2010-11-08
بعد مضي 13 عاماً على الجزء الأول.. أيمن زيدان يعود لجمهوره بجزء ثان من "يوميات مدير عام"

زيدان لسيريانيوز: عمل درامي واحد كفيل أن يقوم بمهمة وزارة كاملة.. وعالم الكوميديا حقل من الألغام

بعد مرور أكثر من 13 عاماً على جزئه الأول الذي رصده سلبيات المؤسسات الحكومية في المجتمع السوري.. يعود الفنان أيمن زيدان لجمهوره بجزء ثاني من المسلسل الكوميدي الشهير (يوميات مدير عام) الذي استطاع أن يحقق عام 1997 نجاحاً باهراً وشعبية كبيرة على مستوى سورية والوطن العربي كله..


وحول طبيعة الجزء الثاني من (يوميات مدير عام2) والجديد الذي سيحمله وأمور أخرى كثيرة تتعلق بالكوميديا والمسيرة الفنية الطويلة للفنان أيمن زيدان كان لسيريانيوز معه الحوار التالي..

 

بداية حدثنا عن الجزء الثاني من "يوميات مدير عام".. ومتى سيبدأ تصويره؟

"يوميات مدير عام2" من تأليف الكاتب خالد حيدر, وإخراج المخرج السوري زهير قنوع ومن إنتاج شركة سورية الدولية, وسنباشر بتصويره في بداية الأسبوع الثاني من شهر تشرين الثاني الحالي, وسيحافظ العمل على معظم نجوم العائلة الأساسية للمدير العام (أبو طارق) في ما عدا الفنانة نادين خوري التي جسدت آنذاك دور زوجة المدير العام, إلى جانب استضافة مجموعة من الفنانين مثل الفنانة ضحى الدبس والفنان الشاب نضال نجم, إضافة إلى مجموعة من الفنانين الضيوف.

 

ماسبب تأخّر طرح الجزء الثاني من العمل, وخاصة بعد مرور وقت طويل على عرض الجزء الأول؟

فكرة تقديم جزء ثاني كانت مطروحة منذ وقت طويل وهي ليست وليدة اللحظة, ولكننا وجدنا أن طرح الجزء الثاني في هذا الوقت هو الأنسب حتماً, بعد أن استطعنا التوصل إلى صيغة كتابية محرضة للعمل وجديرة بالمشروع إضافة إلى الشرط الإنتاجي بصورته المثالية, ولأن لدي إحساساً بأن الأوجاع التي تحدثنا عنها قبل 13 عاماً لا زالت قائمة بل زادت, وما دام أمامنا مادة مشاهَدَة فإننا نأمل أن نمرر أوجاع الناس من خلالها.

 

ما الجديد الذي سيطرحه الجزء الثاني على مستوى الأفكار المقدمة وكيفية معالجتها؟

سنعيد طرح القضايا الأساسية التي تبناها الجزء الأول ولكن بطريقة جديدة وأسلوب عصري لتخرج بصورة وإيقاع 2011 , وسنتصدى للفساد والبيروقراطية وجميع عيوب المؤسسات الحكومية التي بدأت تأخذ أشكالاً جديدة واختلفت الطرق والوسائل المتبعة فيها باختلاف العصر وشروطه ومتطلباته, ونتمنى أن نستطيع تقديم الجزء الثاني بصورة لائقة تحترم مضي 13 عاماً على الجزء الأول.

 

ما أهم عمل كوميدي قدمته إلى الآن.. وهل هناك عمل كنت غير راض عنه؟

كل الأعمال التي قدمتها كان بها رسالة هامة جداً, لأنها أعمال قدمت قراءة كوميدية متفردة لأحداث مرت في سورية, وفي بعض الأعمال لم نتناول القضايا الكبرى في المجتمع بل كانت أقرب إلى تجميع تفاصيل صغيرة ونجحت نجاحاً مدوياً, أما بالنسبة لوجود أعمال أنا لست راض عنها, فهو مسلسل (جميل وهناء) فرغم كل الجماهيرية التي استطاع أن يحققها إلا أنني لم أكن راض عنه بما فيه الكفاية, وأعتبر أن بقية أعمالي الكوميدية مثل يوميات مدير عام, ومرسوم عائلي أفضل من (جميل وهناء).

