2010-09-29
فادي مارديني لسيريانيوز: عاصي الحلاني غنى لأول مرة باللهجة السورية في "الشام العدية"...وشارة مسلسل "ابو جانتي" لاقت نجاحاً كبيراً

أرفض توزيع شارة المسلسل بطريقة درامية بحتة, وأفضّل أن أقدّمها كأغنية متداولة بين الناس

حاول منذ بداية دخوله لعالم الموسيقى وتأليف وتلحين وتوزيع شارات المسلسلات التلفزيونية أن يكون مميزاً ويقدم ما هو خارج عن المألوف.. واستطاع من خلال مسلسل (سيرة الحب) أن يصوغ شارة المسلسل على نمط الأغنية المتداولة.. ومن هنا كانت بدايته الحقيقة, ما دفع الكثيرين لتقليده..


سيريانيوز استضافت الملحن والموزع وكاتب كلمات الأغاني الموسيقي فادي مارديني الذي قدم هذا العام موسيقى مسلسل (أبو جانتي) و(الخبز الحرام).. وقدم قبلها أغنية (الشام العدية) التي باتت من أشهر الأغنيات الشعبية في سورية والعالم العربي, واستطاع خلال مسيرته الفنية القصيرة أن يتعاون مع أكبر الأسماء في الوطن العربي من أهمهم الفنان عاصي الحلاني والفنانة كارول صقر.

 

بدايةً.. ما الذي دفعك للاتجاه نحو العمل الموسيقي؟

منذ صغري كنت أحب الموسيقا كثيراً وكان لدي اورغ صغير وأول أغنية ألفتها كانت عندما كنت في الصف السادس الابتدائي, ثم درست الموسيقا سنة واحدة لأعرف ألف باء الموسيقا وانقطعت عن الدراسة بسبب رغبتي بالدخول السريع في مجال العمل, وأنا بطبعي أحب أن أتعامل مع موهبتي في العزف السماعي أكثر من النوطة.

 

حدثنا عن أول المسلسلات التي عملت بها وسيرتك الفنية والصعوبات التي عانيت منها؟

كنت أتردد بشكل دائم على مكتب الملحن المعروف سمير كويفاتي الذي رعى موهبتي في البداية, وبينت له رغبتي بالعمل في التلحين وبالفعل وافق على ذلك وأول مسلسل وضعت له الموسيقى التصويرية والشارة كان عام 2004 ووقتها كنت لسنت معروفا فكان الإشراف العام على الموسيقى للأستاذ سمير, وبعد التجربة الأولى أحب كويفاتي عملي, ثم اشتغلت معه في المسلسل الثاني (الغدر) ولكن في كلا التجربتين لم ينزل اسمي في الشارة كموسيقي مسؤول عن العمل مع أني أنا الذي كنت أكتب وألحن وأوزع الموسيقى, وكانوا يكتفون بنسب التنسيق الموسيقي فقط لي مع أني كنت من أجهز كامل الموسيقى للعمل, وفي عام 2006 قررت أن أتوقف وأحببت أن انطلق لوحدي لأن هناك كثير من الألحان نُصبت في بداياتي.

 

هل تعتبر أن مسلسل (سيرة الحب) شكل البداية الفعلية والمستقلة لك؟

نعم بالأكيد, ففي عام 2007 تعرفت على الفنان سامر المصري الذي عرفني بدوره على منتج العمل وعرضت عليه وجهة نظري, واقترحت أن تكون الشارة أقرب إلى الأغنية المتداولة منها إلى ماهو متعارف عليه في الشارات, وبالفعل وافق على الفكرة وكان مسلسل سيرة الحب أول عمل أقدمه لوحدي, وغنى الشارة الفنان هادي أسود, ثم اشتغلت بنفس العام مسلسل آخر للتلفزيون السوري وترشحت لجائزة أدونيا ولكني لم آخذها, وفي عام 2008 قدمت (هيك تجوزنا) غناء وضاح شبلي وذهبنا باتجاه الأغنية وبنفس العام أحبت بعض الشركات الفكرة وسارت على مبدئها.

