syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
لم ننتقد نحن المغتربون!!!...بقلم :توفيق قربه
مساهمات القراء

عيب أن تكون مغترباً

أن تكون مواطناً سورياً فهذا لا يعني انتمائك إلى سورية الدولة وحمل جنسيتها والتمتع بحقوق مواطنتها فحسب، بل يعني أنك إنسان مميز تضرب جذورك في التاريخ لتمتد مئات وآلاف السنين على أرض عرفت حضارة الإنسان الأول قبل أن تنتقل إلى الغرب ومنه إلى الشرق في ظل نهوض العمالقة الآسيويين اليوم!


أما أن تكون مغترباً فهذا لا يعني إطلاقاً انتقاصاً من شعورك الوطني أو القومي لا بالتأكيد ولكنه يعني بالضرورة أنك احتككت بحضارات أخرى وثقافات متمايزة وعشت في جوٍ يختلف تماماً عما عشته في وطنك، مما أكسبك خبرة في الحياة ومكنك من الإطلاع على إيجابيات وسلبيات مجتمعات وجماعات أخرى بالإضافة إلى ما شهدته في وطنك واكتسبته من خلال الاحتكاك مع بني جلدتك!

وإن كان جميع المغتربين السوريين بدون استثناء لا يثقون بسياسات حكوماتهم الاقتصادية وأسلوب إدارتها الاقتصادي وهو ما ميّز المغترب السوري عن مثيليه الأقربين اللبناني والأردني، حيث يحتفظ الأخيران بمدخراتهم المنقولة وغير المنقولة في بلادهم الأصلية أو يعودون باستثماراتهم المستقبلية إلى بلادهم بعد أن يقضوا ما شاء الله لهم في فيافي الغربة! فإن المغترب السوريّ يخشى أن تستولي الدولة أو البنوك الحكومية أو أي طرف آخر على مدخراته التي قضى ريعان الشباب يعمل لأجلها، وما أفقد ثقة حتى السوريين المقيمين في سورية هي سلسلة التأميمات التي بدأت في عهد عبد الناصر وانتهت قرابة الثمانينيات متخذه عدة أشكال منها تأميم الأراضي والمصانع والمرافق التجارية والصناعية الأخرى ناهيك عن وضع يد الدولة السورية على حسابات مصرفية لكبار رجالات الأعمال الذين شكلوا الطبقة البرجوازية آنذاك، خلاصة القول أنه لو عادت أموال المغتربين وضُمِنت لكانت سورية قادرة على تأمين أضعاف ما تمتلكه الآن من احتياطيات العملات الصعبة، ولما اهتمت الدولة "بتحصيل" العملة الصعبة بروتين صعب على المغترب أو الزائر من خلال إلزامه بشراء العملات وبيعها للدولة متمثلة ببنوكها الحكومية!!

لا أهتم بسياسات الدولة في هذه الأسطر بقدر ما أعالج مسألة نظرة السوريين للمغتربين في زمن كان ولا زال فيه السوريين يقفون في طوابير طولها مئات الأمتار أمام أبواب السفارات الكندية والأمريكية وبعض الدول الأوروبية، حيث يعاملهم موظفوها بعداء ولؤم وترفع وفوقية تدمي القلوب وتجرح الكرامة الوطنية.

ويقولون لماذا تهاجروا، لماذا تتغربوا؟

بدأت الهجرة السورية منذ أيام الاحتلال التركي الأخيرة، وتحديداً بعد السفر برلك وأيامها المشئومة، ولم تتوقف هذه الهجرة بل وزادت وتيرتها مع تفضل السوريين العمل والاغتراب في دول مجلس التعاون الخليجي بعد اكتشاف النفط وحدوث الطفرة الاقتصادية فيها، حيث كان للسوريين واللبنانيين والفلسطينيين باع ويد طولى فيما وصلت إليه هذه الدول من ازدهار!!

