syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
إمبراطورية الشيطان!... صحيفة البيان الاماراتية
صحافة وإعلام

رشاد أبو داود

أطلقوا عليها في البداية «الفوضى الخلاقة»، روّجوا أنها بداية الديمقراطية، وإذا بها بداية النهاية. قالوا إنها «الحرية» وإذا بها حرية التدمير الممنهج ليس لأنظمة عربية، بل لدول عربية تفتيتاً للشعوب.


 

 

قتل على الهوية، تهجير بلا اتجاه، ذبح على الطريقة التي يدعون أنها إسلامية. إنها سايكس بيكو، قلناها ورأيناها منذ بداية ما ادعوا أنه الربيع العربي. مرت أربعة «ربيعات» ولم نر زهرة حرية ولا نبتة ديمقراطية ولا نبع ماء تفجر في الصحراء.

 

كل ما رأيناه كان شرايين أطفال تقطعت، أثداء مرضعات جفت، رؤوس شباب انفصلت عن أجسادهم، شوارع تفجرت وتاهت بين كانتون وكانتون، وحقول قمح كانت تكفي العالم ذات تاريخ صارت حقول ألغام للموت.

 

ماذا بعد؟ ليس بعد الدمار إلا النار، وما بعد التقسيم إلا التفتيت، وما بعد الموت إلا الموت!

 

خطوات «داعش» هي التي تحدد الخارطة الجديدة لما كان يسمى الوطن العربي. الكل يدري ما هي داعش لكن لا أحد يريد أن يوقفها. ثمة حسابات خاطئة ابتليت بها بعض الدول وثمة جهات متورطة في «المؤامرة» نعم المؤامرة.

 

وإلا ما معنى أن تسيطر عصابات على نصف أراضي دولة عربية هي سوريا، وما معنى أن تتقدم نحو بغداد وتحتل الرمادي؟ ما معنى الانسحابات الكرتونية لا التكتيكية التي تقوم بها جيوش عربية متعوب عليها، واستهلكت موازنات دول على مر عشرات السنين على حساب قوت الشعوب؟

 

وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر اتهم الجيش العراقي بـ«عدم الرغبة في قتال داعش»، ما أثار غضب رئيس الوزراء وعدد من المسؤولين العراقيين. الاتهام ذاته، وجهه الجنرال الإيراني قاسم سليماني..

 

ولكن للولايات المتحدة هذه المرة، حين قال إنها «لم ترغب في قتال داعش في الرمادي».. من يرغب في قتال داعش إذاً، وكيف يمكن الانتصار في الحرب على الإرهاب، وهل تكتفي «الأطراف» بتوجيه الضربات الجوية للتنظيم الأكثر شراسة ودموية من بعيد؟

 

حتى الآن، لم تظهر جيوش المنطقة النظامية، أي «بسالة استثنائية» في مواجهة التنظيم.. الجيش السوري، أكثر جيوش دول الأزمات تماسكاً، لم يخض معارك فاصلة مع التنظيم حتى الآن، مني بخسائر جسيمة في الصراع على حقل الشاعر النفطي الغني..

 

وانسحب من تدمر على نحو منظم من دون قتال المستميت.. الجيش العراقي مني بنكستين، وليس بنكسة واحدة، الأولى في الموصل والثانية في الرمادي، العرب احتاجوا ست سنوات للاستيقاظ من هول «نكسة حزيران»، فكم سنة سيحتاج الجيش العراقي للاستيقاظ من نكستيه؟

 

القوى التي تقاتل داعش والسلفية الجهادية بضراوة واستبسال، هي في الغالب من «ذات الطبيعة»، المليشيات الشيعية في العراق المسماة بقوات «الحشد الشعبي» باتت رأس حربة الدولة العراقية والتحالف الدولي في الحرب على داعش، حتى إنها باتت تحتاج إلى «طلب استرحام» و«نداءات استغاثة عاجلة» للتقدم على خطوط القتال في الحصيبة والرمادي.

