2008-06-06 23:00:44
ÇáãÓÇåãÇÊ Ýí åÐÇ ÇáÈÇÈ áÇÊÚÈÑ ÈÇáÖÑæÑÉ Úä ÑÃí ÇáãÑßÒ
اثر الاعلام الغربي على الطفل الشرقي... بقلم : ماهر شيخاني

يعد التلفزيون من أخطر الوسائل الإعلامية تأثيرا على الأطفال حتى أنه لقب بالوالد الثالث الذي يحتل مرتبة مهمة في الأسرة تلي مرتبة الأم والأب،


 وهو ليس ضيفا دائما على الأسرة وحسب، بل أصبح مشاركا في مسؤولية إعداد وتربية الأطفال، ولأن العقل الإنساني يبدأ طريقه إلى المعرفة بالدهشة، لذا فالتلفزيون وسيلة جذابة لا تقف عند حد معين بل هي مستمرة في الدهشة إلى أن يتقدم عقل الطفل من مرحلة المشاهدة إلى مرحلة التقليد والتعلم، إلى أن نجد الطفل في النهاية وقد تشكلت شخصيته وثقافته من التلفزيون، وهو العامل الرئيس المنافس لدور الأهل والمدرسة في هذا المجال.

 

ان الثقافة المبعثرة التى يقدمها التلفاز تقدم الفكر دون ان تدخل الى النفس ، ويصبح الطفل قادرا على وصف ما يراه من مناظر وصور ويتذكر بسهوله الاشكال العامه للمدن والمناظر الطبيعية وبذلك يخدم التلفاز الذاكرة اكثر من التفكير.للتلفزيون تأثيرا كبيرا على زيادة معدلات العزلة والفردية والتفكك الاجتماعي خاصة مع أفلام العنف.فالمخاطر السلبية على المجتمع من خلال دور الإعلام المتدفق من الغرب؛ وخصوصا من الولايات المتحدة الاميركية إلى الوطن العربي تتأتى من كونها تعمل على تحطيم القيم والتقاليد، وتقود إلى نتائج سلبية على مستوى البناء الاجتماعي والانتماء الوطني والتراث والهوية الثقافية والحضارية.يطلب كل طفل في بداية حياته إشباعا مباشرا لحواسه البدائية بدون أي اعتبار للعالم المحيط به. فهو آنذاك إنسان غير اجتماعي، ويكمن دور تربية الطفل في تحويله إلى إنسان اجتماعي يتفاعل مع العالم من حوله، ولكن لا يمكن أن يتم ذلك إلا عن طريق النمو العقلي وتطور الروابط الإنسانية بينه وبين الآخرين، وتطور علاقته بالأشياء من حوله، مما يجعله يسير في الطريق الطبيعي للنمو والنضوج.

وتبدأ تنمية الإنسان بتنمية الطفولة، وهي إحدى المقومات الرئيسة للتنمية الشاملة ذات الأجل الطويل، والمدخل الرئيس في تنمية الإنسان فالأطفال ذوي الظروف الصعبة لهم سمات شخصية ونفسية معينة تجعلهم أكثر تأرجحا وتأثرا ببرامج التلفزيون عن غيرهم الذين يعيشون حياة عادية.

هل التجاء إلى (الكارتون) كسد للفراغ ولضآلة الإنتاج المحلي حل جذري؟ آجلا أو عاجلا يضمن هذا إعداد جيل متجذر في محيطه القريب والبعيد قادر مقتدر على الفهم الناقد لتراثه مستوعب لمنتوج العصر.. إن هذا الوضع يزداد تفاقما يوما بعد يوم، وهذا يدفعنا إلى أن نتساءل عن حجم هذا الإنتاج المستورد والمدبلج وعن مصادره وماهيته ومضامينه ومرجعيته وعن أثره في تشكل ثقافة الطفل العربي؟ لننتهي إلى تقديم بعض الرؤى المستقبلية في معالجة سلبيات هذا الانتاج وإيجاد السبل الكفيلة لطرح البدائل الممكنة.

 

قد تعمل الصورة أحيانا على تحطيم القيم والتقاليد التي يتعلمها الطفل من والديه، وتزرع أنماطا جديدة للسلوك وألوانا من التطلعات غير ملائمة على مستوى البناء الاجتماعي والانتماء الوطني، لهذا فإن هذا الكم الهائل من البرامج التي يشاهدها أطفالنا في معظم القنوات الفضائية تنشر الكراهية تجاه العرب بطريقة ذكية وبدرجة عالية من الإتقان والتنسيق بين التربية والإعلام، مستغلة بذلك عجزنا عن تحقيق تكتل إعلامي ثقافي من أي نوع، حتى أصبح من العسير أو من غير المجدي محاولة تضمين برامج الأطفال معايير ثقافية وصرف نظره عن هذا الطوفان الجارف الذي تأتى، هنا لابد لنا من أن نتوقف عند أمرين هما من الخطورة بمكان :

