أعلن الحزب الشيوعي السوري ـ المكتب السياسي ، جناح المعارض المخضرم  رياض الترك ( الذي بقي 17 عاما سجينا سياسيا ) تغيير اسم الحزب إلى حزب الشعب الديمقراطي، و تجديد دماء الحزب بانتخاب أمين عام جديد بدل الترك , هو عبد الله هوشة.

جاءت هذه التغيرات المهمة , نتيجة لقرارات  المؤتمر السادس الذي عقده الحزب في مكان سري لم يرغب بالكشف عنه , داخل سورية.

و أكد جورج صبرا عضو الأمانة المركزية في الحزب ل (سيريا نيوز)  أن " هناك المزيد من الوثائق و القرارات التي تبناها الحزب سوف تعلن تباعا و من ضمنها أسماء قسم من الهيئات القيادية الجديدة فيه ".

 " و عن سبب توقيت هذه التغييرات في الحزب بهذا الوقت بالذات , أوضح صبرا بأن " مشروع التغيير مطروحا منذ زمن داخل أوساط الحزب , و التي تشمل الاسم و الأمانة العامة و غيرها, لكن كل تلك الأمور كانت مؤجلة لحين انعقاد مؤتمر الحزب , باعتباره الجهة الوحيدة القادرة على اتخاذ قرار إجراء التغيير ".

و لفت إلى أن " المؤتمر الحالي هو السادس في تاريخ الحزب المؤسس منذ العام 1924 , و يفصله عن المؤتمر الخامس 25 عاما إذ استصعب على الحزب عقد مؤتمراته خلال السنوات 25 الماضية بسبب الظروف السياسية العامة في البلاد , التي تعرضت خلالها أحزاب المعارضة للملاحقة و سجن كوادرها و من ضمنها الحزب الشيوعي المكتب السياسي (سابقا) و أمينها العام رياض الترك ".

و نوه بأن " هناك عدة أسماء بديلة كانت مطروحة خلال المؤتمر السادس كبديل جديد لاسم الحزب , كالحزب الديمقراطي الاجتماعي , أو حزب الشعب الديمقراطي السوري الذي اعتمد بعد فوزه بالتصويت

على اعتبار أن تسمية (حزب الشعب) كانت أول تسمية للحزب الشيوعي عام 1924 حيث ظهر كأول حزب للحركة العمالة و الشيوعية في سورية التي كانت تضم سورية و لبنان وقتها ".

و عن انتخاب أمين عام جديد للحزب بدل المخضرم الشهير رياض الترك , كشف صبرا أن " هذا القرار كان بمبادرة من الترك و وفقا لخياره الذي وافق عليه المؤتمر نزولا عند رغبته , و بهدف ضخ دماء جديدة للحزب و تجديد قياداتها بأخرى أكثر شبابا " مفيدا بأن  الترك بقي عضوا في اللجنة المركزية للحزب الذي نأمل بانتظام استمرار عقد مؤتمراته كل أربع سنوات " .

و حول ما إذا كانت هناك علاقة بين عقد مؤتمرهم و تجديد قيادته و تغيير اسمه و قرب عقد المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث الحاكم , شدد صبرا " على عدم وجود أية علاقة بين الأمرين فمؤتمرنا أعلنا عن تنظيمه منذ سنتين , و بقينا نحضر له طوال تلك الفترة , حيث أصدرنا الوثائق و تناقشنا فيها مع المثقفين و أطياف المجتمع السوري حتى توصلنا إلى نتائجنا النهائية ".

 و تتوقع مصادر مراقبة أن " يستحوذ هذا الحدث على أهمية كبيرة في الأوساط السورية, نظرا إلي موقع هذا الحزب، ومكانة رياض الترك شخصيا، ليس في صفوف قوى و أحزاب المعارضة السورية فحسب، بل علي نطاق مختلف اللجان والمنظمات والتيارات ومجموعات العمل الوطني الداعية إلي التغيير الديمقراطي في سورية , و تبعا للظروف الداخلية و العربية و الدولية الدقيقة و الحساسة في هذا الوقت" .

و قد افتتح المؤتمر رياض الترك الأمين الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي بكلمة ترحيبية دعا فيها إلى " متابعة الجهود من أجل إقامة ائتلاف واسع لمختلف قوى الشعب من أجل الخلاص من الاستبداد وشق الطريق نحو آفاق الحرية وإرساء أسس النظام الوطني الديمقراطي، ثم أعلن حل اللجنة المركزية ودعا الرفيق عمر قشاش باعتباره أكبر الأعضاء سنا لترؤس الجلسة , و اختير بعد المداولة ستة من أعضاء المؤتمر لتسيير أعماله.

و ناقش المؤتمر مشروع جدول الأعمال المقترح وجرى إقراره، ثم دخل في مناقشة بنوده وإنجازها حسب الأصول، واتخذ القرارات التالية:

1- قرار بتغيير اسم الحزب ليصبح (حزب الشعب الديمقراطي السوري).

2- إقرار الوثائق التالية بعد إدخال التعديلات عليها: الموضوعات، البرنامج السياسي، النظام الداخلي، والتقرير السياسي. وسيعمل الحزب على نشر هذه الوثائق لاحقا.

3- أقر المؤتمر مبادرة حول الوضع الداخلي السوري، وبيانا حول تطورات الوضع اللبناني، وجملة من البيانات الأخرى، ووجه عدداً من رسائل الشكر والتحية إلى القوى الحليفة والصديقة وإلى منظمات حقوق الإنسان التي وقفت إلى جانب الحزب وقدمت له دعمها في مواجهة القمع الذي تعرض له طوال ربع القرن الماضي.

4- انتخب المؤتمر هيئاته القيادية المحددة في نظامه الداخلي على النحو التالي:

- لجنة التحكيم الوطنية التي فاز بعضويتها عدد من الرفاق كان من بينهم الرفيق عمر قشاش.

- لجنة الرقابة المالية التي فاز بعضويتها عدد من الرفاق كان من بينهم الرفيق فهمي يوسف.

- اللجنة المركزية التي كان من بين أعضائها الرفاق جورج صبرة، رياض الترك، طلال أبودان، عبدالله هوشة، فائق المير، وفوزي الحمادة.

- أعضاء شرف في اللجنة المركزية الرفاق سلطان أبازيد، محمد حجار، وشكر الله عبد المسيح.

ثم اجتمعت اللجنة المركزية بعد انتهاء أعمال المؤتمر، وانتخبت أمانة مركزية من أعضائها الرفاق جورج صبرة، عبد الله هوشة، وفائق المير. كما انتخبت الرفيق عبد الله هوشة أميناً أول لها. ثم انتخبت المكاتب المتخصصة.

بارعة ياغي - سيريانيوز