2006-06-02 10:38:10 | ||
كيف نعود الى صفر علاقة ؟ كيف نبني سفارة ؟ ... بقلم : فؤاد مخزومي |
||
ليس هناك من عاقل يرفض القرارات الدولية.... هذه بديهية لا يختلف حولها لبنانيان. مناسبة هذا الكلام هو القرار الدولي 1680 الصادر عن مجلس الأمن «المشجّع بقوة» لسوريا على تبادل التمثيل الديبلوماسي مع لبنان وعلى ترسيم الحدود بين البلدين. ومناسبة هذا الكلام ايضا هو ان قوى «الاكثرية» الحاكمة تعتبر ان مجلس الأمن اعاد لها حقوقها عبر القرار 1680، وترى ان إقامة سفارتين في كل من بيروت ودمشق تعني ايجاد مبنيين في كل من العاصمتين ورفع الأعلام عليهما! اننا نقول بوضوح انه لو انفقت هذه «الأكثرية» هذه السنة في البحث حول كيفية إنقاذ لبنان من ازمته الحادة، لكان ذلك اجدى بكثير، من الأعمال البهلوانية الفاشلة، خصوصا تلك الخطوة المشينة والاستفزازية الاخيرة في تكريم السفير الاميركي في الأمم المتحدة جون بولتون المعروف بعنصريته وصهيونيته. وذلك بعد ان فشلت في كل مشاريعها التي طبّلت وزمّرت لها على مدى سنة، راهنة البلد والناس لمزاجية بعض زعمائها ومصالحهم الشخصية الذين غاب عنهم فشلهم في تقليص ولاية إميل لحود بعد قرار دولي وحوار استغرق سبعين يوما. فكيف اذا كان الأمر يتعلق بقضية حساسة كالعلاقات مع دمشق. وغاب عن «الأكثرية ايضا ان الترسيم تحت الضغط والإكراه الدوليين مستحيل التنفيذ في ظل حاجة لبنانية تحددها المصالح الاقتصادية فأين هؤلاء من حاجات لبنان الاقتصادية؟ وهذا القرار الذي استنفد وقتا طويلا من البحث والتمحيص والتعديل، قد لا يجد طريقه الى التنفيذ، لكنه بالتأكيد يعقد الوضع اللبناني الداخلي من جهة، ويعرقل العلاقات اللبنانية السورية من جهة ثانية، وهذا بالضبط ما يجعل الازمة اللبنانية السورية ممددة حتى اجل غير قريب. فلبنان لم يعد على لائحة الأولويات الأميركية، لأسباب عديدة واضحة جدا، بعضها لبناني وبعضها الآخر أميركي، لكنها كلها ساهمت في تخفيض مستوى الحملة على سوريا الى الحدود الدنيا التي يمثلها قرار غير ملزم لمجلس الأمن يشجع ويناشد ويتمنى، ولا يحدد اي مهل زمنية، كما لا يعرض اي حوافز على دمشق، كما هي الحال مع طهران! مع الاعتراف ان تكريم الاكثرية لجون بولتون، هو الذي ضاعف من حماسته لاستصدار القرار، لكن ذلك لا يمنع القول حول محدودية فعالية القرار، فالقرار الجديد لم يصدر تحت بند الفصل السابع، وهذا يعني ان تطبيقه سيكون عن طريق التوافق، لا القوة. والقرارات التي لا تصدر تحت بند الفصل السابع، تبقى مطاطة، وعرضة للاجتهادات والتحليلات، التي تتوافق مع مصالح كل طرف وتطلعاته. من هنا فالقرار الجديد الذي لا يشذ عن هذه القاعدة، قد يكون مجرد خطوة استباقية، تمهّد لأخرى تراهن «الأكثرية» على ان تتحقق عندما يصدر تقرير القاضي الدولي سيرج براميرتس حول التحقيق بجريمة اغتيال الرئيس الحريري. وهذا التقرير بدوره يبقى مضمونه في دائرة التكهنات، فضلا عن الرهان الاخر على مصير البت بالملف النووي الإيراني. لكن القرار الدولي 1680 يحمل في طياته الكثير الكثير من المعاني، اخطرها على الإطلاق انه يشكل سابقة في تاريخ القرارات الدولية ولنظام مجلس الأمن وصلاحياته وميثاق الأمم المتحدة، فكيف اذا كان هذا القرار السابقة يمهد الطريق لفرض علاقات بين اي من الدول العربية واسرائيل مثلا؟ وما الذي يمنع مجلس الامن من ان يفرض مثل هذا القرار على اي دولة من دول الجوار لفلسطين المحتلة وحتى على سواها من الدول العربية التي وضعت سقفا لأي مفاوضات مع الدولة العبرية في قمة بيروت عبرت عنها مبادرة العاهل السعودي الملك عبد الله. وعلى المستوى الداخلي اللبناني فإن اخطر ما في القرار الدولي ايضا انه بوابة لانقسامات جديدة على الساحة اللبنانية فهو يرهن الخطوة التالية، حسب تعبير جون بولتون نفسه، بالتشاور مع الحكومة اللبنانية مما يضعها في موقف حرج جدا يوحي اولا بأنها هي التي طلبت القرار 1680 وهي التي يجب ان تطلب القرار التالي اذا تمنعت سوريا عن ترسيم الحدود وتبادل السفراء، على رغم ان الحكمة باتت تقتضي ان يستعد الرئيس فؤاد السنيورة للنظر الى