syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
فتاة على حافة الحلم و اليقظة.....بقلم : خلدون عزام
مساهمات القراء

ما لبثت أن أغمضت عينيها، حتى أتاها طيف لرجل غريب، اقتحم غرفتها دون استئذان... لم تمانعه، أو تسأله من يكون، جلس على حافة سريرها....مسح شعرها, وضع وردة فيه،

ثم حاصر أبراجها، بدوائر يرسمها بخنصره، فاتقد الجسد، بجمرات اللهفة، وسرى فيه تيار لذيذ ، هزّ أوصالها، لكن اسئلة، صارت تتزاحم... وتفرض نفسها على ايقاع الغيرة أو الحقد... لم تعلم لماذا؟ لكن كل ما تعرفه، أنها تقف على حافة الحلم، و الصمت فقط، في حين يكون أخاها مكان الدهشة، عندما يلمح عن علاقاته، هل لأنه صبي؟ أم لأنه وحيد؟... ربما جميعها، قالت بسخرية ثم غطت رأسها, واستغرقت مرة أخرى مع طيفها.

الصباح أخرج الطيف...فعادت لعملها، (هذه الوظيفة تناسبك).. جملة ترددت في سمعها، حين رفض، والدها أن تبتعد لتعمل في مكان يقدر شهادتها، فقتل الزمن الطموح، وانزوى الجسد في الروتين اليومي...فباتت الروح يابسة، في لهفة، تنتظر الليل حتى يزورها الطيف، الذي نعنع أنوثتها، وبات هاجسها.

 توالت زيارته، كل ليلة، فامتلكها، وانطلقت بخيالها، تلون الاحمر بالأخضر... تحلم، وتداعب جسدها، تكتشفه، بعيدا عن الإثم، الذي حدثتها عنه والدتها.  

تزينت عند الصباح لطيفها، مضيفة لوجهها تفاصيلا أنوثية صغيرة، لبست ألوانا مختلفة، وأخذت حقيبتها الصغيرة الذهبية، كل من في البيت استغرب، تصرفها الجديد، وبعد رحيلها تهامسوا..، بأشياء شريرة عن ابنتهم، وقرروا أن يستجوبوها، عندما تعود في المساء من عملها، وأجمعوا وأن يتصلوا إلى هاتف العمل كل ساعة كي يطمأنوا.

عند المساء رجعت الفتاة، فتحت الباب كعادتها، وهي تنادي والدتها جذلى

- تعالي انظر ما اشتريت، همت بفتح حقيبتها، واخراج بعض (الاكسسوارات)، لكن يد ثقيلة امسكتها من شعرها بعنف، سحبها الوالد، نحو الوسط، وقذف بها، كما يرمي كيف النفايات، في البرميل، فاختل توازنها لتسقط متعثرة بمخدة مرمية بعشوائية، وتتجمع على نفسها، كحيوان جريح.

صرخ الوالد بعصبية: إعترفي أين كنت؟

- قالت مرتعشة وهي تحاول أن تحمي وجهها من كف محتمل: في السوق.

- ساعة تأخرت ، ماذا كنتت تفعلين. مع من كنت تتمشين،

- اشتريت اكسسوارات.

- لمن تتزين. خار بها كثور.

- ..........

- لمن تتزين.

ابعدت يدها عن وجهها، اشرأبت برقبها، وقالت: لطيفي.

صمت ران في البيت. الوالد وقف مندهشا، وبين دهشته ورد فعله ، اندفعت الوالدة بجسدها كي تحمي البنت، لكن حافة الحزام المعدني ، كانت اسرع سقوطا على الجسد الذي انطفأ إتقاده، تحت الزراق، انفجار الدم من صدغها. وصيحاته المهتاجة، طيفك ، طيفك يا كلبة، طيفك....


