داهمت عناصر من الامن منازل اعضاء مجلس ادارة منـتدى "جمال الاتاسي للحوار الديموقراطي"، وهم ثمانية اعضاء، صباح اليوم الثلاثاء نحو الساعة السادسة صباحا، وعمدت الى اعتقالهم بالكامل.

وقالت مصادر حقوقية لـ"سيريانيوز" ان «رجال الامن رفضوا التعريف عن انفسهم او اظهار أي مذكرات جلب»، موضحة ان «الاعتقال تم على خلفية إلقاء عضو مجلس ادارة المنـتدى علي العبد الله، بداية الشهر الجاري كلمة المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية علي صدر الدين البيانوني، في جلسة كانت مخصصة لعرض معظم ألوان الطيف السياسي والمدني السوري رؤيته الخاصة للإصلاح المرتقب والمأمول».

والمعتقلون هم:

سهير جمال الأتاسي       رئيسة المنـتدى الذي يقام في منزل العائلة

حسين العودات             بعثي سابق، مدير عام سابق لـ"سانا"، و صاحب دار الاهالي للنشر

جهاد مسوتي               مهندس، عضو سابق في الحزب الشيوعي – المكتب السياسي

حازم نهار                 طبيب، حزب العمال الثوري

محمد محفوض             مهندس، عضو سابق في الحزب الشيوعي – المكتب السياسي

عبد الناصر كحلوس        حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي

يوسف جهماني             ضابط متقاعد، وصحاب دار حوران للنشر

ناهد بدوية                  سجينة سياسية سابقة، حزب العمل الشيوعي.

وكانت اجهزة الامن اعتقلت علي العبدالله في الخامس عشر من الشهر الجاري، لذات الاسباب وهو كاتب اسلامي قومي ديموقراطي.

وقالت المصادر السابقة انه و «بعد اعتقال العبدالله استدعت اجهزة الامن الاتاسي، و رافقها نهار، وتم التأكيد حينها ان مجلس ادارة المنـتدى هو من كلف العبدالله القاء كلمة البيانوني، وفي وقت لاحق اصدر المنـتدى بـيانا لم يرفض فيه الافكار التي جاءت في كلمة البيانوني، مؤكدا على ان العبدالله كان مكلفا من قبل مجلس الادارة، وعلى هذه الخلفية تمت عملية الاعتقال».

واكدت المصادر ان «السلطات بسياستها هذه، انما تؤكد ان موضوع الاخوان المسلمين مازال خطا احمرا، لكن ذلك لا يعني ان الوان المعارضة السورية الناشطة داخل البلاد سوف تتراجع في دعواتها لاقامة مؤتمر حوار وطني توجه فيه الدعوة حتى للاخوان المسلمين».

وكانت البلاد وعلى خلفية الضغوط الاميركية، شهدت حركة سياسية نشطة على مستوى المعارضة الرافضة للتدخل الخارجي، وظهرت دعوات لعقد مؤتمر وطني، وبدأت بعض القوى اجراء اتصالات غير علنية مع حركة الاخوان المسلمين المحظورة داخل البلاد.

واضافة الى اعضاء مجلس ادارة منتدى الاتاسي اعتقلت السلطات السورية الفترة الاخيرة اكثر من ناشط حقوقي حيث بدأت في مدينة حماه بالمهندس نزار رستناوي وهو عضو الجمعية التأسيسيّة للمنظّمة العربيّة لحقوق الإنسان في سوريّة، ثم اعتقلت الاحد الماضي رئيس المنظمة ذاتها المحامي محمد رعدون.

وظهر منـتدى الاتاسي في دمشق مع بداية العام 2001، حين انتشرت المنـتديات في سورية خلال فترة ما اصطلح على تسميتها بـ "ربيع دمشق"، وباشر المنـتدى العمل بعقد ندوات شهرية، وفي السادس عشر من نيسان العام ذاته تقدم بطلب ترخيص الى وزارة الشؤون والاجتماعية والعمل، الا ان الوزارة لم توافق على ترخيص المنـتدى كغيره من المنـتديات السياسية.

وخلال حملة الاعتقالات التي طالت نشطاء "ربيع دمشق"، تم توقيف الناطق باسم المنـتدى المحامي حبيب عيسى واحيل الى محكمة امن الدولة العليا، التي حكمت عليه بخمس سنوات بتهمة تغيير الدستور بطرق غير مشروعة، ومازال في السجن.

واضافت المصادر " رغم الضوابط التي وضعت على نشاط المنـتديات، وادى بها الامر الى اغلاقها بالكامل، الا ان منـتدى الاتاسي ظل الوحيد الذي استـثني، وواظب على عقد ندواته بشكل دوري، ولكن، وبعد اعتقال اعضاء مجلس ادارته صباح اليوم، لم يعد ممكنا التأكد اذا ما كان سيمارس نشاطه بعد".

جانبلات شكاي -سيريانيوز