الخطر الأول: الأعمال والبرامج وما تحمل من ضرر يتمثل بالخصوص في تنشئة الطفل العربي على نموذج مجتمعي غريب عن مناخ أفكاره وقيمه وأخلاقياته ونمط حياته، فيعمد فيها المنتجون إلى الإبهار بإبراز التفوق المادي وتضخيم صورة الإنسان الغربي المنتصر دائما، والعبقري أبدا والمتفوق في كل حين، \"رامبو، سوبرمان، الرجل الخارق الذي لا يقهر، ولكن أين مكمن الخطر في هذا الأمر؟ يكمن الخطر في غرس الشعور بالإحباط والقصور بما يتراكم لدى الطفل العربي من عمليات إسقاط لا شعورية على واقعه المتخلف، مقارنة بما يتسم به واقعه الذي يقدم إليه عبر التضخيم والإبهار، وكلما ازداد تعلقا بما يشاهد ازداد افتنانا وانفصاما وتشكيكا بهذا الواقع.

الخطر الثاني: يتعلق بتشويه مقصود لصورة الإنسان العربي، والذي لا يقدم في الرسوم المتحركة إلا بشكل شرير ينتشي المشاهد لهزيمته في نهاية القصة. فمعالجتهم لصورة الإنسان العربي في إنتاجهم أقل ما يقال عنها: إنها لا أخلاقية فهي صورة مشوهة بشعة شريرة كريهة في حاضرها ومستقبلها.

ولعل مسلسل علاء الدين الذي يحكي قصة مقتبسة من كتاب (ألف ليلة وليلة) أصدق مثال على ما نقوله لما في ذلك من تباعد بين القصتين: ويبرز هذا التباعد في أحداث القصة وشخصياتها، وكذلك في غاياتها. ففي حين تحكي قصة علاء الدين العربية مغامرة فتى فقير يعمل ليعيل أمه العجوز المريضة، وبالمصادفة يلتقي ساحرا يغريه بالأموال والذهب شرط أن يدخل مغارة خطيرة ليجلب له الفانوس السحري.

بينما يصور المسلسل الأمريكي علاء الدين على أنه لص محترف يسرق ليعيش، ويغرم بابنة الملك ياسمين فيستغله الوزير جعفر ليرغمه على دخول المغارة ليجلب الفانوس له. ويتضمن المسلسل مشاهد من العراء والإبل ورجال ملتحين توحي بأن الأحداث تدور في بلد عربي محض. وليس من الصعب على المتتبع من أن يسجل ملاحظات كثيرة على لباس ياسمين بنت السلطان الذي هو أشبه بلباس الجواري وليس الأميرات، فلباسها يظهر الصدر والكتفين والبطن، بالإضافة إلى أفاعيل السحر والشعوذة والنوم على المسامير التي تظهر صورة مبالغة عن الشرق الغارق في الشعوذة والماورائيات، وهو تعميم تطلقه (ديزني) على المجتمع الشرقي وكيفية تعاطيه مع أمور الحياة .

نحنا أمام سيف ذو حدين ولا نستطيع  نخفي وبحالات بسيطة  عن دور التلفاز في توجيه الأطفال إلى سلوكيات و منهجيات اجتماعية إيجابية ، و إبعادهم عن السلوكيات السلبية لكن برقابة الأسرة الاهل  وسياسة الانتقاء

وقد أصبح واضحاً أثر الإعلانات التجارية الجذابة و الملحة ، التي يقدمها التلفاز على مدار الساعة ، على سلوك الطفل الغذائي و الشرائي ، إذ يعمل الطفل على ترويج غايات الإعلان في أشكال متنوعة ، إما بانتظاره بلهفة ، أو بطلبه ، أو ببكائه الملحّ عند تخطي الإعلان ، أو عند إقفال جهاز التلفاز في موعد بثّه .وما لاشك فيه ان المجتمع الشرقي يتعرض الى آلاف المواد المحرضة على الرذائل بأغلفة فاقعة الألوان المبيحة للشذوذ وتعاطي المخدرات، وقبل ذلك وبعده يبرز التجاهل التام لتقاليد الحشمة والعفاف والتي يتم اعتبارها من مخلفات العصور الماضية.


