2014-08-05 21:16:41 | ||
سوريا ... بين تنبؤات القدماء وواقع الأحياء |
||
كيف يتم اختيار الحاكم: بالخبرة والحنكة أم بالوراثة ....؟؟؟ شعب بلا قضاء ولا صحافة هو شعبٌ لم يذق طعم الحياة يتبادر إلى أذهاننا اليوم سؤال هام جداً بعد أن عاشت سوريا أسوء أربع سنوات في تاريخها منذ وجودها على خارطة العالم، هذا السؤال هو كيف يأتي الحاكم ولماذا تقوم الثورات ؟؟؟ وربما لو عرضنا هذا السؤال على مختلف أطياف السوريين اليوم لما استطاعوا الإجابة عليه كما أجاب عليه السياسيين والصحفيين السوريين قبل خمسة عقود مضت، فهؤلاء أحسوا بالمصيبة القادمة ونبهوا لها منذ تولي حزب البعث للسلطة في 8 آذار 1963 لما رأوه من تخبط في القرارات وعبثية في اختيار رجال الحكم، وبدل أن تقوم الدولة في ذلك الوقت بأخذ مخاوف هؤلاء على محمل الجد، نجدها على العكس تماماً قامت بإغلاق الصحف واعتقال الكاتبين من سياسيين وصحفيين بتهمة التحريض على أمن وسلامة الدولة، ولم يعلموا أنهم بفعلتهم هذه قاموا بإشعال الفتيل الأول لزعزعة أمن وسلامة الدولة ....
لقد انصب اهتمام معظم الصحف التي عرفت باستقلاليتها وحياديتها منذ العام 1963 وحتى تاريخ إغلاقها، في التنبيه والتأكيد على أهمية ثلاث عناصر لابد من توافرها حتى تستقر أركان الدولة وينعم شعبها بالرفاه، الأولى وهي كيف يتم اختيار الحاكم هل عن طريق الوراثة والتعيين أم عن طريق الصنعة والخبرة، والثانية حرية الصحافة واستقلاليتها ودور الدولة في حمايتها، وأما الثالثة فهي استقلالية القضاء وحياده وحصانة القضاة.
وفي مقال جميل كتب الأستاذ حبيب كحالة صاحب صحيفة المضحك المبكي أحد المقالات لما رأى ما رآه من تولي أشخاص غير مؤهلين لسدة الحكم في سورية بعد انقلاب 8 آذار 1963، فجاء في المقال المنشور بصحيفة المضحك المبكي بالعدد 1044 الصادر في 10 تشرين الثاني 1963 مايلي:
" كنت أطالع ما كتبته الصحف البريطانية عن اللورد هيوم بمناسبة استلامه رئاسة الوزارة فضحكت عندما قرأت أن هذا الرجل مع انه احتل مقعداً في مجلس العموم البريطاني مدة خمسة عشر عاماً، فإنه مازال يعتبر بالمقاييس السياسية البريطانية من المستجدين على السياسة، حتى أن المستر ماكميلان عندما اتخذه وزيراً للخارجية تعرض لحملة انتقاد عنيفة لاختياره رجلاً يعتبر غير مدرب لهذا المنصب الخطير الذي يتطلب خبرة واسعة، في مختلف جوانب الحياة ومن رأي خصومه اليوم، بعد ان استلم الرئاسة أن هذا الرجل سيقود معركة هزيمة حزب المحافظين بنجاح وذلك بسبب قلة خبرته في المشاكل الاجتماعية التي تعاني منها بريطانيا اليوم. وهذا رأسمال كبير لحزب العمال ... فإذا ما قارن القارئ بيننا وبين الإنكليز في المقاييس المتخذة لاختيار الحكام، والوزراء عندنا وعندهم كان لابد له من أن يضحك طويلاً ....
فالحكم صنعة وخبرة وأن أهم ما يتطلبه الحاكم للنجاح هو الاختبار والتجارب حتى أن بعضهم قد آثر ذلك على العلم والمعرفة ....
إن بعد الحاكم عن الخبرة، سيبعده عن معرفة أحوال الشعب، وهذه الأقاويل وغيرها لا أتوقع أنها تغيب عن أذهان البعثيين دون شك، وإنما أحببت أن أرددها هنا على سبيل الذكرى، فكلما شاع خبر تشكيل وزارة جديدة قد تنفع هذه الذكرى ...."
