أشك في أن الحكومة السورية عندما سمحت للاجئين العراقيين الهاربين من أتون الحرب في العراق أشك أنها كانت تعي المخاطر الأمنية والسياسية والاجتماعية لفعلتها!

جميعنا نؤمن وندرك الأهمية القومية والوطنية لمساعدة الأخوة العراقيين في سورية، ولكن ألم يبلغ السيل الزبى؟

أسئلة تطرح نفسها وبقوة، يتسائلها السوريون بمختلف أطيافهم بعدما شعروا أن بلدهم سورية احتلّ من قبل اللاجئين!!

من الذي سهل للأمريكان احتلال العراق؟

من الذي تآمر مع الأمريكان وحلفائهم لإسقاط النظام؟

من الذي أسهم في خلق حالة الفوضى المهلكة التي وصل إليها العراق؟

كيف سقط العراق بهذه السهولة بيد الأمريكان؟

كثيرة هي الأقاويل والإشاعات، فأمننا اليوم كسوريين مهدد، أمننا الغذائي والمائي، أمننا الاقتصادي والأخطر أمننا الوطني!!

أما أمننا الغذائي، فالعراقيين عندما بدؤوا استيراد المواد الغذائية بكميات مثيرة للاستغراب مستغلين طمع وجشع التجار رفعوا أسعار المواد الأساسية بشكل جنوني، مع انتشار إشاعات تفيد أن العراقيين يرمون المواد في الصحراء ليعودوا ويشتروا المواد مرة أخرى مما تسبب في رفع أسعار البطاطا والخضروات بشكل لم يسبق له مثيل ولم تعرفه دول زراعية أوروبية حتى!!! كما وشكلت أزمة المحروقات العراقية عبئاً مضافاً وخطيراً على الدولة التي تعاني أصلاً من تهريب المازوت السوري إلى لبنان حتى انتشرت إشاعات رفع الدعم لتوفير بعض أموال الخزينة العامة المنهوبة أصلاً!!!

أما أمننا الاجتماعي، فانتشار أعمال النشل والسرقة والخطف والتي اتضح أن ورائها عصابات عراقية سببت الكثير من التوتر التي تفجر في حي جرمانا منذ أقل من عامين عندما قتل ظلماً أحد أبناء المدينة على يد عراقي ومنذ عام عندما اغتصبت طفلة سورية على يد عراقيّ في قدسيا، ناهيكم عن عمليات النصب وسرقة السيارات والأثاث وتدمير المنازل المستأجرة التي يدفع العراقيون قيماً أعلى لاستئجارها ويُسكنون فيها أقاربهم وأصدقائهم على سبيل التوفير!!

أمننا الاقتصادي يهدده العجز الواضح الناجم عن استضافة العراقيين، حيث شاركونا كسوريين في مواردنا الشحيحة أصلاً ليزداد استهلاك الكهرباء والماء من جهة ويشاركونا في موارد المدارس العامة والجامعات العامة وغيرها، كما أنهم هددوا سوق العمالة بأجورهم المنخفضة لترتفع نسبة البطالة لدى السوريين، أما أرباب العمل الجشعين الذين لا هم لهم سوى جني المال، لم يهتموا بتسجيل والإعلان عن العمالة العراقية خوفاً من دفع ضرائب باهظة للتأمينات الاجتماعية وإدارة العمل!!

وأخطر تهديد، هو أمننا الوطني الذي هو في الأساس خليط من أمننا الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي، فالضغوط الخارجية على سورية كبيرة جداً، ولا يخفى على أحد العملاء والجواسيس المندسين بين اللاجئين والذين قد يكونون وراء غالبية المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها سورية اليوم بسبب وجود اللاجئين الذين لم ينسجموا ولم يندمجوا مع اللاجئين الفلسطينيين السوريين الذين أسهموا وبشكل فعال في نهضة وبناء سورية في الخمسينيات من القرن الماضي، في حين نرى أن اللاجئين العراقيين يشكلون عبئاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً على السوريين!!

هي دعوة لإعادة النظر في وجود اللاجئين، حيث تشير الإحصاءات الدولية إلى وجود ما يقارب 1.8 مليون لاجئ، في وقت تتحدث فيه الحكومة عن مليوني لاجئ والناس عن تجاوز هذا الرقم إلى ما يزيد عن ثلاثة ملايين عراقي!!