syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
شباب يتمرّد ويرفض توارث مهنة أهله
كرت أصفر

حرف في طور الانقراض في سورية ...

كان الراحل أحمد يصنع الأدوات المنزلية الخشبية من ملاعق وأطباق متنوعة لسكان قريته والقرى المجاورة. وعندما كبر في السن أراد تعليم أبنائه حرفته هذه التي ورثها من آبائه وأجداده،


غير أنهم رفضوا ذلك بحجة أنها مهنة صعبة لا تجاري العصر ولا تطعم الخبز بحسب تعبير ابنه البكر محمد. وهكذا مات الأب متحسراً على مهنته التي انقرضت بعد رحيله.

وعلى رغم مرور سنوات طويلة على وفاته، فإن أبناءه لم يتعلموا مهنة تطعمهم الخبز في شكل أفضل من مهنة والدهم بحسب ما قال ابنه الأصغر علي:. «اعتقدنا أن المدينة ستقدم لنا فرصاً أفضل ولكن الحال لم تكن كذلك».

حرفة أحمد مثلها مثل عشرات الحرف التي لاقت المصير نفسه خلال العقود الأربعة الماضية في الريف السوري لأن الأبناء رفضوا تعلمها. تقول العجوز أم سليمان: «كان في ضيعتنا حدادون وكنا نصنع اللباد من الصوف والحبال من شعر الماعز والأطباق من قش القمح والشعير. أما اليوم فأصبحت هذه الحرف في خبر كان لأن شبابنا فضلوا الهجرة إلى المدينة لاسيما إلى دمشق وحلب بدلاً من البقاء في الضيعة ومتابعة عمل أجدادهم». والغريب في الأمر أن الكثيرين منهم يعيشون في المدينة في ظروف ليست أفضل مما هي عليه الحال في قراهم الأصلية. أنيس مثلاً ترك قريته الهادئة وبيته الريفي وأرضه الخيرة في ريف اللاذقية ليعمل في إحدى مؤسسات الدولة في العاصمة دمشق. وهناك يعيش براتب محدود ويسكن في إحدى الضواحي الفقيرة التي بنيت في شكل عشوائي أو مخالف للمخطط التنظيمي للمدينة. ويمكن القول إن ظروف السكن فيها أسوأ مما هي عليه الحال في قريته التي هجرها.

ومثل أنيس فعل الكثيرون من شبان قريته الذين تطوعوا في الجيش كجنود أو دخلوا مؤسسات الدولة كموظفين بدلاً من البقاء في قراهم وتعلم حرف آبائهم وأجدادهم. أما الشباب القلائل الذين بقوا في قراهم فقد نجح عدد لا بأس به منهم في حياته المهنية من خلال مشاريع إحياء بعض الحرف الخاصة بالسياحة مثل خبز التنور وتجفيف الفواكه.

غير أن رفض الشباب لا يكون دائماً في غير محله كما هي عليه الحال بالنسبة الى تعلم المهن. فهذا الرفض يكون مصيباً في أحيان كثيرة عندما يتعلق الأمر باختيار شريك العمر والزواج منه. فالأهل في بلاد الشرق عموماً يرغبون بتزويج أبنائهم من أقربائهم الذين يكونون في الغالب أبناء عمومة أو أخوال متجاهلين بذلك التبعات السلبية لذلك على الإنجاب. وهذا ما يظهر في حال سهام التي رضخت لضغط الأهل وتزوجت من ابن خالها. فقد أنجبت أربعة أولاد اثنان منهم يعانيان من تشوهات على علاقة بزواج الأقارب. وهناك حالات مشابهة فشلت فيها علاقات الزواج مثل حالات هيفاء وإلهام وأمير وأيهم الذين فشلت علاقات زواجهم التي تمت وفقاً لرغبة الأهل بدلاً من الحب والتفاهم.

وعلى عكس سهام، رفضت نهى الزواج من ابن عمها لأنها أحبت شخصا آخر من غير ملتها. وعندما رفض الأهل زواجها منه هربت معه وتزوجته. واليوم وبعد مرور سنوات على هذا الزواج تتردد نهى إلى القرية بصحبة أولادها التي تقول عنهم جدتهم أنهم « كالورد في جمالهم وحيويتهم».

تقول هيام. ص إن أمها تريد تزويج أخيها أحمد من ابنة أختها رغماً عنه بحجة أنها ستهتم بها عندما تكبر في السن. وكذلك الأمر بالنسبة إلى شريف الذي يريد والده تزويجه ابنة من ابنة عمه سميرة لأنها تعطف عليه وستكون عوناً له في شيخوخته. ومما لا شك فيه أن أحمد وشريف وأمثالهما ليسوا قلة في مجتمعاتنا التي لا تزال تعاني في نطاق واسع من العقلية التسلطية للأهل على أبنائهم.

وفي الوقت الذي تصرف فيه مجتمعاتنا الكثير من الوقت والجهد على الخلافات بين الآباء والأبناء في مجالات الزواج وغيرها في إطار ما يسمى صراع الأجيال، فإن المجتمعات الأوروبية تجاوزت الكثير من هذه الخلافات في إطار احترام قرار الأبناء من الآباء لاسيما بعد بلوغهم سن الثامنة عشرة. فالآباء في مجتمع كالمجتمع الألماني على سبيل المثال لا يتدخلون في قرارات أبنائهم المتعلقة باختيار شريك الحياة حتى لو كانت هذه القرارات خاطئة في رأيهم. وترى غالبية أولياء الأمور في ألمانيا إن من الأفضل ترك الأبناء يتعلمون من أخطائهم وعدم التدخل في شؤونهم وفقاً للمثل القائل لديهم «قبل أن تعارض ابنك تذكر أنك كنت ابناً».

 

 

المصدر: الحياة


2006-07-21 11:20:55
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
siryan girl2006-07-25 14:56:39
فهمكن كفاية
في مقالة بتقول (علموا أولادكم غيرما تعلمتم لأنهم خلقوا لزماٍٍن غير زمانكم) وفهمكن كفاية
-سوريا
الدكتور أنس نعنوع2006-07-22 19:49:54
زيوان البلد ولا حنطا جلب
في موضوع ثاني على السيريا نيوز يقول أنه نصف الأولاد في المانية اليوم أولاد زنا ، يعني يا جريدة الحياة هيك أفضل...؟؟
سوريا - جبلة