 

ماالذي يميز الشارات التي تقدمها عما هو متداول في المهنة؟

أعتقد أن شارات المسلسلات توزع بطريقة درامية جداً ولا تصلح للسماع كأغنية منفردة ضمن مجموعة أغاني, أما بالنسبة لي فأحب أن أطلق شارة المسلسل كأغنية عادية معممة على أكثر من حالة وأحاول الخروج من التخصيص عن طريق التوزيع وطريقة التسجيل ولكن ذلك لا يعني ألا تعبر الأغنية عن العمل, وبالتالي يستطيع مغني الشارة أن يطلق الأغنية التي غناها ضمن مشروعه الفني وأن يستمتع الناس بالأغنية بعد انتهاء المسلسل بسنوات عديدة, من جهة ثانية أحب أن أقدم شيئا جديداً على صعيد الموسيقا التصويرية لأنها يجب أن تضيف للعمل ولا تكون مجرد تقليد للآخرين.

 

كيف تؤثر الموسيقا التصويرية على المشاهد البصرية التي ترافقها, وما الأسس التي يتم صنع هذه الموسيقا عليها؟

بدأ الناس يدركون في السنوات الأخيرة أن للموسيقى التصويرية دور كبير ومؤثر في المسلسل التلفزيوني لأنها قد تضعف مشهد بالكامل إذا كانت ضعيفة رغم أن الممثل بذل كل جهده فيه, والموسيقى التصويرية تجعل المشَاهد الصامتة ناطقة بألحانها، وتترجم المعاني الإنسانية التي تربط خيوط الحدث الدرامي, والمسألة عبارة عن ذوق واتفاق مع الكاتب والمخرج, فبعد أن نقرأ النص نتفق على كلام ولحن الشارة والمغني الذي سيؤدي الشارة, ومن المفروض أن تكون الموسيقى جاهزاً قبل رمضان ولكن النص لا يأتي إلا قبل 5 أيام من رمضان وهذا ما يربكنا.

 

كتبت ولحنت شارة 3 أعمال هذا العام (أبو جانتي, الخبز الحرام, عرب وود), هل السبب ذاتي أم يعود لطلب شركات الإنتاج ووجود أسماء تحدد مسبقاً؟

طبعاً الموضوع ليس برضاي أبداً فهناك موسيقيين معروفين يأخذون أكثر من 8 مسلسلات خلال العام الواحد, وهناك من يأخذ عملين فقط أو ثلاثة على أبعد تقدير وهذا كله يعود للواسطة والعلاقات والمعارف.

 

وهل أنت راضٍ عما قدمته هذا العام من موسيقى تصويرية وشارات للمسلسلات؟

كان لدي هذا العام (الخبز الحرام) كموسيقى مجردة أنا فخور بها ولكني لست راض عن طريقة وضع الموسيقا في المشاهد, وبصراحة كان هناك تدخل كبير من المخرج تامر اسحق في الموسيقى ولم يكن هناك حوار بيننا, فالموسيقي يفهم بالموسيقى100% ومن الممكن أن يفهم بالإخراج 30% وكذلك الأمر بالنسبة للمخرجين ولكن رغم ذلك تدخل اسحق بالموسيقى ولم أكن راض عن النتيجة رغم أني جلبت الفنانة كارول صقر من دون أجر وجعلتها تعمل لأول مرة مع موسيقي غير زوجها الملحن هادي شرارة.