أن تتغرب يعني أن تدفع ضريبة غالية لكنها ليست أغلى من الكرامة والعيش الكريم، أن تتغرب يعني أن تبتعد عن أسرتك وتفارق عائلتك وأصحابك ورفاق دربك، أن تغادر بيتك وتبتعد عن أماكنك المفضلة، عن الحديقة التي طالما زرتها والمقاهي التي كنت تسهر فيها والحارات التي ترعرت في ثناياها، والأخاديد التي أدمت قدميك وأنت تلعب "الفطبول" في حارتك مع أبناء الجيران والأحياء الملاصقة، أن تتغرب يعني ألا ترى بنت الجيران التي أحببتها وأن تفارق كرسي الحديقة الذي كنتما تتلاقيان فيها، ألا تلاقي صدفة أستاذك في المدرسة ليطمئن على أحوالك، أن تغترب يعني أن تفتقد إلى حميمية علاقاتك مع أصدقائك الذين عرفتهم عقوداً وسنوناً لتستبدل كل ذلك، ببيت لا يعني لك شيئاً وحارة لا تعرف فيها أحداً وربما دولة لا تتكلم لغتك وامرأة قد لا تعرف لغتك وتخاطر بفقدان الهوية الثقافية لأبنائك الذين قد لا يعرفون لغتك أو دينك!

كل ما ذكرته هو جزء من معاناة المهاجر والمغترب!

لنعود يوماً زائرين أو مستقرين، باحثين عن سنون الشباب التي ضاعت وسالت من بين أصابعنا...

ننتقد واقع البلد الذي منه هربنا، وإليه عدنا وهو كما هو، فلا بنية تحتية ولا اقتصاد يعتمد عليه ولا فرص محترمة أو كريمة للعمل، وننتقد المجتمع المتمايز عن نفسه وعن محيطه، المليء بمظاهر الضعف والتبعية للغرب وأسلوب الحياة الغربية والأضعف ما يمكن تمسكاً بهويته ثقافية مستقلة، وهو ما يلمسه المغتربون القادمون من الشرق فالحداثة والتطور التكنولوجي والعلمي في دول كاليابان وكوريا والصين وماليزيا وحتى اليوم في الهند لم تغني شعوبها عن إرثهم الحضاري ولم تثنيهم عن تقاليدهم في المأكل والملبس والمناسبات العامة!!!

أن ينتقد، لا يعني أبداً أن المغترب يمايز نفسه عن بني جلدته، أو يحاول بالمطلق أن يترفع على أترابه الذين لم يحققوا ما حقق مادياً، مطلقاً

أنما هو رغبة المغترب وحنينه وشوقه لرؤية بلده تتفوق على كل البلاد التي عاش فيها أو زارها، أو على الأقل محيطها، فالأردن أكثر الدول المحيطة بسورية تطوراً في مجال الاتصالات ولبنان في مجال السياحة وحتى دولة إسرائيل العدوّة متطورة عنا بمراحل وأشواط في كل مجالات الصناعة والسياحة والبنى التحتية ولمغتربيها فضل كبير فيما وصلت إليه من حال في وقت لا زلنا نبتدع فيه أنواعاً مختلفة من العلكة و"البونبون" (السكاكر)!!!

عمالقة آسيا تنهض لترفع الـ"لا" في وجه الغرب وتنافسه على المواد الأولية الذي طالما احتكرها خلال الأربع قرون الماضية ليصنع بها نهضته على حسابنا، فيما نغض النظر عما يمكن أن يفعله المغترب السوري لوطنه، وهو على أقل تقدير ما فعله المغتربون اللبنانيون على الصعيد السياحي والمالي للبنان وفي أفضل تقدير ما حققه علماء آسيا من المغتربين العائدون من أوروبة وأمريكا من تطور لبلادهم وصل إلى حد حصول بلادهم على القنبلة النووية وهو جل ما حققته باكستان والهند...

وإلى زمان آخر...

