السيد محافظ مدينة دمشق المحترم,
أعتدنا عليكم منذ توليكم هذا المنصب النظر في و العمل على حل مشاكل المواطنين التي تثبت أحقيتها.

من هذا المنطلق أتقدم بهذه الشكوى راجية النظر فيها و العمل على حلها و لك و لمحافظة دمشق الشكر المسبق. أنا اسكن في حي التجارة و بالتحديد في شرقي التجارة في الأبنية المطلة على حديقة دمشق و التي أصبحت ابتدءا من العام الماضي ملاذا للمواطنين من كل حدب و صوب.

اختار مواطنو دمشق و حتى ريفها هذه الحديقة التي تقع وسط ما يقارب العشرة أبراج سكنية متنفسا لهم و لعوائلهم و ليس في ذلك المشكلة لأن هذه الحديقة وجدت لتكون كذلك ولكن المشكلة تكمن في الآتي: لقد أختار المواطنين هذه الحديقة لتكون بديلا لموقع الجندي المجهول و طريق المطار حيث يأتي الناس خاصة الخميس و الجمعة و السبت ليس للتنزه بل و كما نقول بالعامية "سيران" يجلسون على المرج الأخضر الذي أعرف أن الجلوس عليه ممنوع في باقي الحدائق و يأكلون و يشربون بل يقومون بتحضير الطعام و الشراب في الحديقة و ذلك بجلب "البوتوغاز" و "الطناجر" و غيرها من الأواني و منهم من يجلب البسط و منهم من يجلب الكراسي و الطاولات !

وضع على باب الحديقة تعليمات تمنع كل ما يقوم به المواطنين و ولكن و كأنها وجدت ليعمل الناس على مخالفة كل بند من بنودها. فالبارحة مثلا دخلت "سوزوكي" تحمل كل لوازم "السيران" إلى داخل الحديقة دون استنكار أحد و تبعها بعد قليل دراجة نارية أيضا دخلت الحديقة رغم وجود تعليمات تمنع ركوب الدراجات الهوائية في الحديقة!!

حديقة دمشق مشرعة الأبواب 24 ساعة و أيضا بدون حسيب أو رقيب حيث يبقى المواطنين في الحديقة حتى آذان الفجر و نحن سكان الحي نعلم تماما أوقات مغادرتهم لما يصدرونه من أصوات مزعجة صادرة عنهم و عن محركات "سوزوكياتهم" تصم الآذان في أوقات السكينة.

صدر قرار أواخر الصيف الماضي بإغلاق باب الحديقة في وقت معين أسوة بكافة الحدائق, و لكن هل تعلمون ان من يقوم بإغلاق باب الحديقة هو البائع الذي يجلس أمام الباب و ليس الحارس لعدم تواجده بالأصل مما يخول هذا البائع بإغلاق الباب أو عدم إغلاقه متى شاء و كيفما شاء فتارة يغلق الباب الساعة الواحدة ليلا و تارة لا يغلقه أبدا (بالمناسبة أليس وجود هذا البائع و إشغاله للرصيف بعرباته (التي تصادرها الشرطة و ما تلبث أن تعود في اليوم التالي و كأن شيئا لم يكن) و ركنها مساءا مخالفا لتعليمات المحافظة؟) يقوم المواطنين بركن سياراتهم على جانبي الطريق الذي هو طريق ضيق إلى حد ما مما يسبب زحمة خانقة لا يمكن تصورها في هذا الحي السكني الذي ليس معدا أبدا لاستقبال كافة أنواع السيارات من باصات نقل الركاب الكبيرة العامة و الخاصة, الشاحنات بكافة أنواعها الكبيرة و الصغيرة, سيارات و باصات الأجرة و حتى سيارات الثلاث عجلات و أيضا دون حسيب أو رقيب فلا شرطي سير يدخل المنطقة أصلا!

سيدي محافظ دمشق الموقر, لا يمكن لحي سكني صغير كحي شرقي التجارة أن يكون مكانا بديلا عن الجندي المجهول حيث أن هذه المنطقة سكنية بحتة و لا يمكن لهكذا حديقة أن تكون بديلا عن بساتين دمشق و غوطتها هذه الحديقة وجدت أصلا للتنزه ولم تكن يوما مثلما هي عليه الآن فلا زحمة السيارات مقبولة في هذا الحي الصغير السكني و بدون شرطي سير لمنع الزحمة الخانقة و لا سهر الناس حتى ساعات الفجر مقبول لا من ناحية الإزعاج الكبير الذي تسببه أصوات الناس و أبواق سياراتهم و لا من الناحية الأمنية مقبول أن تبقى الحديقة مفتوحة الأبواب 24 ساعة دون أحد و لا استخدام الغاز في الحديقة مقبول لما قد يسببه من كارثة حقيقية في هذا الحي و لا جلوس الناس بهذه الطريقة على العشب الأخضر و رمي القمامة في كل حدب و صوب بالأمر المقبول.

أرجو سيدي أن تقبلوا مني فائق الاحترام و توجيه الكادر المختص في المحافظة أو من يعنيه الأمر في التحقيق بكل ما سبق و ذكرته في رسالتي هذه, فزيارة واحدة من المختصين كافية لاتخاذ الإجراءات الواجب اتخاذها لتبقى هذه الحديقة ملاذا للمواطنين و لكن ضمن الأصول المتعارف عليها و الأنظمة التي شرعتها المحافظة مشكورة..

ملاحظة: بناء على توجيهاتكم الموقرة, يمكن لنا "سكان الحي" أن نوقع عريضة تثبت كل ما ورد أعلاه. و تقبلوا بقبول فائق الاحترام و التقدير لجهودكم المستمرة
 

مواطنة سورية