اتهامات متبادلة حيال الموقف من مقتل الخزنوي
تباينت آراء الأحزاب الكردية في سوريا بين مؤيد لتصعيد الاحتجاجات على اغتيال
الشيخ محمد معشوق الخزنوي، وبين داع إلى التهدئة لأن الوقت غير مناسب.
واتهم حزبا «يكيتي» و«آزادي» في بيان مشترك باقي الأحزاب الكردية باتخاذ «مواقف
مخجلة ومتفرجة وتوفير الذرائع والمبررات لممارسات السلطة التصعيدية، والتي تدعو إلى
الأسف والتساؤل معاً»، خلال الاشتباكات التي اندلعت في مدينة القامشلي السورية
الاثنين الماضي.
وصدر بيان مشترك باسم «التحالف الديمقراطي الكردي» وبعض أطراف «الجبهة الديمقراطية
الكردية في سوريا» حمَّل حزبي «يكيتي» و«آزادي» «مسؤولية العبث بمصلحة شعبنا الكردي
من أجل تحقيق مكاسب حزبية مؤقتة».
واعتبر البيان أن الوقت غير مناسب لمثل هذا التصعيد، وهو ما يرفضه حزبا «يكيتي»
و«آزادي» اللذان يريان أن المرحلة «مناسبة تماماً، لممارسة نضالنا السلمي
والديمقراطي وتصعيده، للاحتجاج على سياسة الاضطهاد القومي المفروضة على شعبنا
الكردي من قبل السلطات السورية، وفي الوقت الذي أبدت فيه جماهير شعبنا ارتياحها
واستعدادها للمساهمة بدورها في تصعيد هذا النضال، بل وأنها ثمنت وبوضوح أداء حزبينا
النضالي خلال الفترة الماضية المتمثلة في التجمع والاعتصام والتظاهر... وساندته بكل
إمكاناتها».
ودعا الحزبان إلى للقيام «بتظاهرة سلمية ديمقراطية، من أجل مطالبة السلطات السورية
عشية انعقاد مؤتمر حزب البعث للضغط عليها لإيجاد حل ديمقراطي للقضية الكردية في
سوريا والاعتراف بالشعب الكردي كقومية ثانية في دستور البلاد ومراعاة خصوصيته
القومية في قانون الأحزاب المزمع إصداره وإطلاق الحريات الديمقراطية في البلاد».
واعتبر الحزبان أن هذه المطالب أتت «في إطار المشتركات التي توصلنا إليها ضمن لجنة
التنسيق الوطنية، وقد كانت اللافتات المرفوعة من قبل المتظاهرين ضمن هذا السياق،
وكذلك للمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في اغتيال الشيخ الشهيد محمد معشوق
الخزنوي بمشاركة حقوقيين كرد ومنظمات حقوق الإنسان الوطنية وتحت إشراف دولي».
ورفع المتظاهرون أعلام كردستان ذات الألوان الحمراء والبيضاء والخضراء. كما أدى
اندلاع الاشتباكات في تلك التظاهرات إلى مقتل شرطي سوري وامرأة كردية سورية وجرح
العشرات.
وقد عادت الأمور إلى هدوئها في اليوم التالي بعد تدخل زعماء العشائر العربية
الكردية في المدينة.وأوضح الحزبان الكرديان أنهما «بذلا جهوداً فعالة في قيادة
التظاهرة بشكل سلمي وديمقراطي وهادئ بعيداً عن العنف والتصرفات اللا مسؤولة». واتهم
الحزبان السلطات السورية بالسعي إلى «خلق صراع عربي ـ كردي نرفضه بشده».
واعتبر الحزبان أن السلطات «كانت قد أعدت خطة مبيتة لخلط الأوراق بالتعاون مع بعض
الشخصيات من الوسط العربي العشائري التي لا تمثل سوى أنفسها، حيث أقدمت على إطلاق
الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع واعتدت بالهراوات وأعقاب البنادق على الجماهير
الوافدة من الجهة الشرقية للمدينة للالتحاق بالتظاهرة في الجهة الغربية منها.
مما أدى إلى جرح العشرات من أبناء شعبنا ـ وخاصة النسوة ـ جروح بعضهم بليغة واعتقال
قرابة خمسين شخصاً منهم وترافق ذلك مع نهب المحلات التجارية للكرد في مركز المدينة
من قبل تلك الميليشيات الحزبية وبحماية وتشجيع السلطات المحلية».
تيسير أحمد
- البيان