syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
إمرأة في المحطة.... بقلم : خلدون عزام
مساهمات القراء

تنظر الى الساعة الكبيرة المعلقة في محطة القطار متململة، تخاطب نفسها بقلق لم يأتي بعد، كأس الشاي في يدها يكاد يبرد، السيجارة تنفخها بعصبية وهي تراقب دخانها المتصاعد بقوة الزفير،


ثم يهدأ ليأخذ طرقا ملتوية في قاعة المحطة، لم تكن تدري أن أحدا ينظر إليها ،يتفحص تفاصيلها، ويتنقل فوقها متخيلا عرباته تجتاح تلك البراري بكل منحنياتها ودوائرها، تقدم الرجل منها ، جلس

بجانبها، ثم قال أخيرا سنكون ذرات تتلاشى في المكان كدخان سيجارتك، لم تستدير برأسها، بل رمقته بنظرة جانبية، مشمئزة من جاكيته المتواضع، وكلامه القادم بغير استئذان، لم يكترث لها أيضا، ثم أضاف: ألا تخشين على صحتك، أنظري كم سيجارة دخنت خلال ساعة!، ستقتلين نفسك يوما ما.

بعصبية استدارت نحوه، قائلة سأقتل نفسي لو بقيت هنا؟ صحتي ملك لي، ارجو أن تعود لمكانك، فأنا لا أتكلم مع الغرباء.

قال برقة: أنا لست غريبا، ابتسم ثم نهض وسار بعيدا عنها، استغربت كلامه وجرأته، وقبل يختفي وسط الجموع ، رفعت نظرها نحوه، أحست بشعور ما يمتلكها نحو ذلك الغريب، بدت كأنها تعرفه، نهضت فزعة، عن كرسيها، تاركة كأس الشاي الذي يكاد يبرد،

وسيجارتها تحرق نفسها، ثم لحقته ، أمتار قليلة تفصلها عنه لكن الزحمة و الضجيج منعاها من الوصول، هي تحاول التقدم رويدا رويدا ، وهو يبتعد مسرعا، كادت أن تلامس كتفه لكن وفدا آخر قادما أوقفها، حاولت مناداته لكنها تذكرت، أنها لم تسأله عن اسمه، صاحت ايها الغريب، لم يجبها كان قد صعد للتو عربة القطار ليغادر المحطة بسرعة، أما هي فقد عادت نحو مقعدها وحيدة تتسلى بكأس الشاي البارد و سيجارة أخرى.


