تفاقم أزمة الكهرباء المستمرة في ظل موجة حر غير مسبوقة تثير غضب السوريين

ما تزال أزمة الكهرباء، وعدم وجود عدالة في تقسيم ساعات التقنين بين المناطق تخيم على دمشق وغيرها من المحافظات السورية، دون أن تلوح في الأفق أية مؤشرات لحل قريب، في ظل موجة حر غير مسبوقة ترافقها أجواء مغبرة، لتزيد من غضب ومعاناة الأهالي.

وقال عدد من أهالي دمشق أن متوسط ساعات التقنين الكهربائي في بعض المناطق بلغت 17 ساعة يومياً، في وقت وصلت ساعات التقنين في أحياء دمشقية أخرى كحي ركن الدين 19 ساعة.

وأعرب سكان بعض المناطق عن استغرابهم وسخطهم من كون هناك مناطق لا يطالها التقنين إلا ما ندر، كالأماكن التي يسكن فيها مسؤولون، كالمالكي وأبو رمانة والمزة..

ويتزامن ارتفاع عدد ساعات التقنين مع موجة الحر التي تتعرض لها سوريا، مما أثار غضب الأهالي، خاصة في ظل عجز الحكومة التي تكتفي بإلقاء اللوم على  "المجموعات المسلحة التي تقوم بالاعتداء على خطوط نقل الطاقة التي تغذي محطات توليد الكهرباء".

ويسيطر منخفض موسمي هندي حار جدا على البلاد، حيث تبقى درجات الحرارة أعلى من معدلاتها بنحو 4 إلى 6 درجات، تترافق بأجواء سديمية ماطرة أحيانا، بحسب مديرية الأرصاد الجوية.

وتعزو وزارة الكهرباء زيادة ساعات التقنين بارتباطها بكميات الوقود المتوفرة، حيث تعلن مرارا عن تعطل أجزاء واسعة من محطات توليد الطاقة، جراء استهداف خطوط الغاز التي تمدها.

ويبدو أن معظم سكان سوريا ضاقوا ذرعاً بالواقع الخدمي والمعاشي السيئ، ويظهر ذلك  من خلال تعليقاتهم حيث تتعالى الأصوات متهمة وزارة الكهرباء بالتقاعس عن تلبية احتياجاتهم، بالاضافة لعدم وجود عدالة في تويع ساعات التقنين.

وتقول لارا في تعليق على صفحة وزارة الكهرباء على "فيسبوك"" لك شووووب و خنق وعاصفة رمل وانتو لعنتو نفسنا بهل الكهربا شو الها طعمة طفي الكهربا بالليل ...لك لو في عدل بهل التقنين كنا سكتنا".

في حي تسائل باسل "والاحياء لي ما بتقطع فيها الكهربا شو وضعا ؟ ولا هي الها وقود وكل الوقود؟؟؟".

وذكر فؤاد من منطقة المهاجرين أنه "في جادة سادسة نعاني من تقنين مضاعف عن الجادات المجاورة لنا حيث يتم التقنين 4 ساعات مقابل ساعتان كهرباء رغم ان كافة الجادات الملاصقة لنا التقنين اقل من ساعتين انقطاع و4 ساعات تصلهم الكهرباء".

وتقول انجي ساخرة "يعني صرلنا أربع سنين تفجيرات.. قذائف.. وأخطر بلد بالعالم.. معقول آخر شي نموت من الشوب بعد كل هالكفاح !!".

وفي اعتراف غير مسبوق، أعلنت وزارة الكهرباء قبل أيام عبر حسابها الخاص على "فيسبوك" عن كف يد 3 موظفين تلاعبوا بساعات التقنين في بعض المناطق، الأمر الذ لاقى سخرية من المعلقين على القرار، كونه وقع على "رؤوس بعض المعترين".

في حين اتهم البعض وزارة الكهرباء بتعمد زيادة ساعات التقنين خلال موجة الحر، بهدف الترويج لصفقات تجارية لمولدات كهرباء ومراوح تعمل عن طريق البطاريات لصالح مسؤولين حكوميين".

ويعاني قطاع الكهرباء في ظل الأزمة الراهنة، من نقص الوقود المشغل لمحطات توليد الكهرباء، بالإضافة إلى الاستجرار غير الشرعي من قبل مواطنين يعانون انقطاع الكهرباء من خطوط تغذية غير خطوطهم الأساسية، ما يسبب بحمل زائد يؤدي إلى احتراق الخطوط في كثير من الأحيان.

سيريانيوز