2017-07-26 23:36:24 | ||
تقاليد الزواج في سوريا |
||
في حمص يرفعون المسدسات وفي دمشق يقطعون رؤوس القطط وفي حلب يضربون بالسيوف
الزواج أكبر حدث اجتماعي في حياة الإنسان، وقد دأبت المدن والمحافظات بكل دولة بالتفنن بشكل وأسلوب وطرائق الاحتفالات بليلة الزفاف، وأصبح لكل مدينة عاداتها وتقاليدها الخاصة بالزفاف تبدأ من يوم ذهاب أهل العريس لطلب يد العروس في بيت أهلها وتنتهي بليلة الدخلة بين العروسين التي تلي حفل الزفاف.
ومع تطور الزمان والانفتاح على الحضارات، بدأت هذه التقاليد والعادات تميل إلى
الاندثار فأصبحت لا تطبق إلا من بعض العائلات المحافظة والمتمسكة إلى اليوم بتقاليد
الماضي.
ولذلك قامت وزارة الثقافة والإرشاد في سورية عام 1961، بتدوين عادات وتقاليد الزواج
التي كانت رائجة في المحافظات السورية، واعتبارها إرث حضاري خوفاً عليها من
الاندثار، وقد عملت مجلة الجندي في العام 1961 تقريراً جميلاً عن عادات الزواج
بمختلف المدن والمحافظات السورية، نشرتها بمقال خاص بعنوان "تقاليد الأعراس في
سوريا" جاء في هذا المقال:
من دراسة تقاليد الزواج في جميع المحافظات نجد أن مراحل تطور علاقة الزواج بين
الرجل والمرأة تبقى واحدة في خطوطها العريضة، إلا ان البدع المختلفة ظهرت في كل
بقعة مع التقاليد الأخرى تحمل مؤثرات الحوادث التي مرت بها فميزتها عن مثيلاتها حتى
باتت في كل مكان أسطورة من الخرافات الحافلة بالغرائب والطرائف.
ففي
مدينة دمشق تبدأ قصة الزواج منذ سن مبكرة فما إن يبلغ الفتى عمر السادسة عشر
حتى تبدأ والدته بمشوار البحث له عن عروس لا يزيد عمرها عن ثلاثة عشر سنة، وهذا
المشوار ليس بهذه البساطة فقد يستغرق شهوراً وسنيناً تطرق من خلاله والدة العريس
جميع أبواب الحارة، وتسأل:"هل لديكم فتاة للزواج؟"
وكانت (داية) الحارة هي المرافق الأول لوالدة العريس، وغالباً ماكان دور الداية
كبيراً في اختيار العروس لأنها بحسب مهنتها تعرف كل فتيات الحارة والحارات
المجاورة، وبعد أن يتم الاستقرار على الفتاة يبدأ دور والد العريس بالتحري عن سمعة
أهل العروس ومكانتها الاجتماعية.
ثم يتشكل وفد رسمي من وجهاء الحارة يتقدمهم زعيمها، ويذهبوا لبيت العروس لخطبتها من
أهلها، بعد أن تكون النسوة قد مهدن الطريق للرجال وانتهوا من المباحثات الأولية
فيما يتعلق بأمور المهر والسكن.
أما في حلب فيلعب حمام السوق دوراً كبيراً في مرحلة الخطوبة، فهو يتيح لأم
العريس فرصة هامة لاكتشاف الفتيات الجميلات ومشاهدة أجسامهن عارية بدون تجميل.
ثم تذهب (المشاطة) بها إلى البيت وتخلع عنها تلك الهيئة وتفرغ عليها ثياب وتلبسها
عمامة كعمامة القاضي، وتمسك سيفاً مسلولاً معها وتأتي به إلى الزوج الذي يأخذ منها
السيف ويضربها بصفحته على رأسها ثلاث ضربات.
وفي حماة تستبدل العروس جميع أثوابها ليلة الزفاف وتقبل عليها صديقاتها
الفتيات ويختطفن من يديها قطع الحلوة لتسري إليهن عدوى الزواج.
وفي حمص إذا خطبت فتاة إلى شاب قريب لها يعرف أحدهما الآخر منذ الصغر منعت
عنه فلا يعود يراها إلا ساعة الدخلة.
أما في اللاذقية فيجب استشارة شيخ الحارة قبل كل خطوبة كشيء من المجاملة،
وبعد الاتفاق على موضوع المهر يقدم أهل العروس هدية عادة ماتكون مبلغ من المال تسمى
(رضاوة) ويخص خال العروس بهدية مماثلة وهذه العادة منتشرة في الريف.
وفي مناطق الجزيرة العليا يتفق الطرفان على تحديد يوم عقد الخطوبة شريطة
تقديم الأغراض التالية:
وعند الشراكسة على الخاطب أن يختفي عن أهله منذ اللحظة التي يبلغ فيها والده
برغبته في الزواج، وينز ضيفاً على أحد أصدقائه ويبقى كذلك حتى نهاية جميع الحفلات
والمراسم. |
||
copy rights ©
syria-news 2010 |