syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
تداعيات مشروعة... بقلم هاني يحيى مخللاتي
مساهمات القراء

كيف سيكون العالم بعد سنة، أو بعد خمس سنوات؟ سؤال لا يشغل بال الكثيرين، فمعظمنا يتوقع أن حالنا لن يتغير بين سنة وأخرى، ولكن عقداً أو عقدين من الزمن سيغير الكثير بالتأكيد..


في قرن واحد تغير العالم كلياً، هذا ما وثقته بعض الكاميرات التي التقطت صوراً وسجلت أفلاماً من جميع أنحاء العالم، صوراً واقعية دونت التاريخ بشكل حقيقي لأول مرة منذ الأزل، بعيداً عن كتابات المؤرخين ولوحات الرسامين التي نشك بها مهما كانت صادقة، وأفلاماً عرضت لنا وتعرض بعضاً من لحظات الماضي.

لعب الخيال لعبته وحول الماضي البعيد إلى صور ولوحات وأفلام ومسلسلات ومسرحيات، قد لا تمت للواقع بصلة، لكنها مع الأيام تتحول إلى أفكار تسيطر بشكل أو بآخر على عقول البعض،  حتى أن الخيال المتعلق بالمستقبل، يلعب دوراً كبيراً في أيامنا هذه ويحول أفكاراً مجنونة إلى واقع حقيقي.

إعلانات نشاهدها لفيلم ضخم، يحكي هذا الفيلم حكاية البطل الذي أنقذ الكوكب الفلاني، من يد المخربين الذين كانوا يعيشون على كوكب آخر، ثم نشاهد فيلماً يحكي نهاية العالم في العام 2012، ونصدق..

ثم نشاهد مسلسلاً يحكي حكاية الفارس النبيل الذي أنقذ قبيلته، أو عشيرته، أو حتى بلدته من الأشرار.

إذا كان ذلك سيقتصر على التسلية فأهلاً بالمتابعة، ولكن المشكلة تكمن في أن البعض عندما يشاهدون مسلسلاً يحكي حكاية شعبية عن سكان حارة وقفوا بوجه المستعمر كبنيان مرصوص، وتحلوا بصفات لا يمكن إطلاقاً أن نجد ربعها عند شخص في أيامنا هذه، ثم يصفقون بحرارة لمشهد استشهاد فلان، أو على حكمة قالها فلان، أو على تصرف غير متوقع من فلان، ويعقبون بجمل تزيد حماستهم (الله محيي البطن اللي حملك يا عكيد)، (يا هيك الرجال يا بلا)، (الله يبعتلي حرمة متلها ما تقلي غير ابن عمي وتحبني من قلبا)، (والله على زمان كانت العيشة أحلى)

ثم وبالخطأ نقرأ الشريط الأزرق الذي يمرر الأخبار، فنلاحظ أن وكالة عالمية شهيرة، استطاعت صناعة أول بدلة قادرة على الاختفاء بالشخص الذي يرتديها، وأن دولة أخرى نفذت صحناً طائراً، وأنها ستطلقه بعد شهر أو شهرين، نبتسم للخبر ونتذكر مشهداً من فيلم قدمته السينما العالمية منذ عقد أو عقدين، كان هم كاتبه أو مخرجه، أن يسلي المتفرج بأفكار تتمنع عن الواقع، إلا أنها تشغل بال شخص لا يحول دون أن يجعلها واقعاً، سواء بحياته أو حتى بعد أن ينفذها طلابه من بعده، فتصبح فكرة ابتكرها كاتب ما، اختراعاً بين أيدينا.

الفنتازيا التاريخية لا يختلف بعضها عن البعض الآخر، فجميعها وجدت للتسلية، البساط لن يطير إلا في حكايا ألف ليلة وليلة، ومارد علاء الدين لن يخرج من المصباح، والتنين الياباني سيبقى إحدى المعجزات الثلاث التي احتار الناس بتسمية رابعة، وكذلك الصحن الطائر والمخلوقات الفضائية، جميعها سواء، ربما تختلف بطريقة السرد، أو ببلد المنشأ، لكنها ستبقى خيالاً في خيال، ليست لتصدق إنما للتسلية فقط، مع أن الكثيرين يسعون لتحويلها إلى حقيقة، يكذبون على الناس، ويصدقون الكذب، تماماً كالصهاينة الذين كذبوا وصدقوا كذبتهم، وأرادوا تحويلها إلى واقع، فاصطدموا بالوعي المحيط بهم، وانقلب السحر على الساحر..

 


2010-09-26 00:50:11
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق