2010-09-27
طاهر مامللي لسيريانيوز: لا يوجد مبدع في زمن لا إبداع فيه، و"نحنا مضطرين" للتنازل في الموسيقى

ترجم بموسيقاه التصويرية المعاني الإنسانية في العمل الدرامي، حيث غدت الأذن معتادة على سماع الموسيقى التي يقدمها. يعتبر نفسه دائماً في طور التجريب، وأن إنجازه لم يكتمل بعد، ولكنه يحاول باستمرار أن يجعل لموسيقاه بصمة خاصة.


حصد مرتين جائزة أدونيا لأفضل موسيقى تصويرية، الأولى في عام 2004 عن مجمل أعماله، والثانية عام 2008 في مسلسل "زهرة النرجس" إضافة إلى جائزة الإبداع الذهبية لأحسن موسيقى تصويرية لمسلسل الدوامة.

قدم الموسيقى للعديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية السورية، التي حققت له حضوراً وجعلت موسيقاه تنتشر بشكل واسع لما تمتاز به من جدة وابتكار.

التقت سيريانيوز الموسيقي طاهر مامللي وكان لنا الحوار التالي:

ما هي الآلية التي يتم على أساسها اختيار الموسيقى التصويرية للعمل؟

فكرة المخرج ومقولة النص هي الأساس في العمل الموسيقي، فغالباً ما تكون الشارة هي العنوان الوحيد لكل تفاصيل الموسيقى الداخلية، ويتم هذا من خلال تقديم مسودة يراها المخرج ويتم الاتفاق عليها.

في حال كان هناك قدرة من الشركة إلى الدفع لنجم مناسب للغناء فهذا جيد إلا أنها غدت موضة وضع صوت مطرب على الشارة ولكن بشرط أن تخدم المسلسل وليس للإعلام فقط.

هناك نجوم في عالمي أنا فقط مثل ديمة أورشو، صفوان العابد، ليندا بيطار وكل من أتعامل معهم أراهم نجوم كبار ولكن للأسف الشركات "غير موجودة" في سورية لا تتبناهم لعدم وجود حقوق نشر للموسيقى والغناء.

 

وجهت كلمة إلى عدم تدخل المخرج في رفض أو تعديل على العمل الموسيقي إلا في مجال تخصصه، هل برأيك المخرج ليس لديه الصلاحية للتدخل في موسيقى المسلسل ؟

طبعاً، لكن أتمنى أن يكون التدخل ايجابياً كبعض المخرجين الذين تجمعني معهم وحدة التفاهم وإعطاء صاحب الاختصاص مساحة للتعبير والابتعاد عن إلقاء الملاحظات بلا دراية.

بالمقابل، هناك تجارب مع مخرجين استطعنا أن نصل إلى معادلات مهمة من خلال تفاهمنا على صيغة العمل الموسيقي كالمخرج الليث حجو الذي غامرنا معاً بشارات ناجحة وصلت إلى العالم كعمل بقعة ضوء، التي رفضت من آراء مختصين.

 

هل يضطر الموسيقي لتقديم تنازلات؟

نعم "نحنا مضطرين" للتنازل، لأن الخيار ليست بيدنا، أنا لا استطيع أن أكون ملك الساحة التي أعمل فيها لوجود تدخلات كثيرة أهمها الجانب المادي، فكثير من الأوقات أدخل في عمل فني وأتنازل عن الجانب المادي لأني أجد فيه تحدي لأجرب وليس لأبدع لأنه لا يوجد مبدع في زمن لا إبداع فيه.

بالنهاية أنا موسيقي أتعامل مع مغنيين وموسيقيين ولدي ميزانية كاملة للعمل ليقدم بأكمل وجه.

 

ما هو مأخذك على هذا الزمن الخالي من الإبداع؟

لا يوجد إبداع، لأن الشارع لا يوجد فيه مساحة للمبدعين. اليوم لا نستطيع أن نفصل الفن عن مشاغل الحياة، فهذا كله يبعد المبدعين عن مساحة التأمل، في السابق كنا نسمع أغنية لأم كلثوم لمدة ساعة أما الآن فتستطيعي أن تلخصي أغاني روتانا بثلاث دقائق.