استعادة العلاقات المميزة مع دمشق من بوابة الهدوء الداخلي وعبر المبادرة العربية التي لا شك عطل فعاليتها ولو لبعض الوقت القرار الجديد ولو كان عمليا فاقدا الفعالية. ليكن واضحا ان التصعيد الإعلامي الداخلي الذي أتى واستمر متزامنا مع صدور القرار 1680 لا يشجع على فتح أبواب الحوار مع دمشق، علما بأن موفد الرئيس السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، قد اقترح في بيروت «هدنة إعلامية» من الجانب اللبناني، لكي تتمكن خلالها المساعي العربية وخصوصا المسعى الذي يقوده باسم مؤسسة القمة، من أن يمسك بطرف الخيط، ليصار إلى فتح الأبواب الموصدة أمام الحوار الجدي والمسؤول، وبالتالي لمواكبة هذا الحوار، ومتابعة وقائعه ورعايته، وتقديم وسائل الدعم والمؤازرة عند تعثره، بهدف إنجاحه. فالعلاقات التاريخية بين الشعبين لا تتوقف عند تبادل السفراء ورسم الحدود فحسب بل تشمل كل ما له علاقة بالمصالح المشتركة وصولا الى المصير الواحد. وإذا كانت مسألة وقف الحملات السياسية والإعلامية هي مفتاح المعالجة المخلصة والحقيقية للأزمة اللبنانية ـ السورية فلتبادر القيادات الحاكمة في بيروت الى الكف عن لعبة التأجيج الإعلامي.. فنحن نؤمن ان لا مناص امام اللبنانيين، الا الحوار المباشر مع دمشق، للتفاهم على كل المواضيع الخلافية المطروحة على بساط البحث. نعم العلاقة بين لبنان وسوريا هي علاقة مصالح مشتركة لكلا البلدين، وكلما سنحت الفرصة لتخفيف التوتر تلجأ قوى «الأكثرية» الى التصعيد لتعيد الأمور الى نقطة الصفر، ويبدو ان قوى «الأكثرية» متخصصة في تكرار الأخطاء. لذا يجب الانتباه مجددا الى أن إدارة الظهر للمساعي العربية تصرف خطير جدا هذه المرة فهذا القرار الذي يسعى مجددا الى تدويل المسألة اللبنانية، يجب أن يقابل بتغليب العقل في المقلب اللبناني كما في المقلب السوري، لأن مصلحة الشعبين الشقيقين تقضي بتجاوز كل العقد والانفعالات والسجالات ومصلحة البلدين تقضي أيضاً بسحب ملف العلاقات المشتركة من أدغال التدويل، التي لن تبني سفارة لدمشق في بيروت ولن تؤدي الا الى «صفر» علاقة مع سوريا فالسفارة ليست حجراً بل هي سكن لعلاقات بين البشر فكيف اذا كان هؤلاء البشر اخوة. و«صفر» العلاقة مع دمشق يعني اكثر ما يعني ان لا علاقة إلا مع تل ابيب فكيف اذا كان القرار 1680 قد صدر ولو عن طريق الصدفة في ذلك اليوم اللبناني المشؤوم يوم 17 أيار!.. اننا نحذر بقوة من ان أي اتفاق بين لبنان واسرائيل لن يكون سوى أزمة مع دمشق، وأي تدخل دولي في علاقة الجارين الشقيقين، رغم ما صنعت «الأكثرية» بينهما من شقاق اليوم، سيقفل الحدود بدلاً من أن يفتحها. وهنا لا بد من أن أؤكد ان إطلاق النار على الجيش الوطني اللبناني غير جائز وغير مبرر، فالاشتباك خاطىء في الأساس، لما يحمله من مخاطر على الاستقرار، ولانعكاساته السلبية على العلاقات الأخوية بين اللبنانيين والفلسطينيين. قد يكون لدى البعض استياء من تأكيد قائد الجيش العماد ميشال سليمان تكرارا خصوصا في مناسبة عيد التحرير على التكامل بين الجيش اللبناني والمقاومة الوطنية خصوصاً ان هذا التماهي حمى المقاومة ومدّها بشتى أشكال المساعدات، وصولاً الى انجاز التحرير. ولا ننسى ان هناك اجماعاً لبنانياً على وطنية الجيش اللبناني وعلى تأييد قيادته الحكيمة المتمثلة بالعماد ميشال سليمان في تحييد المؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية، والوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف اللبنانية وعلى الحفاظ على الأمن والاستقرار في أصعب الظروف السياسية وأشدها تعقيداً. فهل هناك من افتعل حادث ينطا لاستهداف قائد الجيش العماد ميشال سليمان، خشية ان يرشحه البعض لموقع رئاسة الجمهورية، وهو شخصية وطنية، وليس على خلاف مع أحد. أم أن الهدف هو وضع قائد الجيش امام الخيارات الصعبة، ام ان هناك من يحاول توريط الجيش والفلسطينيين في معارك عبثية؟
المصدر : الديار |
||
رفيق فضة 2006-06-02 17:40:18
فتح سفارات
ليش ما منفتح سفارة بـ ( عنجر ) و منحط رستم غزالة سفيرسوريا
|
||
copy rights ©
syria-news 2010 |