وفي مقال آخر منشور بالعدد 1056 من صحيفة المضحك المبكي الصادر عام 1964 يتحدث الأستاذ حبيب كحالة، عن ركنٍ آخر من أركان الدولة، وهو حرية الصحافة، فجاء في هذا المقال:
" وقف نهرو يوم عيد استقلال الهند مؤخراً، في مؤتمر محرري الصحف، وخطب فيهم قائلاً: (.... وعلى من بيدهم زمام الأمر أن لا يتبرموا من انتقادات الصحف مهما قست وعنفت فحرية الصحافة سياج سمعة الحكم وهي وإن كانت تزعج الحكومات إلا أنه من الخطأ الفادح التفكيير في تقييدها، لأن التقييد ماهو إلا كبت للفكر، ولا يحول دون نشر الحقائق، لذلك، فإني أفضل صحافة حرة ولو أساءت الحرية على صحافة مكبلة بالقيود والأغلال ......) وهذا الدرس الذي يلقيه نهرو، جدير بأن يتلقنه السياسيين بكل مكان وزمان، فواجب الصحافة الدفاع عن سمعة الحكم وتذكيتها والعمل على إبعاد كل مايسيء إليها أو ينال منها، والصحافة الحرة هي التي تغار على هذه السمعة وتعمل كي تكون سياجاً لها فلا تلوث ولا تتسخ والحقيقة أن كل من في الحكم مسؤول عن هذه السمعة من رأس السلطة حتى الآذن فبيدهم أن يرفعوها إلى السماء أو أن يخفضوها إلى الجحيم، فالقاضي الذي ينهر في وجه المواطن مثلاً إنما يسيء إلى سمعة الحكم والقاضي عندما يحكم ظلماً يسيء إلى سمعة الحكم، والوزير والرئيس عندما يتخبط بإصدار التشريعات إنما يسيء إلى سمعة الحكم.
هذه السمعة التي يرى نهرو وجوب وجود صحافة حرة جريئة لتعمل بلا خوف على المحافظة عليها أو الإشارة إلى مايشينها ويدنسها .... وسمعت الحكم إذا ساءت لا يستطيع أحد أن يعوض عنها، وعندما تشوه سمعة الحكم تقوم الاضطرابات وتعم الثورات، فعندما انتهت تلك الأحداث التي ارتكبتها الحكومة التركية في الاستانة عام 1956 وهدأت العاصفة، أعلن رئيسها وكان عدنان مندريس أن الحكومة مستعدة لأن تعوض كل من تضرر بهذه الأحداث، فردت عليه يومها كاتبة تركية معروفة اسمها ملك وقالت له: ( إنك ياسيدي الرئيس تستطيع أن تعوض كل المواطنين عن كل الأضرار التي لحقت بهم، ولكنك لن تستطيع أن تعوض عن سمعة الحكم الذي جعلته في التراب) ..... ليت هذا يدركه كل مسؤول عندما يحكم، وكل قاضي عندما يقضي بين الناس ...."
أما العنصر الثالث في سبيل بناء الدولة وتحصينها من الثورات الداخلية، فقد نبه له أديب الشام المرحوم محمد علي الطنطاوي الذي شغل منصب مستشار بمحكمة التمييز عندما نبه الحكومة القائمة والحكومات اللاحقة المتعاقبة على مبدأ استقلال القضاء، فجاء في رسالة وجهها بمقدمة كتاب لغة القانون الصادر في العام 1952 مايلي:
" ... لا يكون الحاكم عادلاً إلا بوجود العدل، والعدل لا يكون موجوداً إلا بنزاهة القضاء واستقلاليته وحياده، فإذا ما تعرض مواطنٌ منا للظلم وجد أمامه باباً كبيراً يدعى باب القضاء يسترد له حقه ويعاقب ظالمه، ولم يخطئ حكام بريطانيا عندما أعلنوا أن الدولة تبدأ من القضاء فلا رادع لتسلط الولاة والحكام إلا القضاء، فإذا ما قوض القضاء وأدخل في دهاليز السياسة وأبعد عن واجبه، عم الفساد واحتقنت الشعوب واشتعلت الثورات المطالبة بالعدالة، وإذا ما ترك القضاء مستقلاً نزيهاً بعيداً عن السياسة ومثالبها، ذاقت الشعوب طعم الحياة لأن لا حياة من دون حرية وعدالة ....."