 

في هذا الوقت لمن تسمع؟

في الحقيقة السمع بالنسبة لي هو شحن بطارية، فأنا أتأثر وهذا ينعكس على الموسيقى التي أقدمها، فأنا لدي طيف من تاريخ الموسيقى الشرقية نظرا لنشئتي في حلب، ومتابع للغناء والموسيقى في تركية إضافة لدراستي الكلاسيك.

فهذه الخلطات جميعها تستطيع أن تتخيلي إلى أي مدى يستطيع الشخص أن يضيع ويجد نفسه ضمن هذه الأطياف.

 

في حال لم يوجد إبداع، فما هو حال الموسيقى التصويرية في سورية؟

أحسن ما يكون، لأنه في النهاية إذا لم يكن هناك موسيقى تصويرية في سورية لن تشاهدي أي من الموسيقيين الموجودين حالياً.

 

حصلت على جائزة أدونيا في 2004 و2008، ولكن عام2009 لم تحصل عليه على الرغم من توقعاتك؟ وما رأيك بتقييم أدونيا؟

الجوائز عبارة عن تتويج لقبول العالم لعملك، بالمقابل فهي تؤذي الذي يراها أكبر من حجمها، فأنا أتمنى من نفسي أن "لا أنغش بالجوائز".

كنت متوقع العام الماضي حصولي على الجائزة، لأني قدمت جهد أكبر من العام 2008 وبرأي هناك من يستحق الجائزة أكثر مني.

وبالنسبة لجوائز أدونيا هناك إشكالية، فتقييم اللجنة بما ينتجه الفنان وقبول الفنان لرأي الآخرين لم تكن منصفة، وأنا أثق أن اللجنة نزيهة ولكن ليس بضرورة أن أوافق على ما تراه اللجنة.

 

هل وصلت إلى حلمك "بأن تصل إلى مرحلة أقدم فيها مقولة تحمل مصداقية وبعداً إنسانياً"؟

لم ولن أصل لأنه حلم بالنهاية، ولكن حافزي أن أقدم اختلافاً في الحياة وإيماناً أن للفن دور إنساني مهم جداً أكثر من التسلية فأنا ضد مقولة الفن للفن.

 

من هو منافس طاهر مامللي في الموسيقى التصويرية؟

الجميع منافسين لطاهر مامللي وبصراحة أغار منهم، عندما يقدموا أعمال مهمة، وبرأي أن هذا الشيء صحي إلى حدٍ ما إذا لم ينجم عنه أثر سلبي.

 

 قرأت في أرشيفك الصحفي بعض الجمل، أريد توضيح ذلك؟

مازالت الأغنية السورية "بين الشوطين": صحيح فلا يوجد من يرعى الأغنية والغناء في سورية.

الدراما المصرية سلبية، حيث تنوح بسبب أو بغير سبب: لأنه لديهم شكل معين في العمل الموسيقي من خلال نشر العواطف التي تلقن المشاهد بشكل مباشر.

 

لكل ممثل مشروعه، هل تشعر أنك تحقق مشروعك من خلال ما قدمت من أعمالك؟

راضي عن الخطوات التي أقدمها، ولكن رضا مرحلي لم يصل بعد إلى خط النهاية، ولكن طموحي أن أقيم حفلة في مدينتي حلب بنهاية الموسم.

 

بعيد عن الفن، ماذا عن حياة طاهر مامللي؟

أنا مطلق ولدي ثلاثة أولاد، وعلى علاقة صداقة رائعة مع أم أولادي، وبالمقابل حياتي الخاصة هي أولادي

 

ما هي الأعمال التي شاركت بها الموسم الرمضاني؟

أعمالي مسلسل وراء الشمس للمخرج سمير حسين، و"لعنة الطين" إخراج أحمد إبراهيم أحمد وغناء النجم العربي نور مهنا، إضافة إلى الجزء الثاني من مسلسل ضيعة ضايعة، صبايا والجزء السابع من بقعة الضوء.

وكان هناك تحضيرات وجهد مكثفان لمسلسل "كليوباترا" إخراج وائل رمضان.

 

صف لنا هذه الأسماء:

سمير كويفاتي: أستاذ، استطاع أن يقدم الخصوصية التي ندافع عنها من خلال الشارات.

رضوان نصري: مجرب ذكي، وأحسده في كثير من الأوقات وأحياناً يضطر للتنازل.

ديمة أورشو: رمز لمبدعين ليسوا من هذا الزمن. فللأسف البقاء للأسوأ والأقوى.

تهاني عبود- سيريانيوز منوعات