"الخروج من المدينة امر غير ممكن وايصال الطعام يواجه بالمنع"

توالت نداءات الاستغاثة حول وجود مئات العائلات محاصرة في منطقة المعضمية في ريف دمشق ، حيث بات الجوع  يهدد اطفالهم بالموت .

وبعد ان دعا الائتلاف الوطني المعارض منظمات الإغاثة الدولية لـ "دخول المعضمية وإيصال الحاجات الإنسانية الضرورية إلى ساكنيها، وإجلاء مئات الجوعى ممن هم مهددون بالموت بسبب انعدام الغذاء" على حد تعبيره.

وترددت الدعوة في مئات من صفحات النشطاء ومواطنين عبر صفحات التواصل الاجتماعي لايجاد مخرج لهذا الوضع المأساوي في المدينة.

لم يُعلن حتى الان عن اي خطة او نية جدية لايصال الطعام للمدنيين وخصوصا للاطفال المحاصرين هناك.

وفي اتصال لسيريانيوز مع الصحفية لمى ديراني التي كانت قد نشرت خبرا عن الموضوع في جريدة "عنب بلدي" وهي جريدة محلية تصدر في مدينة داريا المجاورة للمعضمية ، قالت إن "نحو 3000 طفل عمره بين السنة والـ 14 سنة مهدد بالمجاعة، 19 منهم بحالة خطرة وموجودين في المشافي الميدانية".

وبث ناشطون على الانترنت مؤخرا عدة صور قالوا إنها لأطفال في المعضمية توفوا جراء الجوع، حيث بدت أجسامهم هزيلة وعظامهم واضحة، نتيجة نقص الغذاء، وقد وصل عدد الأطفال الذين ماتوا من الجوع إلى 9 ، وفقا لمصادر نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي

واوضحت الديراني " بان الاطفال خصوصا هم الاكثر تأثرا بالحصار ونقص الطعام لانهم لا يحصلون على طعام ذو قيمة غذائية".

وفيما ذا كان بالامكان اخراج هؤلاء العائلات من المنطقة وخصوصا الاطفال قالت الصحفية  ، بان " بعض العائلات حاولت ولكنها تعرضت للنيران القناصة كما من يصل للحواجز النظامية قد يتعرض للاعتقال ، ما يجعل الامر غير ممكن خاصة في ظل تحول المنطقة الى منطقة قتال عسكري بشكل مستمر منذ شهور طويلة".

واكدت الديراني بانه "بعض الجهات الإغاثية حاولت الدخول ولكن لجان شعبية منعتها من ذلك" ، ولم يتسنى لسيريانيوز التأكد من هذا الموضوع من مصدر مستقل.

وتشهد المعضمية بريف دمشق، ومدينة داريا التي تجاورها بحسب تقارير نشرن لمنظمات حقوقية ونشطاء، "نقصا حادا في الغذاء والدواء، فضلا عن قلة الأطباء ونقص الرعاية الطبية، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات"، فيما تتواصل الأعمال العسكرية من قصف واشتباكات على أطرافها ، ما يجعل عملية الدخول والخروج منها امرا غير ممكن.

وأطلقت العديد من نداءات الاستغاثة والدعوات لفك "الحصار" عن المدينة وإدخال مواد غذائية وطبية للمتواجدين بداخلها.

وكانت عدة منظمات دعت السلطات للسماح للمساعدات الإنسانية للدخول إلى المناطق المحاصرة، وإجلاء الجرحى والحالات، كما طالبت مسلحي المعارضة بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الأحداث التي تشهدها البلاد.

ودعا ناشطون منظمة "الصليب الأحمر" بـ "التدخل العاجل" لإدخال مساعدات إنسانية وغذائية ضرورية لازمة، ومن أجل إنقاذ حياة مصابين يتلقون العلاج بشكل يومي، مشيرين إلى أن المنظمة "ممنوعة" من دخول المعضمية.

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تعد من الجهات الدولية القليلة التي ما تزال تعمل في سوريا، مرارا أن الوضع الإنساني في سوريا مستمر في التراجع بسبب النزاع، معربة عن عجزها عن مواجهة الوضع المتفاقم، وسط تعثر جهود المنظمات الدولية بإيصال المساعدات إلى المحتاجين والمتضررين، وسبق أن أعلنت عن عدم تمكنها من الوصول إلى بعض المناطق لإيصال معونات.

ويأتي ذلك في وقت أصدر مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء, بيانا رئاسيا، لا يحمل ثقل القرار أو إلزاميته، حول الوضع الإنساني في سوريا، أكد فيه أن حجم المأساة الإنسانية الناجمة عن النزاع في سوريا يتطلب اتخاذ إجراءات فورية لتيسير إيصال المساعدة الإنسانية بصورة آمنة ودون عوائق إلى مختلف أنحاء البلاد.

قسم التحقيقات - سيريانيوز