 

استقطاب فنانين عرب يغنون شارات المسلسلات أثار استياء الفنانين السوريين؟ ما تعليقك على ذلك؟

لا يجب أن نتحدث بهذه الطريقة وخاصة بالفن فكل شارة صممت لفنان معين دون غيره, مثل الشام العدية كانت لعاصي ولم تليق لأحد آخر غيره, لأن هناك نقلات فنية تصلح لفان معين أكثر من غيره وهذا يخدم الشارة بعيداً عن الأسماء والتعاون ليس خاطئ أبداً, فيجب أن لا يكون هناك تحيز بالفن, فعندما نعطي الشارة لفنان سوري يمكن أن تسبب له الضرر أكثر مما تكون قد أفادته إن لم تضف له شيئاً جديداً.

 

كنت مرشحاً هذا العام لوضع موسيقى مسلسل الدبور ولكن الموضوع لم يتم.. ما القصة؟

اقترح عليّ بطل العمل الفنان سامر المصري تحضير شارة لمسلسل الدبور على شكل مدلي من الأغاني الشامية بطريقة جديدة بأصوات مطربين سوريين وبالفعل اشتغلت أكثر من نصف العمل, وفجأة علمت أنهم استعانوا بملحن لبناني والفنان أيمن زبيب لغناء الشارة, رغم أنهم اتفقوا معي سابقاً بأن أكون موسيقي مسلسل الدبور من حيث الشارة والموسيقى التصويرية, والمشكلة أنه لا يوجد ضمان بالعقد للطرف الأضعف ولم اخذ أي حقوق في مسلسل الدبور.

 

وما مستوى رضاك عن مسلسل (أبو جانتي)؟

كنت سعيد جداً في هذا العمل لأنهم أعطوني كامل الحرية كموسيقي, وكنا فريق واحد وأعتقد أن الشارة نجحت كثيراً ولفتت نظر الجمهور وكذلك الموسيقى التصويرية, وأعتقد أن هذا أول عمل كوميدي يطرح بهذه القوة, ولكن صعوبة العمل وجود مسحة حزن فيه يجب التعبير عنها خلال الموسيقى رغم انه عمل كوميدي وبالتالي هناك شعرة بين خفة الدم وثقله.

 

وما مستوى رضاك عن الأجور المقدمة لكم كموسيقيين؟

الأجور لدينا متدنية جداً للأسف, فالموسيقيين لا يأخذوا حقهم نهائياً رغم أن الدراما السورية تحقق أرباحاً طائلة وهذا شيء لا يخفى على أحد, ورغم ارتفاع سعر الممثل إلا أن هذا الشيء لم ينطبق على باقي فريق العمل, والى الآن هناك أعمال كثيرة لم أحاسب عنها ومنها مسلسل (الخبز الحرام).

 

تزامنت شارة مسلسل (أهل الراية) مع (الشام العدية) وكلاهما قدم بنمط الدبكة.. هل تعتقد أن أهل الراية كان العمل الذي نافسك وقتها؟

شارة (أهل الراية) كانت أكثر من رائعة ولكني لم اشعر أنها نافستني لان الملحن والموزع لبنانيين وهنا لم ينافسني احد لأنهم ليسوا سوريين, وبالنسبة لشارة الشام العدية فانا قدمتها على نمط الدبكة وكانت من كلماتي والحاني وتوزيعي, ووقتها جعلت عاصي الحلاني يغني باللهجة السورية لأول مرة وهذه خطوة ممتازة وأخذت صدى كبير, ولكن لا أعلم لماذا تهمشت بشكل كبير, حيث لم ينقدها احد ولم يمدحها احد ووجدت محاربة بالخفاء.

 

هل تعتبر أنك مظلوم على مستوى التقدير والتكريم لأعمالك.. وهل أنت مغبون إعلامياً؟

هناك أسماء هم الذين صنعوا الجوائز مع أصدقائهم ولا انتظر الجوائز من مؤسسات خاصة, أما على صعيد الصحافة فلم تهتم بي الصحافة أبداً سواء لقاءات إذاعية أو مكتوبة أو تلفزيونية, وبالتالي الإعلام يركز على من هم معروفين وليسوا بحاجة لاستضافة لمجرد شهرتهم وتقديمهم لكم هائل من الأعمال سواء أثروا أم لم يأثروا.