تحية إلى السوريين وشوق إلى سوريا


2007-07-13 09:27:30
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
ابوبكر2007-12-22 16:26:30
من بعد حنين للوطن
من بعد شوق وحنين كبيرللوطن وعندما قررت النزول في اجازه حجزت على الخطوط الجويه السوريه الحبيبه وكانت الصدمه الاولى تاخر الطائره عن الاقلاع /3/ ساعات قلنا معليش وعندالوصول للمطار بداالابتزازوالمفاوضه على دفع الرشوه والصدمه الثالثه عند دخولي المرافق السياحيه وراية الوجوه الي بتقطع الرزق ومعاملة الناس السيئه واتمنى لو كان عدد الاحرف المسموح بها كافي
سوريا
قرفان2007-07-14 12:11:28
وين بدو الواحد يهرب
ليش هيك صارت الامور صعبة ما عاد نعرف شو بدنا نسوي مصيبة ازا رجعنا على سورية ما بنقدر نلاقي شغل او استثمار يحقق عيشة كريمة و مصيبة ازا بقينا بالغربة محرومين من كل شي يا عمي حد يسمعنا و الله دابت البونا و لساناتنا من الحكي و حرقة القلب لا بترحمونا و لا بتخلو رحمة رب العالمين تنزل علينا شو العمل مو عارف ريحونا بقنا خلنا بلدنا ترجع متل الاول
-الله كريم
Amer2007-07-14 09:37:56
معك حق
كلام الكاتب فيه الكثير من الصحة و الموضوعية و أحب اضافة أن السوري الآن يمقت أخوه المغترب عندما يعود لملاعب الطفولة و حارات الفوتبول و كراسي العشق الحدائقية,فكوني مغترب عانيت كل هذا اضافة لسوء الاستقبال و الوجوه غير السياحية في المطاعم و المرافق.. **
-KSA
بعرضي مالل2007-07-14 03:54:27
من يوم ليوم
اشاهد كل يوم مسلسل الانتظار يعني بصراحه اكتر هذا المسلسل ممكن ان نسميه سوريا لان انتظار لاشئ هو الشعب السوري فقط ننتظر على امل ولكن لا اعرف ما ياتي العلم عند الله بكلمات بسيطه اذهب الى موضوع السفارات والانتظار ومعاملتهم لنل كما تعامل الدواب عفوا عالكلمه ولكن اقسم لكن ان احيوانات تعامل افضل ولكن الحق طبعا على حكومتنا لانها هي اللتي تبيعنا برخيص
-هولندا
شوقي ذابحني2007-07-14 03:01:41
متى نعود
أنا واحد من الناس يلي سافرت منشان البدل و باقيلي سنة ونصف لحتى ارجع و أدفع بدل الجيش بس لما ارجع شو بدي اشتغل ؟؟كل الناس يلي كنت اشتغل معهم تغيرو أو نسيوني حتى ماما ماتت و ماشفتها والله قلبي محروق يا سوري يلي لساتك بالوطن بترجاك لا تترك الوطن لأن ما حدا بيعرف مرارة الغربة متل المغترب شو فائدة المصاري من دون اهل
qatar
عاشق سورية2007-07-13 19:08:43
لم ننتقد نحن المغتربون
لا أحدمنا لايحب وطنه ويحب العودة أليها ولكن كل الظروف الموجودة ببلدنا لاتساعد بالرجوع للوطن رغم كل التطورات ناهيك عن القوانين التي تخص المغتربين فهي لا تساعد ألارجال الأعمال المغتربين أمامن سافر لدفع بدل الجيش فأنه لم يحصل على اي مرسوم أوقانون يساعده بالعودة لسورية اريد السؤال منذ متى هذا المرسوم ومن هم سكان سورية هل هم سوريون أم عراقيون وفلسطينيون الخ
-syria-ksa
زوزو2007-07-13 19:01:22
شكر و امتنان
شكرا لك سيد توفيق اتطعت ان تعبر عما بجول في قلب كل مغترب سوري ,,شكرا لك مرة اخي
-ما بهم
متعب بن تعبان2007-07-13 17:38:44
قوانين جديدة للمغتربين
ان كل قانون يصدر في سورية يخص المغتربين وغير المغتربين كل يوم انما يوسع الهوة بين المغترب ووطنه, ان كل مغترب وضع شروطا لنفسه ولبلده حتى يعود ولكن كل يوم يرى سورية تبتعد خطوة خطوة عن ما وضعه في مخيلته, (متى نحظى بلقياها ونمسح دمعة العين؟)