 

تكاثرت مؤخراً ظاهرة الأعمال الكوميدية.. هل أنت راض عما يقدمه الجيل الشاب اليوم من أعمال كوميدية؟

لا أحب أن آخذ دور الناقد, ولكن من موقعي كممثل وباعتبار أن الكوميديا واحدة من مشاريعي الرئيسية في الحياة, فانا أرى أن الكوميديا فن صعب جداً والدخول إلى عالم الكوميديا يعتبر بمثابة حقل ألغام إن فشل الفنان في تقديمها, وعندما نريد ذكر أسماء النجوم الحقيقيين الذين عملوا بها لا نستطيع تذكر سوى واحد أو اثنين, لان الذي يحدد معيار النجاح هو التقادم الزمني, وبشكل عام أنا لست راض عما يقدم من أعمال كوميدية اليوم ولكني أقول أن الساحة تتسع لكل الخيارات وكل زمان يمر به مرحلة معينة يبرز فيها الأعمال التي تحقق نجاح مؤقت.

 

باستثناء عدد قليل من الأعمال.. برأيك لماذا لم نعد نرى اليوم أعمالاً بسوية الأعمال التي قدمت سابقاً؟

لأن الشرط الإنتاجي والظروف والثقافة العامة تغيرت اليوم لذلك لم نعد نرى أعمال بسوية الأعمال السابقة, فقد أصبحت الرساميل التي عملت بالإنتاج تفرض مشروعها الخاص وأرائها, لان الإنتاج ليس تمويل فقط وإنما فكر وتصور فرأس المال يملي ثقافته ويحدد مواصفات مشروعه وهنا لم يعد مكان للمشاريع الهادفة ذات القيمة, بل طغت الصبغة التجارية السريعة على مجمل ما نراه اليوم.

 

اليوم بات المشهد الدرامي السوري مليئاً بفناني الصف الأول الذين أصابهم الغرور.. ما السبب في ذلك؟

أنا أقول دائماً أن ولادة الدراما السورية لم تكن طبيعية بل جاءت مباغتة, وبناء عليه فإن النجاح يترك أصداء متباينة حسب الشخص, فإما أن يزيده تواضعاً أو قد يصيبه بأبعد درجات الغرور ويعتقد أنه ملك العالم, لذلك عندما نذكر أغلب الفنانين الذين باتوا نجوماً بالمرحلة الفنية الأولى من حياتهم يعتقدون أن ذلك إساءة لهم أو شيء مخجل لا يحبون تذكره, وينسون أن البدايات واحدة من أهم عناصر النجاح الذي يعيشونه في الوقت الحالي.

 

عملت في العديد من المهن الفنية, من التمثيل إلى الإنتاج والإخراج و الكتابة.. في أي مجال وجدت نفسك أكثر؟

أعتبر نفسي محظوظاً أكثر من اللازم في عملي وأنا راض جداً عن مسيرتي الفنية, وفي كل المهن التي عملت بها سواء كممثل أو كمخرج أو مدير لشركة إنتاج أو في مجال كتابة المجموعات القصصية وكلمات أغاني

كنت مستمتع جداً وكنت أحب أن أقدم دوماً شيئاً جديداً في الفن, ولكن في النهاية كل هذه الفعاليات تأتي في المقام الثاني بعد التمثيل, فأنا ممثل أولاً وأخيرا ولكن الحياة تحتمل أكثر من مشروع أو فكرة.