حنان 2011-02-27 22:43:28
تحية لكتاباتك الجميلة والمفيدة
لقد وضعت الملح على الجرح كما يقولون اتمنى لو كل الاسر في سوريا قرأت ماكتبت واستعاب الموضوع وخطورته على اطفالنا ومنعهم عن هذه الافلام ولك كل الشكر والله يوفقك لكل خير فيه مصلحة البشر والبشرية
سوريا
منصور مسلم 2008-06-08 15:50:43
الاسلام
الاسلام دين وثقافة وحضارة فاين نحنا من هذا.. الاسلام دين التربية والاخلاق جيل الاسلام سابقا حررر وانتج وابتكر وعمل ما عمل......................
-سوريا
بنت سوريا 2008-06-07 23:14:53
والاثر واضح
تنامي جهود الاعلام المحلي يضع حدا للمحافظة على جوهر الثقافة العربية والتوعية قبل الرقابة ودور الاهل ورب الاسرة والانتقاء من البرامج طن انه توفير المتطلبات يصنع الجيل وشكرا من القلب لانك ابدعة
-سوريا
محمد سالم 2008-06-07 18:30:34
نحنا نستخدم الحد السلبي
ليش نحنا عم نستخدم التلفاز ووسائل اعلام بذلك الباس الشديد ليس هنالك رقيب على الكم الهائل من ذلك الغزو المعرفي نحنا صناع التاريخ ونحنا ونحنا ولكن الان اين نحنا
-سوريا
جودي 2008-06-07 16:47:43
ما نشهده اليوم دليل واضح
نايا وغيرها من الجرائم الوحشية دليل كبير وواضح على تحطيم القيم والاخلاق من خلال تلك العولمة الفكريةنحنا حقا في مشكلة كبيرة ولكن الوقت لم يتاخر بعد
-سوريا
يزن 2008-06-07 16:32:25
التلفاز سلاح ذو حدين
التلفاز سلاح ذو حدين فعلينا توعية وتوجيه أطفالنا للجانب المفيد منه عن طريق الأذاعات التي تبث وتعرض البرامج المفيدة والتي تثبت العقيدة وتوسع المستوى الثقافي والفكري لأطفالنا وأبعادهم وتنبيههم للجانب الخطير حفاظاً على عدم تشتت أفكارهم ولعدم فتح المجال للعدو بالسيطرة علينا أعلاماً
-سوريا
لانا 2008-06-07 15:38:01
طي الثقافة
تعمل وسائل الاعلام الغربية على طي الثقافة والتراث العربي والطفل الشرقي عبر ذج تفكيره فيروسات قابلة على تغير وشتات التفكير الطفولي وسلبه برائته ولربما حثه على الاجرام
-سوريا
حسن 2008-06-07 15:05:49
لازم الحل
الحل هو في برامجنا المحلية وهي الوصول بها الى المستوى عالي من العرض وطرق توجيه المواد عبر طرق تاهيلة ومدروسةمن خلاله نستطتع توجيه الطفل وافكاره ونضجه وبذلك نسطتع بناء جيال وعي على قدر كبير من الفهم لتحقيق مجتمع ناحج
-سوريا
حسن 2008-06-07 13:33:16
حرب متعددة الاساليب
والاخطر من ذلك هو محاولة الاطفال الى تقليد الشخصيات كسوبر مان وبات مان وغيرهم وكذلك الطفل الذي شنق نفسه كتقليد لنصار ابن عريبي.والله يسترمن حدى يقلدالبطل الامريكي في الافلام
-سوريا
ممدوح 2008-06-07 13:25:19
الى ريما
فعلا ريما نحنا نوجه اخطر انواع الحروب والعولمة والغزو الثقافي والمستغرب في الموضوع هو سهولة غزونا وكل الشكر لماهر
-سوريا
احمد جورية 2008-06-07 13:17:19
الجيل امانة في اعناقنا
اولادنا امانة في اعناقنا من هذه النقطة يجب ان ينطلق حسنا الاجتماعي.مشكور يا ماهر على هذة الفائدة والطرح الجميل
-سوريا
سيما 2008-06-07 13:02:11
الضبابية
نحنا ما بدنا نحكي لمجرد الحكي نحنا بدنا علاج وبدنا نسمع ونعمل فعلا اولادنا واخوانا بخطر ونحنا السببوهاد الصندق اعتبره شيطان
-سوريا
ام 2008-06-07 10:54:27
رقيب الرقابة ولكن؟
انا ام ولدى طفل وانا لا انكر دوري في مراقبة طفلي بتعرض الى تلك الوسائل الاعلامية الغربيةولكن طريقة تقبل هذا الطفل الى تلك الوسائل هي غاية في الخبث لانه من الصعب جدا وجود تلك الرقابة مع الكم الهائل من الوسائل
-سوريا
ريما السعدي 2008-06-07 10:43:05
نعم انها حرب اعلامية بامتياز..
سيدي العزيز..لم تعد الحروب اسلحةودماء واحتلال مباشربل اتخذ مع عصرنا الحالي اشكالا جديدة لعل من اهمهاحرب الاعلام ذلك الوحش الخطيرالذي يغزونا من الداخل..الذي يتسلل بالوانه وزينته ومغرياته ليحتل قلوبنا وافكارنا ويؤثر في شخصيات اطفالنا وشبابنا لابد ان نعي وان نتيقظ في مواجهة هذا العدو الجميل الخطير..كل الشكر لك على هذه الاضاءة المفيدة..
-سوريا
copy rights © syria-news 2010