-خارج قمعستان
عبد القادر منير2007-07-13 16:25:58
الغربة ... تربة
ناهيك صديقي عن غربة السوريون وغيرهم بسبب الأحوال الاقتصادية أو المعيشية لكنهم إلى أي بلد يرحلون يفتقدون إلى الأمن والاستقرار سورية صامدة باقتصادهاودخلها وفوق كل ذلك صامدة بحبها لشعبها وقائده
aleppo - syria
shaad2007-07-13 16:00:18
كلمات ذات معنى كبييييييييييييير
يقول علي بن ابي طالب كرم الله وجهه : الفقر في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن .
-ولاية حلب
مهندس طلحة2007-07-13 14:46:21
تعبير صادق محب لوطنه
انا اؤيد ما قاله الاخ في مداخلته الصادقة و نحن السوريون في الغربة ننتطلع الى ان تكون سورية من افضل الدول في المنطقة لاننا نعتقد باننا قادرين على نكون اذا توفرت النية و التخطيط السليم من قبل دولتنا , انا اتالم جدا عندما ارى ان السوري في الغربة هو من ارخص العمالة الفنية المتوفرة بالمقارنه مع الاردن و لبنان و تركيا والسورى الان هو الطباخ و البنا و الحلاق .
-saudi arabia
wkgunner2007-07-13 14:28:08
تعديل صغير
نسيت ان تقول ان الغربة معناها فقدانك اعز رفقاتك يوم ورا يوم سنة بعد سنة حتي تصبح ذاكرة بمخيلتهم. ما حدا بيعرف قيمة الوطن حتي يصير مغترب وقتها بيقول العمي شو حلوة الشام ببساطتها و حاراتها و فنجان القهوة و حارات باب توما
-London ,UK
مغترب2007-07-13 14:13:09
--
الغربة بالنسبة لي أفضل من الحالة التي و صلنا اليها في سورية من فقر و فساد و بطالة ووووووو
--
dr.bassam al-khouri2007-07-13 13:23:21
مقال واقعي ...
مقال واقعي ...هناك مشكلة جديدة فمتوسط مدخرات المغترب السنوية 500 ألف ليرة كمتوسط بأحسن الاحوال ..لكن لمن لم يشتري بيت فمتوسط ارتفاع ثمن البيت هو مليون ليرة سنويا ...!!!!....
germany
عاتبة على بلدي2007-07-13 12:24:40
من المسؤل؟ظ
كل كلامك الذي قلته عن اصالة وعراقة السوري هي حقيقة وهناك المزيد والمزيد لكن يبدو يا عزيزي اننا منذ زمن ونحن نعاني أزمة الشعور بالكرامة !!! والسؤال هنا من سلب من هذا السوري شعوره بكرامته وعراقته واصوله وجذوره الحضارية الضاربه في عمق تاريخ البشرية من سرق منه عنفوانه وصفعه في وجهه سالبا ايه كل معاني الاباء والانفة وممرغا كرامته في الوحل؟ يجب الاجابة
-سوريا جوات جوات لكهف
فيلسوف عربي2007-07-13 10:36:57
لا يمكن ان يثمر التفاح في الحر
اريد ان الخص كل ما ذكرته بمثال واحد فالمغترب كشجرة التفاح التي زرعت على شاطئ البحر فهي كبرت ونمت ولكن لم تثمر وان اثمرت تكون ثمارها مصابة بقصر نمو وتظل ضعيفة فبيئتهاهي اعال الجبال الباردة ذو الظروف القاسية فهي تعطي ثمار جيدة خالية من الاصابة مع عدم الاعتناء بها ابدا اي بدون سقي (اموال) وبدن رش مبيدات (قوانين )وتبقى بنيتها قوية لانها خلقت لتعيش في اع
-France
مضيع موبايلو سابقاً2007-07-13 10:31:20
ليت الوطن يسمعك
لقد قلت كل ما يمكن أن يقال في هذا الموضوع ياسيد توفيق، تحية الى قلمك الجريء.
-SFR
سوري2007-07-13 09:49:02
لم يكن أحتلالاً
لم يكن أحتلالا تركيا ولكن كانت وحدة إسلامية لدولة عظمى لها هيبتها حتى اليوم ولم يكن السفر برلك سوى حرب عالمية ضد هذه الدولة فلا تشوه التاريخ كما شوهته كتبنا. وجاء الملك فيصل والثورة السورية الكبرى ورمونا في أحضان المحتلين الفرنسيين والبريطانيين ولازلنا حتى اليوم في ظل هذا الاحتلال
-Germany