هذه المقالات هي عبارة عن ثلاث مقالات مختارة من آلاف المقالات التي نبهت إلى الكارثة التي ستحدث إذ ما استلم الرئاسة من هو ليس أهلٌ لها، وإذ ما قوضت الصحافة، وفسد القضاء وليست هذه المقالات إلا استقراء واقعي لدولة تزعزعت أركان حكمها في ستينيات القرن الماضي فتسلم الحكم من هو ليس أهلٌ له، وحكم على الصحافة بالإعدام بعد أن كبلت بالأغلال والقيود، وذهبت عدالة القضاء فأصبح خصماً وحكماً .... وأصبح الشعب مغلوباً على أمره بلا حاكم يختاره بإرادته، وبلا قضاء ينصفه في مصيبته، وبلا صحافة تعرض مظلمته .... |
||
نور 2014-08-20 23:30:11
سؤال أتمنى الجواب عليه ....
أنا أرى أن الأستاذ نضال معلوف يشبه إلى درجة كبيرة الأستاذ الراحل حبيب كحالة والأستاذ معاذ الخطيب يشبه لدرجة كبيرة الشيخ الراحل علي الطنطاوي ... مع فارق الخبرة والعمر للراحلان ... ولكن سؤالي لماذا نقول أنه في بلادنا ليس هناك بديل وهو موجود دائماً وحاضراً ومستقبلاً ... لماذا يعيش الشعب في غيبوبة عظماء الماضي والترحم عليهم، وانعدام العظماء بحاضرهم وعدم وجود إلا خيار النظام وزبانيته في قواميسهم ... سؤال برسم إدارة سيريانيوز لو تكرمتم بالإجابة عليه ..؟؟؟؟ -الإمارات
نضال عبد الله 2014-08-19 21:12:22
لكل زمان دولة ورجال
لكل زمان دولة ورجال ... وهذا الزمن ليس زمن الرجال بل زمن العملاء بكل أسف ... والمقال وكتابه هم أكبر بكثير من أن يعلموا من سرق الرئاسة سرقة من أفواه الشعوب.-سوريا
zekooooo 2014-08-13 21:40:48
ردا على وسام
في البداية لابد لك ان تقيم اامور وفق فهم صحيح لما يجري على ارض الواقع السوري الذي نعيشه كل يوم هل تعلم يا صديقي ان النظام الذي تدافع عنه ارتكب من الاجرام والفظائع ما لم ترتكبه النازية بسمعتها الملوثة وحجم الاجرام الذي ارتكبته ثم تقارن سوريا بقطر وتشبيهك لهذا الوضع كالذي يشبه بين الثرى والثريا فشان ما بين الاثنين ولنفترض ان قطر قتلت شاعرا واذابته بالحديد سؤال برسمك ياوسام كم مواطنا سوريا اذيب بالاسيد وذاق اصنف انواع العذاب في سجون الجلاديين السوريين وللاسف لامكان هنا لذكر جزءا مم الكويت
JALAL 2014-08-13 14:02:19
الى السيد او السيدة وسام
اذا كانت غطر قد حكم على شاعر بالسجن15 سنة
فماذا فعل نظامك بالشاعر
لقد قطع لسانه وذوب جسمه بالاسيد
واللي بيته من الزجاج لا يرمي الدول الثانية بالحجارة قال قطر قال بريطانيا
وسام 2014-08-13 10:19:43
وداعا سورية الماضي
سياسة الولايات المتحدة وسياسيوها معروفون بعدم قدرتهم على فهم الشعوب الأخرى. وهي عدم قدرة تصل إلى حد الغباء تقريبا. موقفهم من الأزمة السورية كان ضالا ومضللا منذ البداية. لقد تحالفوا مع أنظمة رجعية كالسعودية وقطر ضد الدولة العلمانية الوحيدة في المنطقة العربية. حتى الآن أنا لا أستطيع أن أفهم كيف يتحالف أدعياء الديمقراطية في الولايات المتحدة مع أعداء الديمقراطية في قطر والسعودية؟ هل دعم دويلة كقطر التي حكمت بالسجن على شاعر لمدة 15 عاما عدل وديمقراطية في الوقت الذي كان فيه السوريون يقولون ما يريدسوريا
فرات 2014-08-06 12:52:23
المفروض من بشار
المفروض اذا بشار الاسد قراً هذا المقال ، ان يتنحى عن الكرسي فوراً ، هذا اذا كان لديه قليل من الضمير و الوجدان و قليل من الشعور بالمسئولية -سوريا
ابن العظمة 2014-08-06 08:30:39
تسقط سورية الاسد و عاشت سورية الحرة
الحمدلله ان سورية في عهد الاسدين مافي منه هل حكي كله و فوق هيك بدهم العالم ما توقف ضدهم و تعمل ثورة بحجة المقاومة و الممانعة و امن الوطن و كأن الوطن مكتوب باسمهم من وقت ما خلق الله الكرة الارضية عنجد امرهم عجيب هم و موالينهم سوريا
|
||
copy rights ©
syria-news 2010 |