2007-05-26 18:32:16
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
خلدون عزام2007-05-28 09:00:07
رد على د.ميادة
أعجبتني فكرة أن البرامج كلها يعدها الرجل، لكن يجب أن نفرق بين ما أعد وصار عرفا وبين كنه الرجل كإنسان، المرأة أيضا كما قلتي تشارك الرجل في هذا العقل الجمعي فنراها تفرق أحيانا بين أبنائها وبناتها ليس بالحب و العاطفة إنما بالتعامل مع الأحداث التي تمس الوجود و التعبير عنه...شكرا لك من مر وعلق
-أبوظبي
رانيا منصور2007-05-28 01:42:08
قصة مؤثرة جدا
قصة مؤثرة بطلتها انثى في طي النسيان و تحت عتبات الظلم و الطغيان و الجهل قلما احسها رجل بوجدان مرهف فسطرها و كتبها باحاسيسه الندية شكرا لخلدون أنتظر منك جديدا و صحيح تماما ما قلته ان المشكلة هي مشكلة انسان وتتعدى مسالة ادم وحواء التي مللنامنها ..حتى هذا الاب هو ضحية نعم لعادات و تقاليد واعراف بالية المشكلة باتت مشكلة انسان !!
--
د.ميادة2007-05-27 22:49:57
كل البرامج يعدها الرجال
اخي خلدون بالتاكيد ان الانثى هي دوما الحلقة الاضعف والرجل ايضا ضحية ولكن بارادة ولو كانت جماعية ارثية تاريخية ارضية او سماوية سمها ما شئت وبنفس الوقت لا نستطيع ان نبرئ المراة كليا من مشاركتها بصنع جزء من هذه الحلقة ولكن الا ترى ان الرجل هو دوما من يربح المليون وحصرا من جيب الانثى.
-فرنسا
خلدون عزام2007-05-27 11:06:25
كاتب القصة
شكرا لمروركم الندي، الأمر يتجاوز مشكلة الأنثى ليشمل الانسان الرجل و المرأة، فالوالد ايضا ضحية هذا الفكر، لكن الأنثى بوصفها الحلقة الأضعف يكون ألمها أكثر
-أبوظبي- سوريا
ألغائب2007-05-27 10:17:08
ممنوع علينا
حتى الحلم ممنوع علينا انو نشوفو . فعلا القصة معبرة عن حالنا وشكرا للقصة
-Syria
ريما السعدي2007-05-27 09:09:01
بائع الورد..
صباح الخير خلدون قصة جميلة وسرد فعلا جميل ومتقن..صباح الخير أنس الغالية..صباح الخير مطرنا الصيفي..وانا كذلك..فعلا ذكرتني قصة خلدون بذات السهرة التلفزيونية..وفعلا أثر فيني بائع الورد جدا..ومنظر الوردة الحمراء وهي تتألم تحت قدميه لا يزال بمخيلتي..شكرا..فعلا تعليقك بمحلو تماما..
-بلد الحب والجمال....سورية
هاربة من اقبية الحريم2007-05-27 07:22:55
...
مقال رائع لكنه محزن فقد سلط الضوء على ناحية واحدة من تعذيب الفتيات واضطهادهن خوفا من الاموات الذين صاغوا نظرياتهم الغبية ونحن الاكثر غباء اتبعناها صما عميا بكمالانه هكذا العرف الدارج وحتى لو تكلمنا عن كل جوانب اضطهاد الانثى في الصفحات الطويلة فلن نجد حلا لان نفوسنا تشبعت بالجاهلية والذكورية والنساء مصابات بالبكم! فما الحل اذا؟
-بلد متخلف يعتبر المرأة رجل كرسي او اقل.
د.ميادة2007-05-27 01:26:55
عندما تحترق العصافير شوقا
حتى الاطياف البيضاء يستاصلونها بالدم.اي جحيم هذا عندما تنصب المشانق حتى للاحلام البريئة.كتبت كل الاشياءيا خلدون في اختصارات حروف تبكي حياة المراة الانسان ليمتلئ ما بين السطور بروائح القهر والتنكيل عقابا للظل الابيض في نفوس كل البشر فقط عندما تكون البطلة انثى.رائعة هي قصتك في اختصاراتهاوفوحهاالدفين لحكاية الحب القابع في جينات الروح لياتي من يطفرها
-لتموت العصافير شوقا ولكن بالبارود والدم
أنس سيجري2007-05-27 01:29:52
حتى أحلامنا عليها حسيب و رقيب
خطواتنا محسوبة و مدقق عليها من قبل القاصي و الداني، لكني هنا أحسبها إمعاناً في حرص زائد غير محمود النتائج من قبل أهل ضلوا بوصلة التواصل مع تطلعات بناتهم ...قاسية هي الحياة بدون أطياف تجعل منا نغادر هذه القاسية للحظات لنحلم أحلاماً وردية.
-سوريا أحلى بلاد الدنيا
شوية مطر صيفي2007-05-26 23:28:13
ساتابعك
تشدني الكتابات المحملة بالدهشة...وانت تكتب كي توصلنا الى الدهشة....ساتابعك
-سوريا
شوية مطر صيفي2007-05-26 23:19:45
بريئة
ذكرتني ياسيدي بسهرة تلفزيونية عن بائع ورود في عيد الحب كيف انه باع كل الورود الحمراء واوصلها الى اماكن بعيدة لمن طلبها وصالح بين عاشقين متخاصمين وحين عاد مساء الى البيت ووجد ابنته تحمل بيدها وردة حمراء جن جنونه وشدها من شعرها ثم هوى بها الى الارض وبدا يشتمها ويقول وردة حمرا يابنت ال..........مسكينة هذه الصبية محرومة حتى من الحلم...يصفعون براءتها..
-سوريا