ المشترك، والموقع الجغرافي، والآمال واللآم المشتركة، والدين الغالب عند البعض، والمصالح المشتركة.
أمريكا
هيثم2006-11-19 13:08:36
النتيجة
وبالتالي هلأ نحن عربا بس في اختلاف كبير بلون البشرة والقامة والتفكير والخ من فروق جسدية وفكرية بين العرب السوريين والعرب السودان. ماذا يجمعنا بهم ؟ دخيلك اشرحلي ياه اما هون او في مقالة ثانية!
-الوطن العربي؟ الى امتى نغني؟
Wolf2006-11-19 11:01:55
شكرا
كتابة قيمة بحق شكرا سيد توفيق .
-تورا بورا