 

ظهرت مؤخراً ظاهرة الفنان الذي يدير شركة الإنتاج ويقوم بدور البطولة بنفس الوقت.. هل تعتبر أنك كنت أول من أدخل ظاهرة الفنان المنتِج على الوسط الفني؟

ربما أكون أول من أدخل هذه الظاهرة من خلال إدارتي لشركة الشام الدولية للإنتاج السينمائي والتلفزيوني وقيامي بدور البطولة في المسلسلات التي أنتجتها الشركة, وأنا مع هذه الظاهرة ولكن المهم هو النتيجة النهائية التي يحدد معيارها الجمهور سواء بالنجاح أو الفشل, فالجمهور هو من يكسب شرعية للفنان وإن كان يستحق تلك الشرعية فلم لا, واليوم بتنا نرى أن كثيراً من الأبطال كانوا مزيفين ولم يكونوا مؤثرين رغم تأديتهم لدور البطولة في جميع مسلسلاتهم, وعلى الجانب الآخر هناك الكثير من ممثلي الصف الثالث بقيوا في ذاكرتنا إلى الآن رغم مرور عشرات السنين على أعمالهم لأنهم كانوا صادقين في كل ما قدموه وأبدعوا في أداء أدوارهم.

 

هل خلق لك عملك في إدارة الإنتاج عداوات مع الفنانين؟

نعم, في الحقيقة عند تولي الشخص إدارة منصب معين تصبح المسؤولية كبيرة بالنسبة له ويحاول أن يحرص دائماً على اكتمال جميع العناصر الفنية وإخراجها بأفضل أسلوب, وهذا ما كان يخلق بعض الحساسيات بيني وبين من عملوا معي من الفنانين وبعضهم تحول إلى عدو لي, ولكن بعد أن تولوا إدارة الشركات الإنتاجية اكتشفوا هذه المسؤولية, وفي النهاية هناك شيء يسمى عداوات الكار وهو موجود في كل مهنة والنجاح له ضريبة شاء المرء أم أبى, كما له متعته وشجونه, فلا يمكن أن ينجح احد ويكون حوله إجماع بالنجاح الذي حققه, ومسألة الغيرة والمنافسة غير المرضيّة مسألة مشروعة.

 

صرحت في حوار سابق لك أن معظم المخرجين الشباب مراهقين إخراجياً.. ماذا قصدت بذلك؟ وهل هناك أسماء محددة؟

تعلمنا في السابق بأن المخرج يجب أن يتمتع بثقافة عالية المستوى وبمعرفة وخبرات كثيرة, وكان كرسي المخرج مكان مقدس لا يصل إليه إلا كل من هو جدير بذلك, ولكن هذا الكلام لم يعد شرطاً بإخراج الدراما السورية, فقد أصبح الجانب التكنيكي هو المعيار ولم يعد هناك ضوابط, وبتنا لا نفهم لماذا هذه اللقطة قريبة أو لماذا تلك اللقطة سريعة جداً وبهذا المفهوم أصبح الإخراج مراهقة, وأنا أعتقد أن الإخراج اليوم في اضعف حلقاته لان الأعمال بدأت تتشابه وتتحرك في فضاء متشابه ولم يعد هناك روح وموضوع فني خاص للنصوص المقدمة.

 

بعد إصدار مرسوم رئاسي مؤخراً يعفي المنتج الفني من أي رسوم.. ما الذي بقي للدراما السورية حتى تكتمل صورتها الفنية؟

القيادة السياسية تولي الدراما عناية خاصة, وكانت وراء إصدار مجموعة من القرارات التي تسهل عملية الإنتاج الدرامي. كالمرسوم الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد مؤخراً والذي يعفي جميع المنتجات الفنية من أي رسوم أو ضرائب, ولكننا ننتظر أيضاً أن يكون لدينا مدن تصوير حتى لا نضطر للسفر خارجاً, وننتظر أن يصبح المنتج الدرامي سوري بالكامل وخاصة من حيث التمويل ونريد قوانين تضبط هذه الصناعة, ونتمنى أن يصبح هناك غزارة في المحطات السورية الخاصة مما يحرر المنتج من سيطرة القنوات الفضائية العربية, وأملنا أن تلقى الدراما دعم اكبر على بساط الأرض لان الدراما مشروع وطني وهي خطاب اجتماعي وثقافي وحضاري وسياسي, فعمل درامي واحد كفيل بان يقوم بمهمة وزارة كاملة.

 

إعداد وحوار: أروى الباشا-سيريانيوز منوعات