 

وبعد أن رفعت واشنطن الفيتو المشهر في وجه مشاركتها في الحروب والمعارك في المحافظات الغربية (السنيّة).. دوافع الحشد وداعش من طبيعة واحدة: قوى دينية مذهبية متطرفة، مدججة بالعقائد والإيمانيات والغيبيات.

 

إننا في مواجهة حرب شرسة اسمها الحركي «الإرهاب» بأدواته التي أمضاها الآن «داعش». وللأسف فإن الأرض العربية الرخوة وطنياً وقومياً مهيأة لمزيد من انتصارات داعش، لكن انتصارات على من؟ هل هي فعلاً انتصارات على أنظمة أم على أمة؟!

 

إن تفشي مظاهر التطرف، الديني بخاصة، ونجاح الإرهاب في السيطرة على مناطق شاسعة من المشرق والهلال الذي كان خصيباً ذات يوم، وانتقاله ككرة النار إلى ملاعب وساحات جديدة باستمرار، إنما يُعد سبباً إضافياً لتجديد الدعوة لتوسيع هوامش المشاركة والحريات والانتقال بخطى ثابتة ووئيدة من محطة إلى أخرى على هذا الطريق.

 

لسنا في موقع المفاضلة بين الحرية أو الفوضى، ولا نحن بصدد الاختيار بين «الديمقراطية» و«الاستقرار».. ولو أننا وجدنا أنفسنا ــ افتراضياً ــ أمام خيارين لا ثالث لهما، لما ترددنا في الانحياز للاستقرار ومحاربة الفوضى.

 

إن محاصرة جماعات التطرف والتكفير والغلو، ومطاردة العناصر والخلايا الإرهابية، أمر يندرج في صميم الولاية العامة لأي دولة، ولا يتعين أن يفضي ذلك إلى أي إحساس بالضيق من قبل المواطنين والنشطاء السياسيين والمدنيين سواء بسواء، طالما أنهم لا يؤخذون بجريرة «محاربة الإرهاب»، وطالما أن الباب سيظل مفتوحاً على رحابته أمام هذه القوى لمواصلة أنشطتها وفاعلياتها من دون تضييق أو خشية أو تحسب.

 

كما أن الحرب على الإرهاب، وبالذات على التطرف، ليست وظيفة الحكومات والمؤسسات التابعة لها وحدها، إنها حرب المجتمع بكل مكوناته على هذه الظاهرة، والمجتمع الحر وحده المؤهل والقادر على القيام بدوره على أنجع وجهة في التصدي لهذه الظاهرة..

 

وعلى الحكومات ألا تكتفي بعدم عرقلة أنشطته على تنوعها واختلافها، بل وأن تشجعه على القيام بالمزيد من هذه النشاطات، خصوصاً في «البؤر الاجتماعية الساخنة» التي تعد حواضن للفكر التكفيري والميول العنفية والنزعات الإرهابية، وأينما وجدت.

 

لم يعد ثمة وقت في الزمن. لا بد من قتل الأفعى من رأسها، والرأس معروف لمن يرفع رأسه وينظر إلى الغرب قليلاً نحو: «إسرائيل»، ابنة المشروع الصهيوني الذي تنفذ الآن المرحلة الثالثة منه، وصولاً إلى «إسرائيل العظمى، إمبراطورية الشيطان».


2015-05-30 12:46:24
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
واحد فهمان2015-06-10 07:23:14
فلقتونا احلام فارغة
مع احترامي الشديد للكاتب لكن فلقتونا باسرائيل. عندنا داخل الوطن اسرائيل اكبر. اليست اسرائيل هذه التي جعلتوها شماعة لأخطائكم أعربت صراحة وفي وسائل الاعلام عن قلقها من زوال النظام السوري لأن زواله سيلغي الاستقرار الذي نعمت به اسرائيل طوال عقود طويلة؟ بعدين يكفي احلام بالقضاء على اسرائيل. لقد باتت اسرائيل دولة معترف بها عالميا وفي جميع المحافل وصارت حقيقة واقعة وجميع دول العالم تحترمها. ينبغي الآن التعايش معها وليس الحلم بالقضاء عليها لأن القضاء على هذه الدولة النووية اصبح من سابع المستحيلات
سوريا