2007-05-29 18:30:19
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
خلدون عزام2007-05-31 08:03:36
د.ميادة
دائما تثيرين الكثير بأسئتك فالسؤال أهم بكثير من الجواب، إن هذه الثنائية المفارقة وهي المبادرة و التلقي، تأتي من تكوين المرأة الجمعي في وسط غرس فيها منذ قرون كثيرة أن تكون مخدرة، بنظرة المجتمع التي تقف أمام مبادرتها، فتصبح متلقية، لدرجة الإتكال باختيارها، والإختيار يحتاج لمساحة حرية وثقة بالنفس...
-سوري مقيم في أبوظبي
د.ميادة2007-05-31 01:54:22
هي تقبل....هي ترفض.....لكنها لا تختار
اختصاراتك رائعة يا خلدون وهذا ان دل على شئ فانما يدل على عمق استيعابك لسيرورة الحياة ولكنك اثرت تساؤلي عن احقية بقاء المراة متمثلة في حالات الانتظار بجمر يعس تحت الرماد وفي المقابل يعيش الرجل حالات العبور متى يشاء وعلى من يشاءالا يعني هذاان ثنائية المفارقة بين المبادرة والتلقي هي التي ساقت المراة الى الانتظار في محطات عبور الرجال وماذا لو لم تات
-المعادلة بحاجة الى ان تكون عكوسة ام ماذا?
خلدون عزام2007-05-30 11:37:34
رد
ميس إل. وصلتك الفكرة بالكل الذي أريده، شكرا لك.... شوية مطر صيفي، المطر عندما يأتي صيفا يكون كقطرات الندى وهكذا مرور شوية مطر صيفي، طارق شكرا لك
-أبوظبي
TAREK2007-05-30 09:51:18
حلوة
حلوةةةةةةةةةةةةة يا خلدون.الله يعطيك العافية
-DAMAS
شوية مطر صيفي2007-05-30 09:16:14
تشدني الدهشة
الم اقل لك ان كتاباتك محملة بالدهشة ...وانا تشدني الدهشة...ترى لوكانت لحقت به وركبا القطار معا واجتازا كل البراري...رحلة مع رجل يحمل كل هذا الدفء..كم كانت ستصينا بالدهشة.....لكنك تركتنا نقف عند حافة الصخرة ..وننظر بسحر الى جمال الوادي السحيق....مازلنا ننتظرك
-سوريا
Miss L2007-05-30 08:43:28
في القصة ثلاثة رموز
جعلت من قصتك لوحة رائعة فعلاً .. فالمحطة هي الزمن ... والبطلة المدخنة هي المرأة التي تنتظر الفارس على الجواد الأبيض ( فيلا وسيارة وحساب بالبنك) والرجل هو تلك الفرصة الضائعة التي لم تكترث لها ربما لعدم توافقها مع أحلامها والتي حاولت اللحاق بها ولكن بعد فوات الأوان .... ما هذه الريشة المبدعة التي ترسم بها يا سيد خلدون ... أذهلتني
- سورية
خلدون عزام2007-05-30 08:15:10
شكرا
شكرا لك من مر وعلق على الأقصوصة، سوري : الموضوع ليس كما قرأته فالسيجارة هنا رمز لعمر يمضي، جلنار سأخذ بكلامك، فادي القصة مازالت في المعمل وتحتمل العمل و الإضافة، لكني هكذا قصير النفس دائما أقفز نحو النهاية، أنس سيرجي أحييك، منال، جميلة أنت كشعورك، وشكرا لك من لم اذكرهم
-أبوظبي
شوية مطر صيفي2007-05-30 07:23:51
تشدني الدهشة
الم اقل لك ان كتاباتك محملة بالدهشة...وانا تشدني الدهشة....ترى لو لحقت به وصعدا القطار واجتازا البراري معا....رحلة مع رجل بهذا الدفء...هل كانت ستدهشنا اكثر؟اعرف انك تركتنا نقف عند حافة الصخرة وننظر الى جمال الوادي السحيق دون ان نصله وهنا تكمن روعتك..مازلنا ننتظرك
-سوريا
Belief and science logic2007-05-30 01:20:59
ضروري الفزلكة
حاجة بقى احاسيس وبياخة وفن الفزلكة البالي المعت ..... بلا حس بلا سئالة يا زلمة.
-syria_syria
manal2007-05-29 23:54:19
فريد انت ومتفرد يا خلدون
لقد استطعت اختزال المسافات .. وقطعت مليارات السنين الضوئية .. بغمضة عين .. لاول مرة يجتاحني هذا الشعور .. لخصت حالة انسانية بكل ابعادها مستخدماً سطور معدودات .. شكرا من القلب ..
uae
أنس سيجري2007-05-29 23:25:41
أيقظته مكرهاً
أيقظت فينا ذلك الدفين الذي خبئناه من سنين، بارداً كان حتى حين إلى أن حركه ذاك الحنين
-سوريا أحلى بلاد الدنيا
Rasheed2007-05-29 23:11:28
Great
WOW... very nice.. PLease write More..
-syria
Fadi2007-05-29 22:47:27
غارقة بالرسم
...كلماتك غارقة في الرسم..لوحة رائعة..كنت اقرأ واشاهد....ختمتها باكرا....شكرا لك
-Dubai
science, logic & belief2007-05-29 20:52:04
مقال جميل جداً
تلخيص للمقال: يعني جسدي و أنا حر فيه! النصيحة حلوة ولكن بأسلوب جميل و بدون فرض. أما بالنسبة لرجال الدين:لماذا تحشرون الله في كل شئ ؟ يا خوفي أن يأتي يوم تقولوا! حرام تأكل حلو لأنك تضر الله و كأن الله معه مرض السكر! يا جماعة الله أكبر من هيك بكثير! حلو عنه بقى! طبعاً هذا رأي و قد أكون خطأ و الله يسامحني ولكني أقول هذا جسدي ليأخذه متى يشاء
-syria_france
جلنار ... جرح الياسمين2007-05-29 19:50:11
قرأت ما بين السطور ...
أعجبتني طريقة ردود أفعال شخوص قصتك المعبرة رغم قصرها , إنه أسلوب من النادر أن يتمكن منه الكاتب بهذه البراعة . ولكن لدي مجرد رأي وهو أن تترك لقلمك الحرية أكثر فلكأني أرى قلمك يكتب وأرى أفكارك تمحي كثيرا مما كتب أكثر من مرة خوفا من تجاوز المسموح , لقد قرأت بين السطور همسات أقوى من تلك التي تسكن السطور . أتمنى أن يتسع صدرك لملاحظاتي وأعتذر إن أزعجتك .
-فرنسا
سوري2007-05-29 18:57:00
جسمنا أمانة بين يدينا
لا أحد حر في قتل نفسه إن كان بالدخان أو بالمخدرات أو بالكحول أو حتى بالسكين أو المسدس. إن جسدنا أمانة لله وضعها الله بين يدينا فيجب الحفاظ عليه من الرزيلة أو الوشم أو الإذاء فكلنا محاسبون على هذه الأمانة فلا حق لنا بتفريطنا به أو إذا ئنا لجسدنا الحرية هي ضمن ما أباحه الله لنا وغير ذلك هو تعد إما على أنفسنا أو الآخرين أو المجتمع
-germany
صبحي عطري2007-05-29 18:44:23
هل أخبرك أحد قبلي ؟
أن أصابعك تعزف نصا وليست كأصابعنا تكتب نصاً، و أن نصك مغلف بالشمع و أني رايت عينا بطلتك على الورق بين يديك ؟
uae