 

هل يوجد لدينا موسيقي سوري قادر أن يمثل سورية عربياً؟

بصراحة هناك أسماء كبيرة ومعروفة في الوسط وهناك أسماء جديدة ظهرت هذا العام ولكن الأسماء الجديدة لم تضف شيئاَ عن ما سبق وتقدم في موسيقى الدراما السورية وبالتالي لم يكن هناك ذلك النوع من المنافسة الذي يزيد الإبداع, ولكن أعتقد أن الفنان القدير طاهر مامللي أول من بدأ فكرة تمثيل موسيقى الدراما السورية عربياً وذلك من خلال الحفل الذي قدمه بدار الأوبرا السورية وهذا يشجعنا على أن نخطوا هذه الخطوة الجميلة ولكن هنا أريد أن أنوه وبصراحة أنه حتى الأن لا أعتقد أنه لدينا اسم بقوة الموسيقي المصري عمر خيرت أو عمار الشريعي الذي تربت أجيال كبيرة على موسيقاهم .

 

كموسيقي أي نوع من الأعمال الدرامية يستهويك أكثر للعمل به: (الاجتماعية, الكوميدية, التاريخية..)؟

خلال مسيرتي القصيرة كان لدي تجربة في أغلب هذه الأنواع, الكوميدي من خلال (أبو جانتي), الموسيقى السلو الاجتماعية من خلال (سيرة الحب), ونمط الدبكة في (الشام العدية), ولكن في النهاية أنا أتعامل مع كل أنواع الدراما بحيادية شديدة وأحاول أن أبتعد عن الأنماط التي أحبها لأضع موسيقى تناسب العمل بغض النظر عن توجهاتي, وفي السياق ذاته أصبح لدينا موسيقيين يعرفون من موسيقاهم وهذا شيء لا أحبذه لأن الموسيقي يجب أن يبقى في تجديد مستمر.

 

بعيداً عن شارات المسلسلات.. حدثنا عن الفنانين الذين تعاونت معهم في ألبوماتهم؟

حقيقة لم أتعاون مع فنانين نجوم بألبوماتهم, تعاونت مع فنانين سوريين مثل جورج طحان, ريبال خضري, كما قمت بتلحين أغنيتين للفنان باسل خياط, وكذلك أغنية خاصة لسورية غناء سامر المصري (أنا سوري) وأتمنى أن يصدر لها كليب لطيف بعيداً عن النمط المعروف في الأغاني الوطنية الذي يعتمد على الرتم العسكري أو الدبكة, وهنا أفضل أن يعبر الكليب عن سورية بتجرد.

 

ما هي مشاريعك وأعمالك القادمة؟

هناك أكثر من عمل مع شادي أسود ومحمد المجذوب ولكن لم نستقر بعد على الصيغة النهائية للعمل, وهناك أيضاً أغنية من ألحان وكلمان هادي أسود سأقوم بتوزيعها, أما على صعيد المسلسلات فإن وجد جزء ثاني من مسلسل أبو جانتي فسأكون الموسيقي الذي سينفذ الموسيقا وأتمنى ذلك من كل قلبي.

 

كلمة أخيرة لموقع سيريانيوز:

أوجه تحية لكافة قراء موقع سيريانيوز الذي أعتبره من أهم المواقع السورية, وأنا وفخور جداً بإجراء أول حوار على موقع الكتروني ضخم مثل سيريانيوز, وأتمنى وجود دورة بالإنتاج ليعرف كيف يتعامل المنتج مع الكادر الفني ولا يتحكم بالفنانين لمجرد وجود النقود معه, وأنا مع وجود الفنان المنتج مثل شركات الإنتاج الخاصة بالفنانين سامر المصري, سلوم حداد, جومانة مراد, لورا أبو اسعد لان الفنان يحترم العلاقات الفنية.

إعداد وحوار: أروى الباشا-سيريانيوز