لم نشأ أن نكتب عن هذا الموضوع لقناعتنا بأن ما ألم بهم كان قاسياً جداً وأن أياً منا كان من الممكن أن يتعرض للتهجير القسري من بلده تحت وطأت الاحتلال البغيض ، غير أن الأمر بات عبئاً لا يطاق يقتضي لفت النظر إليه قبل أن يتفاقم أكثر مما هو عليه الآن.
 

إن الحي السكني الذي تتواجد به السفارة العراقية والمسمى بشارع عبد القادر الجزائري بات مكاناً يغص بزواره من الإخوة العراقيين والذين يتوجب عليهم الحضور إليه لإجراء أي من المعاملات الإدارية المتعلقة بهم من زواج وطلاق وتسجيل مواليد وإخراج قيود وإصدار جوازات سفر وتأشيرات وإقامة .. الخ .
وهو أمر طبيعي في منطقة تعج بسفارات دول عديدة ، غير أن الأمر في حالة السفارة العراقية مختلف تماماً خصوصاً عندما ندرك الأعداد الهائلة من الأخوة العراقيين الضيوف في سوريا والذين يقدرون بعشرات الآلاف إن لم نقل مئات.

إن مكاناً مخصصاً لاستقبال آلاف المراجعين يومياً هو بالتأكيد ليس مكاناً عادياً على الإطلاق حيث من المفترض أن يكون في منطقة سهلة المواصلات بعيدة عن المناطق السكنية ومجهزة بالبنية التحتية اللازمة لتخديم كل هؤلاء المراجعين.

إن هذا الحي السكني الوادع بات شبه مقطوعً منذ الصباح الباكر نتيجة للتجمعات الهائلة من المراجعين والذين لا يجدون مكاناً للجلوس إلا فوق سيارات أهالي الحي والأرصفة ومداخل الأبنية والأدراج الداخلية ومداخل المنازل وهم في حاجة دائمة لحمامات ودورات مياه للرجال والنساء وأماكن مخصصة للأمهات المرضعات ومصادر لمياه الشرب وحاويات للنفايات وهواتف عمومية .... الخ.

إن كل هذه الحاجيات السابقة والتي لا تتوفر لهذه الجموع المحتشدة يومياً أمام السفارة تصبح مطلباً من المراجعين إلى ساكني المنازل المجاورة الأمر الذي لا يمكن التجاوب معه أو احتماله يومياً.

 إننا حقيقة نتمنى من المسؤولين عن هذا الأمر القيام بزيارة للحي للوقوف على معاناة الأهالي والبحث بجدية عن حل مناسب يؤمن للأخوة الضيوف حاجاتهم ويرفع عنا هذا العبء اليومي الحقيقي ، راجين الله أن يعيد الأمن إلى ربوع العراق ويحفظ علينا بلدنا الحبيب.
 

أهالي حي عبد القادر الجزائري