يكثر
حديث الناس في الشارع السوري هذه الأيام عن إعلان النفير العام مطلع العام القادم
بعد انتشار صورة بيان من قيادة الجيش والقوات المسلحة تدعو المواطنين للالتحاق
طوعاً بصفوف الجيش, فهل إعلان النفير العام قرار سبق أوان الاعلان عنه أم أنه مجرد
شائعة وتلفيق؟
وتداول أشخاص ومواقع الكترونية
مؤخراً أنباء عن دعوات إلى النفير العام ابتداءً من العام الجديد, حيث ترافقت هذه
الأنباء مع انتشار صورة لقرار النفير العام موقعة من نائب القائد العام للجيش
والقوات المسلحة.
تلا ذلك إعلان لمصدر إعلامي أنه
لاصحة إطلاقا لما نشر على مواقع إلكترونية حول دعوة القيادة العامة للجيش والقوات
المسلحة الشباب السوري إلى "نفير عام" وهذه الأنباء محض كذب وافتراء وفبركة إعلامية
مكشوفة النيات والأهداف.
وفي حال حملت الأيام القادمة في
جعبتها قرار ينص على إعلان النفير العام من قبل السلطات الرسمية هل ستلقى الدعوى
قبولا بين الشبان السوريين ؟.. وما هي ردات الفعل ؟.. وهل سيكون البلد والشعب الذي
تطحن قواه رحى الحرب في مرجل واحد ؟ أم أنه خطوة تؤذن بدء تقلص الارهاب الممتد عبر
أغلب المناطق السورية؟..
وعن ذلك يقول خالد من محافظة
دمشق " من بداية اﻷحداث نسبة كبيرة من الشباب السوريين هاجرت من البلد وكان السبب
الخدمة اﻹلزامية, وأعتقد في حال صدر القرار وصدق فعلا ، ستحدث حركة نزوح رهيبة و
هروب من الخدمة, وبنفس الوقت هناك فئة ستلتحق بالجيش مدفوعة لأسباب عقائدية ووطنية,
وبالنسبة لي أنا لاأحمل السلاح مطلقا لأن السلاح أوصل البلد إلى هذه الحالة, وشعبنا
للأسف تعلم على فكرة معك سلاح ، الكل بيخاف منك, معك سلاح هالشي يعني أنك قوي, على
طريقة مسلسل باب الحارة معك خنجر على خصرك أنت زلمة".
ويرى مازن من مدينة حمص أن "
الحكومة امتنعت طيلة أربع سنوات عن إعلان النفير العام, وفي حال صدر مثل هذا القرار
فإن ذلك قد يؤدي إلى تأزم الوضع وسيدفع الناس إلى الانضمام للحرب أو الهرب ولاخيار
ثالث فلا مهرب من الموت".
وسبق أن أفاد مصدر إعلامي رسمي،
شهر آذار 2013، أنه "لا صحة للأنباء عن إعلان نفير عام في سوريا"، مشيرا إلى أن
"الفتوى الصادرة عن مجلس الإفتاء الأعلى تتعلق بواجب الالتحاق بالخدمة الإلزامية،
وكل تفسير خلاف ذلك لا قيمة له ويصب فى مصلحة الإرهاب".
وظهرت منذ بداية الأزمة عمليات
سحب للاحتياط إلى صفوف الجيش النظامي إلا أنها شهدت مؤخرا انتشارا اوسع وضغوطا أكبر
من حيث التطبيق وطريقة السحب وخاصةً للموظفين لدى الجهات العامة, الامر الذي دفع
هذه القضية لتكون من القضايا المتداولة بشكل متزايد في وسائل الإعلام والتواصل
الإجتماعي المؤيدة والمعارضة, حيث رأى البعض أن ذلك بمثابة نفير عام لكن غير مباشر
وغير معلن.
وفي ظل ارتفاع عدد القتلى في
صفوف الجيش ولجوء كثير من الشباب السوري للسفر او التخلف عن الخدمة ، واتساع رقعة
المواجهات التي يخوضها على كامل مساحة سوريا فان الجيش السوري بات يعاني نقصاً في
الجنود يسعى الى تعويضه من خلال السحب "الاحتياط" الذي يلاحق ما تبقى من الشباب
السوري ويهدده في "لقمة عيشه" في حال لم يرغب بالدخول في هذا الصراع الدامي.
وأدت الصراعات المسلحة إلى سقوط
العديد من الجرحى والقتلى السوريين بينهم عسكريين ومدنيين ونساء وأطفال, حيث وصل
عددهم بحسب تقارير اممية إلى ما يزيد عن 200 ألف قتيل, بحسب ما أعلنت عنه مصادر
حقوقية, بالاضافة إلى لجوء 3 مليون لاجئ إلى دول الجوار ونزوح حوالي 6 مليون شخص
إلى مناطق آمنة داخل البلاد.
وتحتدم المعارك بين الجيش
النظامي ومقاتلي المعارضة وكذلك بين الجيش وتنظيمات متشددة في مقدمتها تنظيم
"الدولة الإسلامية" (داعش)، في عدد من المدن والمناطق السورية لاسيما في ريف دمشق,
وريف حمص, وادلب, وحلب والمنطقة الشرقية، فيما تشير تقارير إلى ارتفاع وتيرة العنف
وتقلص المناطق الآمنة في البلاد وتلاشي بعضها.
د.ي
سيريانيوز
|